القمم الثلاث.. حدث تاريخي لإنقاذ المنطقة - عبدالوهاب الفايز

  • 5/24/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ربما نحتاج لوقت طويل يمضي؛ لنقف عند المنجزات والمكاسب التي تحققت من القمم الثلاث التي شهدتها الرياض. ويأتي الآن حاضرًا في قائمة المكاسب قدرتنا على جمع هذا العدد الكبير من الزعماء الذين يمثلون العالم الإسلامي في وقت قصير. وهنا يحق لكل سعودي أن يفخر ويعتز ببلاده وقيادتها وإمكاناتها، ويعتز بمكانتها الدولية، ويقدر ويثمن للقيادات ولكل العاملين في مختلف القطاعات نجاح التنظيم للحدث الكبير. وأكثر ما يسعدنا هو سرعة إنجاز مركز مكافحة التطرف الذي تحقق في شهر، وهذا يؤكد أن بلادنا تحارب وتقاوم الإرهاب بالأفعال والأقوال، بينما إيران تدعم وتقود الإرهاب بالأفعال والأقوال! القمم الثلاث الأخيرة تضعنا على أعتاب حقبة تاريخية جديدة؛ فأمريكا تضع ثقلها السياسي والاقتصادي خلف بلادنا، وأمريكا سوف تبقى لسنوات قادمة القوة العظمى المؤثرة بقوة في النظام الدولي، وحجم الشراكة الذي تم التوقيع والالتزام به سوف يفتح مجالاً واسعًا للتعاون مع دول وتكتلات سياسية واقتصادية أخرى، وسوف يجدد التزام القوى العظمى بالمحافظة على الأمن والسلام في المنطقة. وأبرز خطوة سوف تدعمها هذه القوى لأجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هي في الوقوف بقوة أمام المشروع الإيراني الذي قاد الخراب والحروب في المنطقة، وأيضًا المكاسب الكبرى هي لشعوب المنطقة، بالذات الشعب الإيراني، الذي استنزفت مقدراته في سبيل مشروع قومي طائفي إقصائي، يتعامل مع الغيبيات، ويستدعي أحقاد وانقسامات التاريخ، ولا يتعامل مع المستقبل، وهذا المشروع اكتوت بناره شعوب المنطقة، والآن العالم يتأكد للعالم أنه لا يمكن قبوله والتعايش معه. وهذه من مكاسب الرؤية والعزيمة والحسم التي تبنتها القيادة السعودية لمواجهة المشروع الإيراني. والآن نجد أمريكا التي سهلت تمدد هذا المشروع هي التي تبادر لتصحيح أخطائها، وتقود جهود المجتمع الدولي للوقوف بقوة ضده، وضد عدمياته وخطره على السلام العالمي. فالمشروع الإيراني ساهم في قيام الحروب الأهلية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتفكك هذه الدول أوجد البيئة لقيام الجماعات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة وحزب الله، وجماعات الحشد الشعبي الطائفية البغيضة، مثل فيلق القدس. إن الحاجة إلى السلام والأمن وإعادة بناء المدن المدمرة وإعادة المهجرين وإنهاء محنة اللاجئين هي المهمة العظمى التي يحب علينا العمل لتحقيقها، والتجمع الدولي الذي قادته بلادنا يضع آليات عملية لمواجهة مسببات وبواعث الصراع على المدى البعيد، وأهم وسيلة لذلك هو الاتفاق على ضرورة مواجهة الفكر السياسي المتطرف الذي يتسبب في الحروب بين الشعوب، سواء الفكر الذي يتبناه نظام الملالي في إيران، أو الذي يتبناه قيادات جماعات الخراب والإرهاب وأعداء الحياة. الآن ومستقبلاً العالم سوف يتحد لمواجهة جماعات التطرف السياسي. الأمر المهم أن قيادات الدول الإسلامية استجابوا لضرورة مواجهة الإرهاب، وهذه المبادرة الكاسب الأكبر منها هو سمعة ديننا الإسلامي ومكانته؛ فقد تضررت وتشوهت صورة الإسلام بسبب فظاعات الجماعات الإرهابية، وارتبطت أحداث العنف في العالم بالمسلمين، فحين تقع الانفجارات أو الاغتيالات تلصق التهمة بالمسلمين حتى تتضح الحقائق، ووصل الجنون بالجماعات الإرهابية أن ترحب وتتبنى أحداثًا حتى لو كانت كوارث طبيعية! كما قال خادم الحرمين الشريفين في كلمته (إيران هي رأس الحربة في نشر الإرهاب والتطرف)، وقبل ثورة الخميني كانت المنطقة تواجه مشاكل اقتصادية وسياسية قابلة للحوار والنقاش، ولكن بعد ثورة الخميني دخلت المنطقة في صراع عدمي غيبي بسبب إشعال بذور الكراهية والتطرف، والآن شعوب المنطقة تقف على مفصل تاريخي؛ فالمواجهة الشاملة مع إرهاب إيران الدولة وإرهاب والجماعات هو ضرورة بقاء وحياة ومصير مشترك.

مشاركة :