مانشستر ترفع شعار "بالوحدة فقط نهزم الإرهاب" غداة الاعتداء الدامي

  • 5/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غداة الاعتداء الإرهابي الدامي على حفل غنائي، غالبية حضوره كانوا من المراهقين والأطفال، والذي شهدته مدينة مانشستر البريطانية مساء الاثنين الماضي وأودى بحياة ٢٢ شخصا، شهدت المدينة تظاهرات وتجمعات للتنديد بالاعتداء الوحشي وتكريم الضحايا. كان أهمها تظاهرة ضخمة أمام مبنى البلدية حضرها الآلاف من السكان وشهد تغطية إعلامية واسعة. فرانس٢٤ كانت هناك. محمد نصير سائق تاكسي من أصل باكستاني وتحديدا من مدينة إسلام أباد، يعيش في مانشستر منذ عشر سنوات. يقول إن كل شيء كان هادئا في هذه الليلة  في المدينة كما كل ليلة، فمدينة مانشستر مدينة صغيرة ولا يهتم سكانها إلا بكرة القدم. أنهى عمله في العاشرة ثم عاد إلى بيته، وهناك سمع بالحادث ولم يستطع استيعاب الأمر. خرج في الصباح الباكر كعادته ذاهبا لعمله والتقى زملائه، وكم كان مندهشا من ردود أفعال زملائه وأصدقائه الذين عملوا أثناء الليل وكانوا تحت وقع الصدمة مما حدث. قرر جميع سائقي التاكسي ألا يطلبوا أجرا من الزبائن، كان الانتقال بالتاكسي في جميع أرجاء المدينة مجانيا. اعتداء مانشستر: محمد نصير سائق تاكسي عمل من أعمال التضامن يظهر مدى صلابة هذا المجتمع ورفضه للإرهاب وتوحد جميع أفراده في مواجهته. عمل لم يكن الأول ولا الأخير من نوعه فبمجرد انتشار موجة الذعر في المكان بعد التفجير وهروع من كان بالحفل إلى الخارج فتح الجميع أبوابهم لاستقبال الناجين المذعورين بيوتا وفنادق ومحلات. وعلى غير العادة ها هي الشوارع تمتلئ بالمارة فالجميع تقريبا خرجوا للطرقات للتعبير عما يجيش في صدورهم من الحزن والألم والمرارة، وللتأكيد على عزمهم على تحدي ومواجهة الإرهاب رغم الدموع التي تملأ أعينهم. جون نجار بسيط يسكن في أحد أحياء ضواحي المدينة صنع لافتته البسيطة (صورة) "السلام والحب - في حب مانشستر" وخرج إلى الشارع ليقول إن خير رد على هذا العمل الجبان هو السلام والحب. يحكي جون قائلا: إنه عندما وصل لعمله في الصباح أصبح له نظرة مختلفة للحياة... نظرة توازن بين المهم والأهم في هذه الحياة، وأن السلام والحب يجب أن يسودا حياة البشر وهذا هو الأهم، وأنه كان على وشك ترك عمله مبكرا لينزل للشارع ويشارك الجموع مشاعرهم لأنه يجب أن يفعل شيئا. كان الأمر صعبا عليه عندما علم بالخبر كانت الصدمة أكبر من احتمالها ولكنه أيقن بوجود طريق للخروج من هذا النفق المظلم لأنه لن يترك المدينة التي "أنشأناها جميعا سويا تذهب هباء منثورا". اعتداء مانشستر: متظاهر يحمل شعار الحب للجميع ولا للكراهية ولأن الجميع مستهدف بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق قررت بلدية المدينة أن تدعو لتجمع عام في ميدان ألبرت سكوير للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا، وللتأكيد على تلاحم جميع مواطني المدينة والإعلان أن الإرهاب لن ينال من عزيمتهم أو يفت في عضدهم. وكان أهل مانشستر عند حسن الظن بهم فأتوا أفواجا أفواجا وألوفا مؤلفة، أتوا ليبعثوا برسالة مفادها "الحب أقوى من الكراهية" و"الحب للجميع ولا للكراهية". اعتداء مانشستر: دقيقة صمت حدادا على أرواح ضحايا الاعتداء ارتقى منصة الخطابة عدد من أهم الشخصيات في المدينة مثل إد نيومان عمدة مانشستر وإيان هوبكنز رئيس شرطة المدينة والشاعر توني والش الذي أشعل الميدان، وهو مكان اعتاد الجمهور إقامة الاحتفالات فيه بعد كل نصر كروي، بقصيدته "هذا هو المكان" وهي قصيدة تشيد بعظمة مانشستر وتنوعها واختلافها المتناغم الذي مكنها من خلق اسم جدير بالاحترام في عالم كرة القدم والموسيقى والإبداع والتكنولوجيا وأيضا إلهام الآخرين وقيادتهم للأفضل. كان الجمع مصغيا ومتفاعلا في الوقت ذاته وعندما حانت لحظة الوقوف دقيقة صمت كان الحاضرون وكأن على رؤوسهم الطير، كان التأثر باديا على الوجوه وكان الجلال مخيما على المكان، ثم صدحت الموسيقى الجنائزية لتشيع بنغماتها أرواح الضحايا الأبرياء وكانت اللافتات التي يعلوها شعار "أحب مانشستر" تملأ الساحة. شعار سكته مرارة الأحداث وانتشر كالنار في الهشيم في كافة أنحاء المدينة. اعتداء مانشستر: مواطنون يتجمعون للتعبير عن إدانتهم للإرهاب حضر مواطنو مانشستر إلى الساحة بأطيافهم وألوانهم وأديانهم كافة، مسلمون ويهود ومسيحيون وسيخ وغيرهم. سيدرا تلك المرأة المسلمة المنقبة المولودة في مانشستر لأسرة من أصول ماليزية جاءت لتعبر عن غضبها مما حدث، جاءت حاملة لافتة (صورة) طبعت عليها آية من القرآن "أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" (المائدة - ٣٢) لتثبت للناس أن "أولئك الذين يقتلون الأبرياء باسم الله واسم الإسلام ليس لهم علاقة لا بالإسلام ولا بالله وأن ما فعلوه عمل بربري". وقالت إنها ليست هنا لتثبت أي شيء من قبيل أن الإسلام دين الرحمة أو ما شابه ولكن من أجل رص الصفوف والحفاظ على وحدة المجتمع الذي تحبه وتفضل العيش به. اعتداء مانشستر: مرأة مسلمة من أصول ماليزية تعبر عن رفضها للعنف والإرهاب عاشت مانشستر ليلة عصيبة فقدت فيها شبابا وأطفالا شكلوا جزءا من رأس مالها للمستقبل، شبابا وأطفالا اغتيلوا بوحشية بينما كانوا يعيشون لحظات من السعادة. ليلة ملأت أحداثها عيون وأفواه أهلها دمعا وآهات، لكنها مدينة لا تعرف الخضوع والخنوع بفضل أساسها الصلب: سكانها، الذين لم يعد لهم إلا شعار واحد "بالوحدة وحدها نهزم الإرهاب". اعتداء مانشستر: باقات ورود لأرواح ضحايا الاعتداء الإرهابي   حسين عمارة نشرت في : 24/05/2017

مشاركة :