رفضت موسكو اتهامها بدعم حركة "طالبان" في أفغانستان وأكدت أن رمي التهم جذافا يهدف إلى التشهير بروسيا والتستر على من يدعم الإرهابيين لاسيما تنظيم داعش. وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء: "رغم التأكيدات التي تلقيناها من السلطات الأفغانية بأن الاتهامات الواهية بدعم موسكو لحركة "طالبان"، ستقمع، لا يزال بعض النواب الأفغان وقادة قوات الأمن الإقليمية يكررون تلك الافتراءات". وساقت الخارجية الروسية عددا من الأمثلة عن قيام بعض الشخصيات والجهات بتشويه صورة موسكو على الساحة العالمية. وبالتحديد، أشارت الوزارة إلى تصريحات قائد شرطة ولاية قندهار، الجنرال عبد الرزاق، الذي زعم أن روسيا بالتعاون مع دول أخرى "تساعد "طالبان" ماليا وعسكريا". وكشفت الخارجية أن قناة "فوكس نيوز" الأمريكية لجأت إلى إحدى الوسائل للتلاعب بالوعي عن طريق طرح موضوعين منفصلين في سياق واحد، حين جمعت بين أنباء عن تحليق مروحيات مجهولة الهوية على منطقة قندوز المتاخمة لطاجكستان وتهريب المواد بصورة غير شرعية عبر الحدود بين أفغانستان وطاجكستان من جهة، وافتراءات الأشخاص الأفغان حول وصول مستشارين عسكريين روس إلى أفغانستان لمساعدة مسلحي "طالبان" وتنظيم شبكة دعم مالي ولوجيستي للحركة. وشددت الوزارة، على أن الوضع الحقيقي يختلف تماما عما زعمه البعض. وبينت بالقول: "سبق لموقع "Payam Aftab" الأفغاني أن أفاد بتوقيف 3 عسكريين أمريكيين مع كميات من الأسلحة في إقليم كوهستان التابع لولاية ساربل شمال البلاد، في يناير/كانون الثاني من العام الجاري. وذلك بالتزامن مع حبس مسلحين من تنظيم "داعش" في المنطقة نفسها وبحوزتهم كميات كبيرة من الأموال مخصصة لبيع الأسلحة المذكورة من الموقوفين الأمريكيين الثلاثة. غير أنه تم إطلاق سراحهم لاحقا في ظروف غامضة ، فيما اختفت جميع الوثائق المتعلقة بتوقيفهم، بما فيها سجلات الاستجوابات و الأموال والأسلحة المضبوطة معهم. وفي واقعة أخرى، تم الإفراج، في خريف العام 2016، عن عزيز الله يولداشيف، ابن زعيم تنظيم "حركة أوزبكستان الإسلامية"، طاهر يولداشيف، من سجن "بغرام" الواقع بالقرب من العاصمة كابل، ونقله إلى إقليم درزاب بولاية جوزجان شمال أفغانستان، حيث تولى قيادة تشكيلة موالية لـ"داعش" ومكونة من 25 مسلحا كانوا ينتمون سابقا لـ"حركة أوزبكستان الإسلامية". وأخضعت هذه التشكيلة الداعشية بقيادة يولداشيف في وقت لاحق لإمرتها فصائل "طالبان" التي كانت تنشط في عدد من المناطق بولايات جوزجان وفارياب وسربل الشمالية، وأجبرت السكان المحليين على مبايعة "داعش" وخلقت بذلك جيبا ثانيا خاضعا لـ"داعش" في أفغانستان، بعد ولاية نانغارهار شرق البلاد، بحسب البيان الوزاري. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن محافظ ولاية "سربل، م. وحدت"، أكد علنيا، مؤخرا، المعلومات حول هبوط مروحيتين غير معلمتين ليلا على الأراضي الخاضعة للمتطرفين في إقليم سياد بولاية بلخ شمالي أفغانستان، وتوجهت تلك المروحيتان بعد الهبوط في اتجاه القاعدة الجوية التابعة للحكومة في كابل بالقرب من مدينة مزار شريف، حيث تتموضع قاعدة "كامب مرمول" الأمريكية. وخلصت الوزارة إلى أن "أطرافا معينة، تواصل، بما في ذلك بأيدي معاونيها في أفغانستان، محاولاتها للتشهير بروسيا، بغية صرف انتباه المجتمع الدولي عن الأخطاء الكثيرة المرتكبة من قبلها على مدى 15 عاما من وجود قوات حلف الناتو والقوات الأمريكية في هذا البلد، ناهيك عن تغطية نشاطها بدعم الإرهابيين، وبالدرجة الأولى، "داعش". المصدر: وزارة الخارجية الروسية إينا أسالخانوفا
مشاركة :