يحتفل العالم يوم 22 مايو، من كل عام باليوم الدولي للتنوع البيولوجي، الذي أعلنته الجمعية العامة، بموجب قرارها 55/201 المؤرخ في 20 ديسمبر 2000، باعتباره، يوماً دولياً له، لزيادة الفهم والوعي بقضايا التنوّع البيولوجي، وخصص هذا التاريخ تحديداً لإحياء ذكرى اعتماد نص اتفاقية التنوع البيولوجي، في 22 أيار 1992، بحسب الوثيقة الختامية لمؤتمر نيروبي، لإقرار النص المتفق عليه، لاتفاقية التنوع البيولوجي. وكانت اللجنة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة، قد أعلنت هذا اليوم لأول مرة في أواخر عام 1993، وأقرت الجمعية العامة، بموجب قرارها 49/119، المؤرخ في 19 ديسمبر 1994، تعيين يوم 29 ديسمبر، وهو تاريخ بدء نفاذ اتفاقية التنوع البيولوجي، للاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي، غير أنه كان من الصعب على كثير من البلدان تخطيط وإقامة احتفالات بهذه المناسبة في يوم 29 ديسمبر، نظراً لعدد أيام العطل المتزامنة مع هذا الوقت من العام.ولكن لماذا الاحتفال بهذه المناسبة؟ للإجابة عن هذا السؤال، لا بد من تعريف ماهية التنوع البيولوجي، فقد ورد التعريف التالي على صفحات الويكيبيديا: «التنوع الحيوي هو التنوع في أشكال الطبيعة الحية كما يعد مقياساً لمدى صحة الأنظمة البيولوجية»، ويعني كل الكائنات الحية النباتية والحيوانية، التي تتواجد على الكوكب.ما الذي يهدد التنوع البيولوجي؟ هناك العديد من الأنشطة البشرية التي زحفت على المكوّن البيولوجي، وتسببت بتهديد لتواجدها. ولغرض حماية التنوع البيولوجي، اعتمد قادة العالم في سبتمبر2015، في قمة أممية تاريخية، أهداف التنمية المستدامة ال 17 وفق خطة بدأ تنفيذها رسمياً في 1 يناير 2016، ويشير الهدف ال15 إلى حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام. ومبرر وضع هذا الهدف، أن الغابات تغطي مساحة 30% من سطح الأرض، وعلاوة على أنها توفر الأمن الغذائي والمأوى، فإنها عنصر مهم لمكافحة تغير المناخ، وحماية التنوع الإيكولوجي، ويُفقد سنوياً 13 مليون هكتار من الغابات، في الوقت الذي أفضى فيه التدهور الدائب في الأراضي الجافة إلى تصحر 3.6 بليون هكتار.إن إزالة الغابات والتصحر، الناشئين عن الأنشطة البشرية وتغير المناخ، يشكلان تحديين رئيسيين أمام التنمية المستدامة، ويؤثران في حياة ومصادر رزق ملايين الناس.كما أن ارتباط حياة الملايين من البشر، بالحفاظ على التنوع البيولوجي، وهذا ما قصده الهدف ال 15، حيث يقول:- تعرض للانقراض، نسبة 8% من السلالات الحيوانية المعروفة، البالغ عددها: 8300 سلالة، وهناك نسبة 22% منها مهددة بالانقراض.- لم تجر بحوث بصدد إمكانية استعمال أنواع الأشجار، التي يزيد عددها على 80 ألف نوع، سوى لنسبة 1% منها.- توفر الأسماك نسبة 20% من البروتين الحيواني، لحوالي ثلاثة بلايين من البشر، وتقدم عشرة أنواع فحسب، قرابة نسبة 30% من المصيد، بمصائد الأسماك البحرية، بينما توفر عشرة أنواع، قرابة 50% من إنتاج تربية المائيات.- توفر النباتات ما يزيد على 80%، من نظام الغذاء البشري، وتقدم خمسة أنواع فحسب من الحبوب الغذائية نسبة 60% من مدخول الطاقة الغذائي.- تمثل الكائنات المجهرية واللافقاريات، عنصراً مهماً من عناصر خدمات النظام الإيكولوجي، غير أنه لا يزال هناك قصور في معرفة إسهاماتها، والإقرار بتلك الإسهامات.وأفاد المدير العام لجمعية حماية الحياة البرية، أن: «تخفيض التنوع الحيوي يعني أن الملايين من البشر يواجهون مستقبلاً تكون فيه احتياجاتهم من الغذاء مهددة بسبب الآفات والحشرات، ومن المياه، إما غير منتظمة، أو معدومة تماماً».ويضيف: «لا أحد بإمكانه النجاة من تأثير فقدان التنوع الحيوي، لأنه يعني بوضوح ضعف القدرة على اكتشاف الأدوية الجديدة، وازدياد خطر الكوارث الطبيعية، واشتداد تأثير الاحتباس الحراري».وتدعو جمعية حماية الحياة البرية الدول المجتمعة في بون، للوفاء بتعهدها بإنشاء محميات طبيعية، والعمل على وقف قطع الغابات الاستوائية، التي تقلل من معدل الاحتباس الحراري، بحلول عام 2021.والمطلوب ألا تكون هذه المناسبة ذات صبغة احتفالية، بل لا بد من تضافر الجهود.. شعوباً وحكومات، في العمل الجاد وفق خطط وأهداف تنموية مستدامة، تحافظ على التنوع البيولوجي، كي يستديم عطاء البيئة لأجيال المستقبل، وكي لا نزيد أعداد ملايين الجياع في العالم. الدكتور داود حسن كاظم * خبير بيئي وزراعيdaoudkadhim@yahoo.co.nz
مشاركة :