د. فاطمة السالم: «منصات التواصل» تصنع الرأي العام

  • 5/23/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أميرة بن طرف | دعت أستاذة الإعلام في جامعة الكويت د.فاطمة السالم، المسؤولين في مؤسسات الدولة المختلفة، الى ضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لخلق وعي لدى العامة بما ينفذونه من خطوات، وإشراكهم أولا بأول في كل ما يتعلق بالشأن العام، مؤكدة أن هذه الوسائل الحديثة «باتت تصنع الرأي العام» وتوجهه. وقالت السالم في محاضرة ألقتها أمس، بمكتب وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة تحت عنوان «دور وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة منظومة العمل»، إن استخدام هذه الوسائل من قبل المؤسسة الرسمية أمر واجب، قبل انتظار وقوع هجمة على المؤسسة، مشيرة الى ان «أزمتنا اننا نفكر في التعامل مع الحدث بعد وقوعه». ولفتت الى أن %76 من متخذي القرار في الولايات المتحدة الاميركية يستخدمون التواصل الاجتماعي في اتخاذهم للقرارات، وفي بلادنا %40 من الوزراء فقط يملكون حسابات على «تويتر»، 3 منهم أعلنوا أنها ليست بإدارة الوزير بل بإدارة مكتبه. ولفتت السالم الى ان عدم تواصل الوزير شخصيا مع جمهوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي وترك الأمر لادارة مكتبه، يلغي جو الحميمية، فضلا عن أن الردود غالبا ما تكون آلية على المستفسرين. وذكرت أن لدى الناس شعورا بأن بعض الوزارات الحيوية تعتبر خصوما لهم، لكن تواصل هذه الوزارات مع الجمهور يسهل كسب رضاهم ويحقق قبولا شعبيا، لافتة الى ان إظهار الجانب الإنساني والاجتماعي للمسؤولين يجعلهم قريبين من الناس، وان الجميع لديه الفضول في أن يرى ما خلف الكواليس، قائلة «صورة وزير بلباس رياضي تتداول أكثر من صورته بالبشت». we goverment   ولفتت إلى أن توقع نتائج الرأي العام الدقيقة أصبح سهلا عبر التواصل الاجتماعي، فاستطلاعات الرأي العالمية في السنوات الأخيرة لم تستطع توقعها بينما يمكن في التواصل الاجتماعي قياس وتحليل مشاعر الناس، وهم يعبرون عن مشاعرهم بشكل أكبر من الديوانية كونهم يكتبون آراءهم دون رقابة. وقالت السالم إنه من الخطأ أن يصبح الحساب الرسمي للجهة أو للمسؤول لمجرد تداول الأخبار، فاخبار الإدارات المختلفة موجودة بالصحف وقد لا تهم الناس، بل يجب أن تكون الحسابات تفاعلية. وشددت على اهمية تحليل التعليقات الواردة على ما ينشره حساب المسؤول أو الجهة الرسمية، خاصة ان بعض التعليقات قد تكون مهمة للغاية وتعكس مدى رضا الناس وآرائهم. وركزت على ضرورة اتباع مبدأ الشفافية في التعامل مع جمهور التواصل الاجتماعي مع الأخذ في الاعتبار حق اطلاعهم على المعلومات، مشيرة الى أن الباحث عن المعلومة عن اي جهة رسمية سيلجأ الى الانترنت للبحث عنها، وبالتالي يجب أن تكون مواقع هذه الجهات وحساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي محدّثة على الدوام. وأشارت الى ظهور مصطلح جديد على الساحة العالمية بفضل شبكات التواصل وهو «we goverment» ويعنى به أن الناس أصبحوا بسبب التواصل مع الحكومة عبر السوشيل ميديا جزءا منها. حساب تفاعلي وبينت السالم أهمية التواصل مع الجمهور من خلال تخصيص يوم على سبيل المثال لاستلام الشكاوى عبر التواصل الاجتماعي وضرورة ألا يصبح الحساب للجهة الرسمية مجرد مرسل والجمهور متلق بل يكون حسابا تفاعليا وأن يتلقى بدوره من الناس. وقالت إن هناك مشاريع جيدة في البلاد، لكن المشكلة في الترويج لها، مبينة ان ما يميز إمارة دبي هو مكتبها الإعلامي الذي يروج لمشاريعها بشكل جيد، مشيرة الى أن الترويج يجب أن يتضمن الحقيقة دون مبالغة. «إيموجي» الدبلوماسية بينت السالم أن رموز «ايموجي» المستخدمة في الهواتف الذكية، أصبحت أشبه بلغة الدبلوماسية مؤخرا، فالعديد من المسؤولين في الدول المختلفة أصبحوا يستخدمونها في تغريداتهم وما ينشرونه عبر التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن فنلندا على سبيل المثال خلقت 40 «ايموجي» لترويج سياحتها، مشددة على أن استخدام هذه الرموز يُشعر المتابعين بأن المسؤول أقرب إلى الشباب ويستخدم لغتهم. «حساب اجتماعي» جيد أعطت السالم نصائح لكيفية خلق حساب ناجح على شبكات التواصل الاجتماعي، تلخيصها كالتالي: ● أن يكون المستخدم، حتى وإن كان مسؤولا، خلاقا ومبدعا من خلال ما ينشره. ●  محاولة نشر ما قد يكون ممتعا للجمهور. ●  تنويع ما ينشر على الحسابات في الشبكات المختلفة وعدم تكرار نفس «البوست» في كل البرامج. ●  خلق حساب فعال يغرد باستمرار حتى لو تم استخدام التغريد الالكتروني. زيارة ترامب استشهدت فاطمة السالم بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرياض مؤخرا، مبينة أن الزيارة كشفت أهمية استخدام القادة لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان «تويتر» منصة للإدلاء ببعض التصريحات الصحافية فضلا عن تبادل الترحيب بالزيارة من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس ترامب.

مشاركة :