داعش والسيمفونية التاسعة لبيتهوفن

  • 5/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على موسيقى بيتهوفن وبالذات السيمفونية التاسعة "أنشودة الفرح" التي كانت بشارة بتهوفن للبشرية بعد حروب طاحنة عصفت بالبشرية المتعبة أكتب هذا المقال الملغّم بعدد من الأفكار التي قد لا تروق للكثير . نعم على موسيقاه! وأعلم أن هذا قمة التناقض، ولكن لأخرج بعبارات تكون وليدة مزج فكرتين مختلفتين. فتخرج للناس فكرة ثالثة لا أعرف صوابيتها من عدمه، فكرة مجردة وأخرى تكون دعوة للنظر إلى الحياة من زاوية أخرى تماماً الاسم مخيف والحروف لا تطاوعني، ولكن إيقاع ما أسمعه يجعلني أمضي بهدوء رزين. "داعش" كلمة تخرج لك فوراً من صندوقها "الرؤوس"، "الحرق"، "الدماء"، نعم هذه هي المفردات التي تقفز إلى ذهنك مباشرة، ولكن يجب عليك أن تفكر أولاً وتجيب على السؤال العظيم: كيف أصبح هؤلاء تلك الوحوش التي لا تهدأ كالذئاب حين تبحث عن ضحية يسوقها القدر إلى "أوكارهم"؛ ليخرجوا كل ما بهم من أحزان وآهات وظلم؟ "تمضي ضربات بتهوفن وأنشودته"؛ لتكون خلفية للتفكير ووقع الضربات على الكيبورد، هو يعزف على البيانو، وأنا أحاول أن أقلده، ولكن على لوحة صماء! هل جاوبت على سؤالي: كيف أصبح هؤلاء بتلك الوحشية؟ بالتأكيد أصبحوا بتلك الوحشية لأسباب صنعناها بأيدينا فلم نولد "أشراراً يا سيدي". لا أعرف لماذا أشعر أنني سمعت تلك الجملة في إحدى الكلاسيكيات العربية! لن أناقش الأفكار التي ترى العالم قد خرج عن السياق، ولكن دعونا نعود إلى جذور المشكلة. على نحو يوم كامل قرأت كتاب "تنظيم الدولة.. دراسات تحليلية في بنية الخطاب" لعدد من الباحثين. أقرأ وكلي شغف يا تُرى ما هذه الذهنية التي تقود التنظيم واضعة عدداً من الاستراتيجيات المهمة والتي أراها ممتازة وقد حققت نتائج مبهرة وخاصة الخطاب الإعلامي لديهم الذي يواكب مستجدات الساحة الإعلامية، فقد صكوا للبشرية استراتيجية "الذئاب المنفردة" واستراتيجية "السمكة في الصحراء" وعناوين أخرى لطريقة تفكير تقول لماذا أصبحوا هكذا؟ سأتلو عليك عدداً من الكلمات وقل لي مقابلاً لها، ولكن كن موضوعياً استبداد يا ترى ما الذي سيقابله؟ هل ستقابله الرحمة؟ الظلم يا ترى ما الذي سيقابله؟ هل سيقابله العدل؟ اللارحمة يا ترى ما الذي سيقابلها؟ هل ستقابلها الرحمة؟ الكبت وكلمات أخرى وأخرى تقول لك تلك الذهنية التي انتقلت من بلادها لتذهب وتلتحق بدولة الخلافة، حلم كل المضطهدين والمشردين في العالم والذين يزدادون بشكل كبير، وأنا على يقين الآن أن هنالك شاباً الآن عقد العزم على الذهاب إليهم بعد أن فقد كل أحلامه على صخرة الواقع. دعونا يا سادة نحارب تلك الظاهرة بتجفيف منابع الكراهية والحقد وأن ننشر السلام. بالتأكيد سيقول شخص: "تباً لذلك الشخص الحالم اللاواقعي!" ولكن دعونا نجرب هذه اللعبة ونرى نتائجها فيما بعد، دعونا نجعل الرحمة أساساً لعلاقاتنا، دعونا نفتح صفحة بيضاء كيوم مولدنا أنقياء، دعونا نزيل الكبت والقهر حتى لا نراها تتمدد، دعونا نتقن لعبة "الحوار" ونكتشف كم في الجدل من حلاوة. دعونا نعمل على تحقيق أحلام الشباب الذي يأس واقعه منه، دعونا نكون أكثر رحمة مع ذواتنا وأن نبشر بالممكن، دعونا ننفق الأموال الكثيرة التي ننفقها على الأسلحة لنحارب بها هؤلاء على مشاريع التنمية والتعليم، صدقوني العالم سيختلف كثيراً. دعونا نقف في وجه كل إنسان ونأخذ بيده حتى لا تتفلت يده، ويسقط في بئر اللاعودة ومعركة المجهول. أنا لا أحلم بطوباوية ومثالية، ولكن هذا هو أقصر الطرق ليكون عالمنا عابراً للقارات. دعونا يا سادة نراهن على الإنسانية مرة واحدة بصدق، لنرى شيئاً مختلفاً.. عفواً لقد انتهت السيمفونية. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :