القاهرة - يشارك الفنان المصري سيد رجب في بطولة مسلسل "غرابيب سود "، ويلعب فيه دور مفتي تنظيم الدولة الاسلامية. ويتناول العمل الدرامي الرمضاني تغطية لما يرتكبه تنظيم الدولة الاسلامية من فظائع، بما في ذلك التفجيرات والعمليات الانتحارية التي تخلف العديد من الضحايا والجثث المقطعة، كما يلقي المسلسل الضوء على الأشخاص الذين يجبرون على العيش تحت راية التنظيم الإرهابي. ويلعب الفنان المصري سيد رجب المعروف بإتقانه الادوار المركبة والمعقدة والخارجة عن المالوف دور رجل دين ومفتي التنظيم الدولة الاسلامية، ويسلط الضوء من خلاله على طريقة توظيف الجهاديين للدين والحلال والحرام لخدمة مصالح ضيقة وغسل عقول الشباب. ويجسد رجب دور مفتي التنظيم المتشدد، وقيامه بتفسير الآيات القرانية والأحاديث النبوية بصورة مغلوطة لخدمة التنظيم المنبوذ في العالم باسره. واعتبر رجب أنه لابد من إلقاء نظرة على العالم الخاص بالإرهاب والجهاديين، من أجل معرفة الطريقة التي يفكرون بها وكيف يتعاملون مع من حولهم. واضاف "دوري يكشف كيف يوظف مفتي التنظيم الإرهابي الفتاوى لخدمة أهدافه وتحركاته، وجرائمه مع المجتمعات، ويجسد نمط الإرهابي الذي لا يفكر سوى في نفسه وتنظيمه ولو على حساب ارواح النساء والأطفال". وعرف الممثل المصري في مسلسلات "إبراهيم الأبيض" و"أسماء" و"أشواق الحارة"، وحصره النقاد والجمهور في أدوار الشر. ويتألف المسلسل الرمضاني الضخم "غرابيب سود" من 30 حلقة تتمحور حول خفايا التنظيم التكفيري من العمق بعيداً عن التهكم والسخرية التي طبعت الإنتاجات الدرامية التي تناولت التنظيم، باستثناء بعض المسلسلات السورية. ويركز العمل على طريقة تسيير التنظيم من طرف مجموعة من القادة الفاسدين والمنافقين. ويسلط العمل الضخم الضوء على معاناة النساء الايزيديات وتعرضهن للخطف والاغتصاب والاعتداء الوحشي من قبل اعضاء التنظيم. ويَعتبر التنظيم الإيزيديين "كفارا وعبدة الشيطان" ويجيز لعناصره قتلهم وسبي نسائهم. والإيزيديون مجموعة دينية، ووفق إحصائيات غير رسمية، يقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة في العراق، تقطن غالبيتهم في محافظتي نينوى ودهوك (شمال)، فضلا عن وجود أعداد غير معروفة في سوريا وجورجيا وأرمينيا، وأعدادا أخرى من المغتربين في دول أوروبية أبرزها ألمانيا. وكشف مدير قنوات "إم بي سي" علي جابر في تصريحات نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن إحدى حلقات المسلسل، تتمحور حول سيدة إيزيدية يتم تكليفها بتنظيف غرفة أحد مقاتلي "داعش"، حيث تتعرف على زوجته التي تشعر بالملل. وإذا بالزوجة تعرض الطعام على الفتاة الإيزيدية لكن الفتاة الإيزيدية تطلب منها أن تخرج لترى كيف يقتل زوجها أهلها وعشيرتها، وأنه في الخارج يمكنها أن ترى "أفلام رعب" عديدة. ويتناول المسلسل الرمضاني قصصاً نسائية عديدة، بحسب منتجي العمل. فيما وصفته صحيفة "ذا ناشيونال" الأميركية بأنه أول مسلسل عن "داعش" من وجهة نظر نسائية. كما يتطرق العمل للكثير من القضايا المرتبطة بالتنظيم مثل تجنيده للأطفال. وجند تنظيم الدولة الاسلامية العديد من الاطفال ضمن صفوفه تحت مسمى "اشبال الخلافة"، وهي التسمية التي يطلقها التنظيم على كتيبة عسكرية مخصصة للاطفال. وتظهر مقاطع فيديو نشرتها حسابات جهادية مرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية على الانترنت اولادا لا تتخطى اعمار بعضهم الثماني سنوات، وهم يحملون اسلحة ويطلقون النار ويزحفون على الارض كجزء من التدريبات العسكرية. كما نشرت مقاطع اخرى لاولاد وهم يتلقون دروسا في الشريعة. وفي مقال صادر عن الصحيفة الاميركية ذائعة الصيت "نيويورك تايمز"، افاد كاتبه أن إنتاج مسلسل تلفزيوني عن "داعش" في أكثر مناطق العالم التي تضررت من ذلك التنظيم، يحمل الكثير من المجازفة، مضيفة أن مسلسلاً كوميدياً عرضته شاشة "أم بي سي" تحت عنوان "سيلفي"، وسخر من "داعش" خلال العامين الماضين، نتج عنه إرسال مجموعة من التهديدات بالقتل لبطل العمل ناصر القصبي. وافادت ريبيكا جوبين، وهي أستاذة مساعد للدراسات العربية بجامعة "دافيدسون"، المتخصصة في البرامج التلفزيونية في المنطقة العربية أن هناك الكثير من الأعمال الدرامية ألقت الضوء على ممارسات تنظيم "داعش"، إلا أن "غرابيب سود" يعتبر من أوائل الأعمال الدرامية التي تغوص في عالم الإرهاب بعمق. وتأمل قناة "إم بي سي" التي تعرض المسلسل وتشارك في انتاجه بأن يتم إنتاج نسخة باللغة الإنكليزية من العمل من أجل تحقيق انتشار أوسع.
مشاركة :