رئيسة كوريا الجنوبية المقالة مقيدة اليدين أمام المحكمة

  • 5/24/2017
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

بدت الرئيسة الكورية الجنوبية السابقة المقالة بارك غيون - هي، التي كانت تقيم قبل أسابيع فقط في مقر الرئاسة «البيت الأزرق»، مقطبة الوجه وبلا تبرج، بعدما كانت معروفة بعنايتها بمظهرها، وذلك عندما مثلت أمس في سيول أمام القضاء في بداية محاكمتها في قضية الفساد المدوية التي أدت تنحيتها بعد توجيه التهم إليها وإقالتها. وقد حضرت مقيدة اليدين وتحمل رقمها في السجن. واقتيدت بارك التي لطالما اعتبرت «أميرة» السياسة في البلاد من سجنها إلى المحكمة في حافلة تابعة لإدارة السجون. وتجنبت، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية من سيول، عند دخولها إلى قاعة محكمة منطقة سيول الوسطى، النظر إلى «صديقتها طوال 40 عاماً» التي تسببت بالفضيحة شوي سون - سيل الملاحقة في القضية أيضا.كما اتهمت الرئيسة السابقة بأنها سمحت لشوي، ابنة زعيم روحي مثير للجدل، التدخل في شؤون الدولة، سواء كانت تعيينات في القمة أو أزياء الرئيسة. ووجهت إلى بارك 18 تهمة بينها الفساد واستغلال السلطة وهي تواجه عقوبة السجن مدى الحياة.ويفترض أن تستمر المحاكمة أشهرا، وهي جزء من مسلسل طويل بدأ الصيف الماضي، وأدى إلى تسريع سقوط بارك التي انتخبت بطريقة ديمقراطية قبل إقالتها في مارس (آذار) الماضي بقرار من أعلى هيئة قضائية في البلاد. وسألها رئيس المحكمة: «ما هي مهنتك؟»، فردت: «لا مهنة لي».أقال البرلمان بارك البالغة 65 عاماً في ديسمبر (كانون الأول)، وثبتت المحكمة الدستورية هذا القرار في مطلع مارس الماضي، ما أدى إلى رفع حصانتها. ويشكل حضور بارك إلى المحكمة أول ظهور علني لها منذ سجنها. وتتمحور القضية حول نفوذ صديقة الرئيسة السابقة الأربعينية شوي سون - سيل التي اضطلعت بدور مستشارة الظل لبارك فيما لم تكن تشغل أي منصب رسمي. وتحاكم شوي لأنها استفادت من صداقتها للرئيسة لابتزاز كبرى الشركات في البلاد من أجل دفع نحو 70 مليون دولار لمؤسستين كانت تشرف عليهما، وهي مبالغ استخدمتها لأغراض شخصية. ويلاحق في القضية نفسها وريث إمبراطورية «سامسونغ» لي جاي يونغ ورئيس لوتي شين دونغ بين. وقد تجيز المحاكمة إلقاء مزيد من الضوء على العلاقات بين بارك وهذه المجموعات العائلية الكبرى التي تهيمن على اقتصاد آسيا الرابع.وأكدت النيابة العامة أمام المحكمة أن بارك وشوي اتفقتا لتلقي 7 مليارات وون (5.5 مليون يورو) من شين في العام الفائت. من جهة أخرى أضاف المدعي هوانغ وونغ جاي أن بارك أبلغت لي في يوليو (تموز) 2015 أنها تأمل في أن تجري المرحلة الانتقالية الحساسة من جيل إلى التالي في «سامسونغ» «بشكل سلس في ظل حكومتها»، وطلبت منه في أن يدعم مؤسسات شوي. لكن نفت الرئيسة السابقة بهدوء جميع الاتهامات الموجهة إليها، وفعلت شوي وبارك المثل، فيما ندد محامي شوي بقضية «مسيسة».قالت شوي وهي تحاول كف دموعها: «أنا آسفة جداً لأنني تسببت بمثول بارك بهذا الشكل»، مضيفة أن «الرئيسة بارك ليست شخصاً يمكن استمالته بالرشاوى». واقتيدت بارك بعد انتهاء الجلسة إلى سجنها. وتوجه الكثيرون من المواطنين إلى المحكمة أملاً بسحب اسمهم في قرعة المقاعد في قاعة الحضور. وصرح «لي جاي بونغ» البالغ 70 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية: «أنا هنا لمشاهدة فصل جديد في التاريخ». وأضاف: «أعتقد أنه يجب معاقبة بارك وعدم مسامحتها أبداً لئلا تتكرر هذه الأمور».وتأتي «محاكمة القرن» بحسب عبارة المدعي الخاص بارك يونغ سو بعد أسبوعين على انتخاب محامي يسار الوسط السابق مون جاي - إن، في انتخابات رئاسية مسبقة.وبارك ابنة الديكتاتور العسكري بارك تشونغ هي أول امرأة تنتخب رئيسة للبلاد في عام 2012، وباتت أول رئيس يتم عزله على هذا النحو.وتم إيداع بارك السجن بعد أن أمرت محكمة بالقبض عليها لارتباطها بقضية الفساد التي تسببت في خروج ملايين الكوريين إلى الشوارع للمطالبة بمحاكمتها. وسلطت الفضيحة الضوء على العلاقات بين الحكومة والتكتلات الاقتصادية العائلية المعروفة في كوريا الجنوبية باسم «تشيبولز» التي تسيطر على اقتصاد البلاد.

مشاركة :