خبراء يستبعدون طرح "ترامب" مبادرة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

  • 5/23/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول استبعد خبراء سياسيون فلسطينيون، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبادرة سياسية جديدة لإحياء عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال زيارته المرتقبة لإسرائيل وفلسطين. وأوضح الخبراء في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول، إن "ترامب" في مرحلة "التشاور والاستكشاف، لبلورة خطة عمل لإحياء عملية السلام". وبدأ الرئيس الأمريكي أمس الإثنين، زيارته لإسرائيل وفلسطين، حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، صباح الثلاثاء، في زيارة تستغرق 45 دقيقة، بحسب مصادر رسمية فلسطينية. وهذه الزيارة الأولى لـ"ترامب" للمنطقة منذ توليه الادارة الأمريكية. ويرى هاني المصري، مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات "مسارات"، أن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من بيت لحم، تأييده واعترافه بالقيادة الفلسطينية كشريك في عملية السلام، ومطالبتها بتقديم تنازلات جديدة من أجل العودة للمفاوضات. وأضاف "المصري"، إن القيادة الفلسطينية بدأت "تلمس تغيرا في الموقف الأمريكي، وتعوّل عليها لفتح مسار سياسي جديد مع الجانب الإسرائيلي. وقال المصري:" الجانب الفلسطيني قدّم تنازلات كبيرة على مدار السنوات الماضية، ولم يتبقَ لديه ما يتنازل عنه". وأضاف:" أي تنازل فلسطيني جديد بمثابة انتحار سياسي للقيادة". وتابع:" الفجوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كبيرة جدا، ومن الصعب على ادارة ترامب تحقيق نجاح فيها، خاصة أنها غير مستعدة للضغط على الجانب الإسرائيلي المتمسك باستمرار الاستيطان وبالقدس الموحدة، ويتنكر للحقوق الفلسطينية". وأشار "المصري" إلى أن الخلافات الأمريكية الإسرائيلية، "محدودة". وقال:" الولايات المتحدة تطالب بلجم الاستيطان الإسرائيلي وليس وقفه أو تجميده، أي تنظيمه داخل الكتل الاستيطانية الكبيرة والقدس". وحذر "المصري" من "تهويل الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية". وقال:" الجانب الأمريكي يعمل وفق رؤية سياسية، فتأجيل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، لم يكن بسبب رفض فلسطيني عربي، بل لضرورة أمنية لأن نقلها سيدفع الأمور نحو المواجهة، وقد تكتفي الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". ولفت إلى أن "ترامب" سيطرح مفاوضات تقريبية وليست مباشرة. وقال:" قد يطرحون أن يلتقي الجانب الأمريكي بالفلسطينيين والإسرائيليين كل على حدة، لبورة رؤية تجمع الطرفين". وكانت المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية قد توقفت في إبريل/نيسان 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى وقبول حل الدولتين، على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.  من جانبه، قال أحمد جميل عزام، أستاذ السياسة في جامعة بير زيت، إن "ترامب" ما زال يحاول أن يبلور سياسته نحو الشرق الاوسط. وأضاف:" هذه زيارة استكشافية لبلورة الأفكار، ترامب لديه الكثير من المشاكل الداخلية، وحتى مع الجانب الإسرائيلي، لذلك لن يقدم مبادرة خلال الزيارة، لكنه يبلور مبادرة سيطرحها فيما بعد". وتابع:" هناك شعور بالارتياح الفلسطيني، بسبب التغير الأمريكي تجاه بعض القضايا، كالتأييد المطلق للاستيطان ونقل السفارة الأمريكية للقدس، والآن الجانب الفلسطيني في حالة ترقب لما سيطرحه الرئيس الأمريكي". وأضاف:" في المقابل يبدو أن هناك تنازلات هامة قدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لترامب خلال اللقاء الذي جمعهم في واشنطن، يتمثل بالتوقف عن المطالبة بوقف الاستيطان وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من المعتقلين القدامى، كشرط لاستئناف المفاوضات، والتلويح بالتوجه للمؤسسات الدولية لمقاضاة إسرائيل". وقال:" القيادة الفلسطينية في حالة ترقب لعملية سياسية جديدة، كون استراتيجيتها قائمة على المفاوضات فقط". بدوره، يرى هاني حبيب، الكاتب والمحل والسياسي، أن "ترامب" بدأ العمل على بلورة خطة لتقريب وجهات النظر الفلسطينية الإسرائيلية، للوصول إلى قمة ثلاثية (فلسطينية-إسرائيلية-أمريكية) خلال بضعة شهور. وأضاف:" الوصول لقمة ثلاثية يحتاج إلى بحث وعمل معمق، ومبادرات وخطط". وقال:" تحاول الإدارة الأمريكية أن تقدم اختراقا في عملية السلام، وتقدم صفقة تاريخية للوصول إلى حل للصراح، من خلال الضغط على إسرائيل للجم الاستيطان". وبيّن إن زيارة "ترامب" لبيت لحم قصيرة، ومن الصعب التكهن بنتائجها. وكانت مصادر إسرائيلية قد قالت بداية الشهر الجاري، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرر تأجيل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ومنذ قرار الكونغرس الأمريكي في العام 1995 نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأمريكيون على توقيع قرارات بتأجيل نقل السفارة لمدة 6 أشهر. ووقع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما آخر هذه القرارات في نهاية العام الماضي، والتي تنتهي نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل. وكان الفلسطينيون والعديد من الدول العربية والإسلامية قد احتجوا على نية البيت الأبيض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية على حدود 1967، طبقا لقرارات الشرعية الدولية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :