30 مليون درهم مشاريع «القلب الكبير» الإنسانية للاجئي «الزعتري»

  • 5/24/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الأردن:محمد إبراهيم كشفت مؤسسة القلب الكبير التي أطلقتها قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رسمياً في يونيو/ حزيران 2015، تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين، عن أن حجم إنفاقها على المشاريع الإنسانية والصحية في مخيم «الزعتري» للاجئين السوريين في الأردن، بلغ خلال 4 سنوات من 2013 إلى 2016، نحو 30 مليون درهم، موزعة على مبادرات خدمية وصحية.تمكنت المؤسسة، من يوليو/‏‏ تموز إلى ديسمبر/‏‏ كانون الأول من العام الماضي، من توفير 108 آلاف استشارة صحية أولية للاجئي الزعتري، متجاوزة الهدف الأصلي بنسبة 168%، وقدمت خدمات التغذية إلى 13 ألف لاجئ، بزيادة 171%، مقارنة بالرقم المستهدف البالغ 8 آلاف، فيما استفاد 24500 لاجئ من خدمات الرعاية الصحية الإنجابية، بما يتجاوز ضعف الرقم المستهدف. وتركز المؤسسة في المرحلة المقبلة، على مواصلة جهودها في تقديم الدعم اللازم، لمساندة المتضررين من الإخوة السوريين، لاسيما أن الأزمة السورية بلغت عامها السابع، عبر إطلاق عدد من الحملات الإنسانية، والمبادرات المختلفة في الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية. جاء ذلك خلال زيارة نظمتها المؤسسة أمس الأول، لممثلي الصحف المحلية الإماراتية، إلى مخيم «الزعتري» للاطلاع على جهودها في دعم ظروف اللاجئين، والتعرف إلى الخدمات التي تقدمها عيادة القلب الكبير.وقالت مريم الحمادي، مديرة المؤسسة، إنها تسعى، انطلاقاً من توجيهات قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر، إلى مدّ يد العون وتقديم المساعدة لأولئك الذين يعانون جسدياً ونفسياً، من اللاجئين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم، مع التركيز في المرحلة الحالية على اللاجئين السوريين، كونهم من أكثر الفئات تضرراً وحاجة إلى الدعم والرعاية. وأضافت إن أبرز المشاريع التي تركز عليها المؤسسة، خاصة بالتعليم والصحة والتغذية، مشيرة إلى أن عيادة الزعتري، التي تعدُ أحد المرافق الصحية المتميزة في تقديم الرعاية الطبية للاجئين السوريين، أسهمت بفضل ما تقدمه من خدمات، في إنقاذ حياة آلاف اللاجئين، الذين يعانون أمراضاً مختلفة، بعضها ناجم عن الظروف القاسية التي مروا بها خلال رحلة اللجوء، كما أن الرعاية المقدمة تتميز بكونها تحظى بمتابعة من أطباء يتمتعون بالخبرة الطويلة والكفاءة العالية، ولديهم القدرة الكافية على التعامل مع عدد كبير من الحالات. وتوفر العيادة الصحية في المخيم خدمات صحة الطفل المتخصصة في مراقبة نمو الأطفال وتطورهم، ممن تراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمسة أعوام، إلى جانب الأطفال الذين يعانون أمراض سوء التغذية، وتعمل على تزويدهم بالعلاج المناسب، وتقديم خدمات التوعية والتثقيف الصحي للأمهات عن تغذية الرضّع.وقال الدكتور يعرب العجلوني، رئيس منظمة العون الصحي الأردني، إن التكلفة التشغيلية لعيادة القلب الكبير تصل إلى مليوني دولار سنوياً، وتستقبل يوميا نحو 600 مريض، يتلقون خدمات علاجية، لاسيما أن العيادة لديها مميزات حصرية تقدم للاجئين في مخيم الزعتري، طوال 24 ساعة يومياً، ولديها مختبر مركزي حديث يؤدي 2000 فحص مخبري، يقدمها 80 موظفاً.