المطران يونان: لا سلام في الشرق الأوسط بدون رجال الدين

  • 5/23/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ماذا يتوقع المطران منيب يونان من الرئيس ترامب، ما هي أهمية حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي للشرق الأوسط وكيف ينظر إلى دور الدين في صنع السلام وإلى هجرة المسيحيين العرب لبلدانهم، المطران يونان في الحوار التالي مع DW عربية. هل يفعّل مؤتمر برلين حول مسؤولية الأديان عن السلام دون الدين في حل النزاعات؟ في برلين تنظم الخارجية الألمانية للمرة الأولى مؤتمرا حول دور الأديان في صنع السلام. يشارك في المؤتمر الذي يقام يومي 22 و 23 مايو/ أيار الجاري 2017 ممثلون من 53 دولة. DW عربية التقت المطران منيب يونان رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ورئيس المجلس اللوثري العالمي سابقا على هامش المؤتمر وأجرت معه الحوار التالي: DW عربية: مع بدء زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية قال الرئيس الأمريكي ترامب أن هناك فرصة نادرة لتحقيق السلام، ماذا تتوقع منه مقارنة برؤساء أمريكا السابقين الذي تحدثوا عن فرص مماثلة؟  نحن نسمع الكثير من الوعود، لكننا نريد فعلا لا كلاما، نريد حلا عادلا للقضية الفلسطينية، لأنها هي جوهر القضايا العربية. وهذا الحل يجب أن يبنى على قرارات الأمم المتحدة 242 و 338  التي تقول بحل الدولتين أولا على حدود عام 1967، وثانيا أن تكون القدس مشتركة للأديان الثلاثة وللشعبين، هذا ما انتظره من الرئيس ترامب إذا أراد حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ماذا تنصح الرئيس ترامب لتجسيد هذه الفرصة على أرض الواقع؟ ما أريد أن انصح به هو أن من يريد حلا لجميع قضايا منطقة الشرق الأوسط، عليه أن يحل القضية الفلسطينية، لأنها هي جوهر القضايا وحلها أساسي لحل مشاكل المنطقة. لكن البعض سيقول إن المشكلة في التطرف، أنا اعتقد أن حل القضية الفلسطينية على أساس عادل سواء على يد ترامب أو الاتحاد الأوروبي أو غيرهما سيؤدي إلى تراجع التطرف، أنا لا أقول أن التطرف سينتهي ولكنه سيقل. وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل قال في افتتاح مؤتمر "مسؤولية الأديان عن السلام" أنه يؤمن بما أسماه قوة عظيمة للدين في صنع السلام، أليست هذه نظرة رومانسية على صعيد الشرق الأوسط في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي وزحف التطرف؟ أنا لا أنظر إلى ذلك نظرة رومانسية. أقول نحن رجال الدين لا نستطيع أن نأتي بالسلام العادل إلى  الشرق الأوسط، ولكن السلام العادل في الشرق الأوسط لا يمكن أن يأتي بدون رجال الدين، البعض قد يقول بأن الدين هو المشكلة، الدين هو المشكلة إذا ابتعد عن الجوهر وأخذ الآيات الفرعية من الكتب المقدسة لاستخدامها من أجل مآرب سياسية ومصالح اقتصادية. جوهر الدين هي محبة الله ومحبة القريب كالنفس، جوهره هو العدالة وكرامة الإنسان، إذا استطاع الدين أن يأتي بكرامة الإنسان من خلال أي عملية سلمية عندها يكون الدين حلا للمشاكل وليس مشكلة. لكن التطرف والفكر التكفيري يزحفان، من الذي سيقوم بتصحيح انحراف الدين وهناك جماعات تقوم بأعمال بربرية وإجرامية باسمه؟ أنا اعتبر التطرف الديني لوث فكري، واعتبر أن رجال الدين المعتدلين لم يتصدوا أحيانا إلى هذا اللوث الفكري ويوقفوه، لهذا أدعو رجال الدين في كل أنحاء العالم عموما وفي الشرق الأوسط خصوصا بألا يداهنوا التطرف الديني وأن لا يصمتوا. علينا معا بالطرق السلمية وعن طريق الحوار والتربية وتغيير المناهج والخطاب الديني أن نتحدى ونتصدى إلى هذا التطرف الذي هو لوث فكري. ماذا قمتم ككنيسة إنجيلية على هذا الصعيد، هل من أمثلة؟ هناك فعاليات وأنشطة قمنا ونقوم بها، على سبيل المثال شاركنا مؤخرا في مؤتمر الأزهر عن الحرية والمواطنة، ومن ثمار أنشطتنا وثيقة للأزهر جاء فيها أن المسيحيين العرب ليسوا أقلية بل جزء لا يتجزأ من المجتمع العربي الإسلامي. وقد تكلمنا في الوثيقة عن المواطنة المتكافئة بحقوق ووجبات متساوية تحفظ التنوع. هذا جزء مما نقوم به مع رجال الدين المسيحيين والمسلمين. وهناك أعمال أخرى، وعلينا أن نعمل على وضع قيم جديدة في عالم فقد القيم. رغم أهمية دعوة كهذه، لدينا مشكلة كبيرة وهي أن أكثر من نصف المسيحيين العرب هجروا بلدانهم في مصر وسوريا والعراق ولبنان، إلى أي حد يضعف هذا دوركم؟ يؤسفني ان الكثير من المسيحيين العرب يتركون بلدانهم. أنا أتفهم هجرتهم، لأن الحرب والاضطهاد يدفعان الإنسان للبحث عن الأمن والسلام، غير أن هذا لا يضعفنا، لأننا ككنيسة جزء لا يتجزأ من مجتمعنا العربي. وفي هذا المجتمع نعمل من أجل زرع القيم، نعمل لمدارسنا ولمؤسساتنا التربوية من أجل خدمة مجتمعنا ولهذا السبب الكنسية المسيحية العربية في الشرق الأوسط لها دور كبير في صنع السلام وزرع القيم وتحدي أي تطرف ديني مهما كان أصله. هل تقصد حقا أن استمرار الهجرة المريعة للمسيحيين العرب لا يؤثر على دوركم؟ أي دور يمكن أن تلعبوه بدون رعية؟  بالطبع لا يمكن أن يكون هناك شرق أوسط بدون مسيحيين. ونحن مع التنوع وبناء مجتمع مدني معاصر، وفي نفس الوقت نحن ضمان للديمقراطية في الشرق لأوسط. هناك أمثال تشجعنا على القيام بهذا الدور مثل احتفالات عيد القيامة في الموصل مؤخرا والتي أقيمت في كنيسة مهدمة بحضور الرعية ورجال الدين الذي عادوا إلى مدينتهم. وهذا يعني أننا كعرب مسيحيين متمسكون بالأرض، لأننا مواطنون أصيلون عليها. يعني هناك فرصة لوقف هذه الهجرة والحفاظ على المسيحيين العرب؟ علينا أن نخلق الأمل وسط اليأس حتى  يصمد المسيحي على أرضه، رسالتنا ككنسية مسيحية هي الصمود على أرص الآباء والأجداد.يونان:  أجرى المقابلة: ابراهيم محمد

مشاركة :