خمسون دولة طالبت بإلزام إيران بوقف دعمها للإرهاب، أليست هذه رسالة قوية وواضحة لطهران؟ ولكن النظام الإيراني يأبى إلا أن يكون وكرا للإرهاب والداعم الحقيقي للتنظيمات الإرهابية في العالم.العرب عبدالله العلمي [نُشر في 2017/05/24، العدد: 10642، ص(9)] شدد البيان الختامي الذي صدر عن القمة الإسلامية في ختام أعمالها هذا الأسبوع في الرياض بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة 55 دولة إسلامية على عدة أمور من بينها الرفض الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. كان لا بد من اتخاذ هذا القرار، بل وأدان القادة المواقف العدائية للنظام الإيراني، واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول، في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار. ولكن مع تشديد القادة على خطورة برنامج إيران للصواريخ الباليستية، ما هو مدى التزام (أو عدم التزام) دول العالم بتكثيف جهودها لمواجهة نشاطات إيران التخريبية والهدامة بكل حزم وصرامة؟ طبعا لا أقصد سوريا، فقد ظل كرسي دمشق شاغرا في المؤتمرات العربية كالعادة منذ عدة أعوام بسبب سياسات ومواقف الأسد التعسفية والمتناقضة الجائرة. وزير الخارجية السعودية الدكتور عادل الجبير، أكد ضرورة الحد من الأنشطة الإيرانية، مؤكدا أن هناك قرارات تم اتخاذها لوقف تمويل إيران للإرهاب والصواريخ العابرة للقارات، ووقف انتهاك حقوق الإنسان الخاصة في إيران، إلى جانب وقف تدخلها في بلدان المنطقة. على ماذا بنى الجبير هذه الرسالة القوية؟ المعروف أن الحوثيين نقضوا أكثر من 90 اتفاقا، وأطلقوا 70 صاروخا باليستيا ضد السعودية، وانتهكوا ترتيبات إطلاق النار أكثر من مرة بلا خجل أو وجل أو احترام لدول الجوار. خمسون دولة طالبت بإلزام إيران بوقف دعمها للإرهاب، أليست هذه رسالة قوية وواضحة لطهران؟ ولكن النظام الإيراني يأبى إلا أن يكون وكرا للإرهاب والداعم الحقيقي للتنظيمات الإرهابية في العالم. إيران تسببت منذ قيام ثورتها في 1979 في التوترات بالمنطقة، فزرعت الخلايا الإرهابية في السعودية والبحرين، وزودت ميليشيات حزب الله والحوثي بالأسلحة ووسائل القتل والدمار، وأذكت القتال الطائفي ونشرت التطرف في كثير من البلدان العربية. قلت في مقابلة مع الإعلامية المميزة في تلفزيون البحرين سارة البريك هذا الأسبوع إن ما يريده العرب من إيران هو أفعال وليس أقوالا. الإيرانيون يقولون كلاما ثم يفعلون نقيضه تماما، والدليل تؤكده العمليات الإرهابية في مملكة البحرين الشقيقة التي تتعارض مع جميع القوانين الحضارية. السعودية أخذت زمام المبادرة ودعت لهذه القمم في الرياض حاملة على عاتقها هذا الحمل الكبير بكل ترحيب واقتدار. فالرياض تريد صنع مستقبل جديد وواعد للعرب والمسلمين رغم أن لإيران تاريخا حالك السواد في تشويه صورة الإسلام حول العالم. بعد فرض واشنطن في الفترة الأخيرة عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين بسبب برنامج طهران للصواريخ الباليستية، نددت إيران الخميس الماضي بتلك العقوبات وكأنها حمل بريئ ليس لها أي علاقة بالإرهاب. المسؤولان الإيرانيان اللذان تشملهما العقوبات هما مرتضى فرساتابور ورحيم أحمدي؛ فرساتابور نسق عملية بيع وتسليم متفجرات لوكالة تابعة للنظام السوري، وأحمدي أدار مجموعة “الشهيد باقري” الصناعية المسؤولة عن برنامج إيران للصواريخ الباليستية. السعودية والعالم كله يريدان دولة إيرانية سلمية. نأمل من الرئيس الإيراني حسن روحاني أن يستغل ولايته الثانية بلجم الشبكة الإرهابية في اليمن وسوريا والعراق والبحرين، وإنهاء استنزاف مقدرات الطوائف السنية والشيعية وإيقاف دعم التنظيمات والعصابات الإرهابية. عضو جمعية الاقتصاد السعوديةعبدالله العلمي
مشاركة :