شددت اللجنة الرباعية الدولية حول ليبيا، في اجتماعها أمس الثلاثاء، في بروكسل أطراف الأزمة على تمسك الأطراف الدولية بوحدة واستقلال وسيادة ليبيا،وناشدت الأطراف كافة العمل على كسر الجمود والعودة إلى الحوار السياسي الشامل وإعلاء المصلحة الوطنية على أي مصالح شخصية، فيما قصف الجيش الليبي معسكراً للإرهابيين في محيط منطقة الجفرة، وسيطر على معسكر البوسيفي بحي المهدية بمدينة سبها.حضر الاجتماع الذي استضافته الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني، كل من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، ومبعوث الاتحاد الإفريقي لليبيا جاكايا كيكويتا، والمبعوث الأممي مارتن كوبلر، وعبرت موغيريني عن إدانة المشاركين الحازمة «لكل الأعمال التي من شأنها نسف أي جهد يُبذل لإحراز تقدم في الحوار السياسي بين الأطراف الليبية»، وبالمقابل ترحيبهم بأي جهد يصب في مصلحة تقارب الليبيين.وأشارت إلى اللقاء الذي تم مؤخراً في دولة الإمارات العربية المتحدة بين رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، ولقاء روما بين رئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي ورئيس البرلمان عقيلة صالح. وتجنب المشاركون في الاجتماع أي تصريح حول اتهامات بمسؤولية قوات منسوبة لحكومة السراج عن الهجوم الذي استهدف قاعدة البراك الجوية، حيث نوهت موغيريني بأنه «لسنا هنا لنقول من فعل ماذا، بل لمساعدة الليبيين على العودة للحوار الشامل».وأشار كوبلر، إلى أن العودة للحوار الشامل هو الذي سيساعد الأطراف الليبية على كسر الجمود السياسي وخفض العنف، وأكد «أن مذبحة «براك الشاطئ» قد ترقى إلى جرائم حرب».من جهته، دعا أبو الغيط، إلى فهم «ديناميكية» الوضع الليبي، مشيراً بأصابع الاتهام إلى أطراف، لم يسمها، تسعى ل«نسف أي تقدم يحصل على طريق تكريس عملية الحوار بين الأطراف الليبية». وشدد المشاركون على موقفهم الموحد والرافض لأي عمل عسكري دولي في الداخل الليبي، والالتزام بمرافقة الليبيين في عملهم نحو إقرار السلام والاستقرار وإقامة مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية. واعتبروا أن اتفاق الصخيرات يبقى الأساس لأي عملية سياسية، مع إمكانية تعديله إذا توافقت كافة الأطراف على ذلك.وأكدوا بشأن المهاجرين، على أهمية الدور الذي تقوم به المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة، سواء لجهة تحسين حياتهم في المخيمات، أو تسهيل إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية. وتوافق المشاركون على عقد اجتماعهم الثالث خلال العام الجاري في أديس أبابا.من جهة أخرى، أكد المتحدث الرسمي باسم الجش الليبي العقيد أحمد المسماري، استهداف مقاتلات سلاح الجو، أمس، معسكراً ل«سرايا الدفاع» في محيط منطقة الجفرة.وأوضح المسماري أن الغارات أسفرت عن سقوط خسائر كبيرة في الأرواح والآليات والعربات العسكرية في صفوف الجماعات المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، مشيراً أن الغارات استهدفت مقر كتيبة محلية تسمى كتيبة 19 99 وهي إحدى الكتائب الداعمة لسرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية، فيما استهدفت أخرى مقر الشرطة العسكرية ومقراً إدارياً تتمركز فيه قوات السرايا.وتمكن الجيش من السيطرة على معسكر البوسيفي بحي المهدية بمدينة سبها، وغنم سبع سيارات مسلحة والقبض على ثلاثة إرهابيين من قوة الثالثة، إلى جانب إصابة أميرهم.إلى ذلك، قال السفير الأمريكي لدى ليبيا بيتر بودي إن اجتماعه برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، رفقة قائد القوات الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم» توماس والدهاوزر، أمس، كان اجتماعًا وديًّا ومثمرًا.وأشار بودي، في بيان، إلى «دعم الولايات المتحدة لليبيا كدولة موحّدة آمنة ومزدهرة تحت إمرة حكومة يُمكنها خدمة الشعب الليبي»، مثمنًا الحوار الليبي الجاري حول كيفية تشكيل حكومة تحظى بشعبيّة واسعة في كلّ أنحاء ليبيا في إطار اتفاق الصخيرات.ورحب بالجهود الليبية الرامية لصياغة دستور جديد والمصادقة عليه وإجراء انتخابات عامة السنة المقبلة». (وكالات)
مشاركة :