لم يمنعها مرضها وإصابتها بمرض الغدة والضغط، من مساندة الأسرى وبخاصة أبناءها الأربعة في إضرابهم عن الطعام على الرغم من تخطيها السبعين عاماً من عمرها، واحتياجها المستمر للأدوية. بأمعائها الخاوية على مدار 32 يوماً، تصر المسنة أم ناصر ناجي على المشاركة في إضراب أبنائها الأربعة المشاركين في إضراب الأسرى عن الطعام داخل سجون الاحتلال حتى تتحقق مطالبهم الإنسانية التي سحبها منهم الاحتلال الإسرائيلي مسبقاً. ميه وملح، هي طعام وشراب أم ناصر طوال فترة إضراب الأسرى عن الطعام، لمساندة أبنائها وتحقيق مطالبهم، وأصبح منزلها في مخيم الأمعري برام الله مزاراً للمساندين لإضراب الأسرى، وبخاصة لطواقم الإسعاف التي تهب لنجدتها بين الفينة والأخرى. أم ناصر أم لعشرة أبناء وابنتين، ولها ابن شهيد (عبدالمنعم أبو حميد)، ويتواجد في سجون الاحتلال أربعة من أبنائها هم إبراهيم (محكوم 7 مؤبدات و50 عاماً)، وشريف (4 مؤبدات)، وناصر (5 مؤبدات)، ومحمد (مؤبدين و30 سنة)، وهم جميعاً متهمون بمقاومة الاحتلال. وسبق لأم ناصر أن كان لها ثمانية أبناء في السجون، في الوقت ذاته. وتقول أم ناصر لـ«البيان»: «يجب على العالم كله مساندة المضربين عن الطعام وجميع الأسرى هم أبنائي، ومطالبهم ليست الخروج من السجن، بل رفض الاعتقال الإداري وإتاحة فرصة أكبر لوقت للزيارة وتمكينهم من التعليم واحتضان عائلاتهم». يذكر أن إضراب الأسرى مطلبي وليس سياسياً، بمعنى أنهم يطالبون بتحسين شروط اعتقالهم، وليس مغادرة السجن. إصرار الإضراب أنهك أم ناصر خلال الأيام الماضية، لكنها ما زالت مصرة على الاستمرار فيه حتى تحقيق مطالب الأسرى، وتعيش أيامها ما بين زيارة الطواقم الطبية لها، وما بين نقلها للمستشفى لتلقي المدعمات حفاظاً على حياتها. واستنكرت أم ناصر رفض الاحتلال لتلبية مطالب الأسرى التي تعتبر إنسانية بالدرجة الأولى، وتمنع المحامين من زيارتهم، وتقوم بنقلهم من سجن لآخر باستمرار للضغط عليهم. وأضافت: «لا أعرف أي أخبار عن أبنائي حالياً ولكن بالتأكيد ظروفهم الصحية صعبة جداً». وأشارت أم ناصر إلى أن أبناءها خلال زيارتها الأخيرة لهم، أبلغوها أنهم سيشاركون بالإضراب وسيستمرون حتى اللحظة الأخيرة فيها، للوصول إلى حقوقهم الإنسانية حتى لو فقدوا أرواحهم. وخاضت أم ناصر الكثير من الإضرابات خلال السنوات الماضية لمساندة الأسرى، مضيفة: «هذا الإضراب العاشر لي مع أبنائي، وفي العام 2012 خضت إضراباً لمدة أسبوعين، برغم مرضي، وهذا أقل شيء ممكن أن أقدّمه لأبنائي ولمساندة جميع الأسرى». وأعربت أم ناصر عن أملها بخروج أبنائها من السجن ضمن الصفقات التي تتم بين المقاومة والاحتلال، على الرغم من إحباطها لعدم إدراج أي من أسماء أبنائها خلال الصفقة الماضية، ولم يتم مراعاة شعورها بأن لها أربعة من الأبناء داخل سجون الاحتلال، بالإضافة أنها أم لشهيد.
مشاركة :