وأفاد بأن العيادة تعد الوحيدة التي تتوافر فيها خدمات الطوارئ ونقل المرضى خارج المخيم، فضلاً عن توفر خدمات التطعيم وفق البرنامج الوطني الأردني للأطفال السوريين، ولديها فريق خاص يصل إلى المرضى غير القادرين على الوصول للعيادة.وأكد أن مؤسسة القلب الكبير، تعد صماما أمنيا صحيا داخل المخيم، عبر دعم مبنى يتعامل مع المحتاجين للخدمات الصحية في أي وقت، لتلقي الخدمات من الألف إلى الياء. وتحدثت نداء ياسين، مسؤولة في قسم العلاقات الخارجية بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى «الخليج»، قائلة إن مخيم الزعتري يحتضن أكثر من 80 ألف لاجئ سوري، فيما بلغ عدد اللاجئين في مخيم الأزرق 35 ألفاً، موضحة أن مهام فريق عمل المفوضية والجهات المعنية، تركز على حماية اللاجئين قانونيا وجسدياً وصحياً، فضلا عن توفير السكن المناسب، وحمايتهم من البرد القارس، والحرارة المحرقة، وتأهيلهم عبر تقديم خدمات مجتمعية.وأضافت أن هناك خدمات تعليمية خارج الإطار المدرسي، تتمثل في توفير حقائب معرفية لدروس تقوية، فضلا عن المنح الدراسية للاجئين، بمبادرة «منحة دافي» التي تغطي تعليم 220 طالباً لاجئاً، في الجامعات الأردنية، من داخل المخيمات وخارجها.وأفادت يسرية عبدالفتاح، مسؤولة قسم الاستقبال في عيادة القلب الكبير، بأن اكثر الحالات التي تستقبلها العيادة يوميا تضم «النسائية والباطنية والتطعيم والأطفال»، فضلا عن توفير وسائل لإسعاف المرضى، ونقلهم في الحالات التي تستدعي ذلك، موضحة أن العيادة تعمل وفق نظام حديث لتسجيل بيانات المرضى، بحيث يكون لكل مريض سجل صحي الكتروني، يشمل الجدولة الزمنية لمراحل العلاج ولقاء الطبيب وصرف الأدوية. وقالت ل«الخليج»إن المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة، مثل السكر والضغط والقلب، يتلقون رعاية واهتماما خاصا من الأطباء المختصين، حيث تركز آليات العمل مع تلك الشريحة تحديداً، على التواصل معهم بشكل منتظم، لإجراء الفحوص والكشف الدوري بشكل منتظم، فضلا عن صرف العلاج، والخدمات الصحية والعلاجية مجانية، ومغطاة بنسبة 100%. مراجعون: العيادة طوق النجاة التقت«الخليج» عدداً من المرضى المراجعين لعيادة القلب الكبير، حيث تصادف وجودهم خلال زيارة الوفد الإعلامي الإماراتي لعيادة القلب الكبير في مخيم الزعتري، حيث أكدوا أن العيادة طوق نجاة المرضى في المخيم، وتعد منظومة صحية متكاملة ترفع المعاناة عن كثير من المرضى، لاسيما أصحاب الأمراض المزمنة، فضلا عن أن العلاج والفحوص والأدوية مجانية للجميع. قال أحمد الحريري، الذي جاء بصحبة جده عبدالكريم، الذي يتجاوز عمره 85 عاماً، إن سبب وجوده في العيادة الحصول على العلاج الدوري الذي يصرف لجده شهرياً، الذي يعدّ من أصحاب الأمراض المزمنة، لاسيما أنه أجرى عملية قلب مفتوح في سوريا منذ 6 سنوات. أما بشار فهو فتى عمره 13 عاماً، ويدرس في الصف السابع، وبحسب حديثه جاء إلى العيادة لصرف علاج لأبيه الذي يعاني مرض السكري، مؤكداً ان والده يراجع العيادة شهرياً، لإجراء الفحوص اللازمة وضبط معدلات السكر في الدم، فضلا عن صرف الأدوية الدورية مجاناً.و كشفت إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها في الأردن، بلغ مع نهاية العام الماضي أكثر من 637 ألف لاجئ، من بينهم 135 ألفاً في مخيمي الزعتري والأزرق. ويستأثر مخيم الزعتري بالعدد الأكبر منهم الذي يقترب من 80 ألفاً، يحتاجون إلى الرعاية الصحية المتخصصة والمتواصلة.

مشاركة :