تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، في اليوم الثاني من زيارته إسرائيل والأراضي الفلسطينية، «القيام بكل ما في وسعه من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين»، واصفاً القمة العربية - الإسلامية - الأميركية التي عقدت في الرياض الأحد الماضي بأنها «ملحمية»، ومؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «رجل حكيم جداً».تزامن ذلك مع حديث مصادر مطلعة لجريدة «إيلاف» الالكترونية عن مساع لاستئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية، وتحديد موعد لانعقاد مؤتمر دولي للسلام في واشنطن في سبتمبر المقبل برعاية أميركية - سعودية مشتركة.وفي خطاب ألقاه في متحف إسرائيل بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين في الحكومة الاسرائيلية، دعا ترامب الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى تقديم تنازلات من اجل السلام واتخاذ «القرارات الصعبة» التي يترتب عليها الامر.وقال: «الفلسطينيون على استعداد للوصول الى السلام (...)، وبنيامين نتنياهو يريد السلام»، لكنه اكد ان الامر «ليس سهلا»، مضيفا ان «الجانبين سيواجهان قرارات صعبة».وقبل الخطاب، زار ترامب وزوجته ميلانيا النصب التذكاري لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية في القدس (ياد فاشيم)، ووضع اكليلا من الزهور، واصفا إياها بأنها «أظلم لحظات التاريخ».وكان ترامب إستهل اليوم الثاني من زيارته، بإجراء محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بيت لحم، قال بعدها في مؤتمر صحافي مشترك: «ندعو من بيت لحم لمستقبل آمن، فلابد من قدوم السلام ونحتاج العزيمة لتحقيقه». وأضاف: «أنا ملتزم محاولة التوصل إلى اتفاق سلام، وأنوي القيام بكل ما في وسعي لمساعدتهم على تحقيق هذا الهدف».وأشار إلى أنه «لمس استعدادا للسلام من عباس ونتنياهو اللذين أكدا التزامهما العمل من أجل السلام»، مضيفاً «أتطلع للعمل مع هذين القائدين من أجل تحقيق سلام مستدام ومستمر، وأتطلع للعمل مع عباس حول قضايا مهمة أخرى مثل الاستفادة من الإمكانيات المتاحة للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني وكذلك في مجال مكافحة الإرهاب».وتطرق ترامب إلى القمة العربية - الإسلامية - الأميركية التي استضافتها الرياض، قائلا إنها كانت «ملحمية»، واصفاً خادم الحرمين الشريفين بأنه «رجل حكيم جدا». وأضاف: «نحن نعمل مع القادة في الدول العربية والإسلامية لدحر الإرهاب ولم يسبق في التاريخ أن حصل تجمع من هذا النوع»، مؤكداً أن «السلام لا يمكن أن ينتعش في أرض ينمو ويترعرع ويتمول فيها الإرهاب».وحسب تقرير لـ»إيلاف»، ذكر مصدر مقرب من نتنياهو أن «ترامب معجب بالملك سلمان، وقال لنتنياهو إن الملك من أذكى الشخصيات. وإنه جاد في محاربة الإرهاب وإيران، وإن السعودية هي التي تقود العالمين العربي والإسلامي». وأضاف أن «الملك سلمان أكد لترامب وقوفه إلى جانب الولايات المتحدة والعالم بأسره في مواجهة الإرهاب الإيراني».من جانبه، قال عباس في المؤتمر الصحافي: «نتمنى عقد صفقة سلام تاريخية مع إسرائيل»، مشددا على مواصلة العمل على «محاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم».وتوجه إلى ترامب بالقول «بالأمس خلال زيارتكم التاريخية للقدس الشرقية المحتلة، رأيتم أن الصراع ليس بين الأديان بل نحرص على فتح باب الحوار مع الجميع، مشكلتنا هي الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف إسرائيل بدولتنا»، مؤكداً أن «مشكلتنا ليست مع الدين اليهودي وإنما مع الاحتلال».وقال إنه «ملتزم التعاون مع الإدارة الأميركية لصنع السلام وعقد صفقة سلام تاريخية مع الإسرائيليين، والعمل معها كشريك فاعل في مجال مكافحة الإرهاب».وأضاف «أتمنى أن يسجل التاريخ أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هو الذي سيحقق السلام للفلسطينيين»، مؤكداً أن «حل الدولتين على أساس حدود العام 1967، والقرارات الشرعية الدولية هو ما يمهد الطريق لتطبيق مبادرة السلام العربية».وقال عباس أن «محادثاتنا تبعث أملاً إلى إمكانية تحقيق سلام عادل»، وان «نيل شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله مفتاح السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم».كما تطرق إلى مسألة إضراب الأسرى عن الطعام، ومطالبهم العادلة التي دعا إسرائيل إلى الاستجابة لها.ووصل ترامب الى قصر الرئاسة في بيت لحم في سيارة ليموزين قادما من القدس. وكان في استقباله عباس الذي شارك في مراسم تم فيها عزف النشيدين الوطنيين الاميركي والفلسطيني.ونصب نشطاء فلسطينيون مجسما لأسير فلسطيني داخل قفص مقيد اليدين، في ساحة كنيسة المهد في بيت لحم، امام خيمة الاسرى، قبيل زيارة الرئيس الاميركي للمدينة.وفيما كان ترامب يواصل زيارته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط صاروخ، أطلق من شبه جزيرة سيناء، على جنوب إسرائيل، مضيفا أنه «لم يسفر عن أي أضرار مادية أو إصابات».من جهته، دعا «الحراك الشبابي الوطني لكسر الحصار عن غزة»، اول من امس، الى مواصلة فعاليات «نذير الغضب» على نقاط التماس مع الاحتلال والتظاهر على طول الحدود الشرقية مع قطاع غزة.وقال الناطق بسام «الحراك» إبراهيم المعراج في مؤتمر صحافي ان «استمرار فعاليات نذير الغضب تأتي نصرة للأسرى المحتجزين في سجون الاحتلال وللقدس المحتلة ولكسر الحصار الإسرائيلي على غزة».طعن شرطي إسرائيليالقدس - أ ف ب - أعلنت الشرطة الإسرائيلية، امس، جرح فلسطيني بالرصاص بعدما حاول طعن شرطي من حرس الحدود الاسرائيلي في مدينة نتانيا داخل اسرائيل.وذكرت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري في بيان ان «التحقيق الاولي اظهر ان المهاجم فلسطيني (45 عاما) من قضاء طولكرم قام باستخدام اداة حادة لطعن احد ضباط حرس الحدود في رقبته واصابه بجروح خفيفة» واضافت ان «ضابط حرس الحدود اطلق النار في اتجاه المهاجم واصابه بجروح متوسطة»، موضحة ان «سيدة اصيبت ايضا بشظايا زجاج».وتابعت «ان المهاجم تسلل بشكل غير شرعي ودخل اسرائيل»، مشيرة إلى أن «النتائج الأولية تشير الى أن الدافع يبدو قوميا ويحقق جهاز الأمن العام والشرطة الإسرائيلية في الحادث».من جهة اخرى، قالت الناطقة انه تم اعتقال فلسطيني في الـ 38 من العمر ومن سكان منطقة طولكرم، ليل اول من امس، على معبر حزما شمال القدس بعد معلومات امنية للاشتباه بنوايا قومية معادية. وتم تحويله للتحقيقات في مقر قوات الامن.
مشاركة :