أكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، على قدرة التعليم في تغيير وتنوير حياة الشباب، معربة عن أسفها من عجز ملايين الأطفال عن تحقيق طموحاتهم الذاتية بسبب الحروب. وأشارت صاحبة السمو، في مقال بمجلة التايم الأميركية، إلى «أن ربع مجموع الأطفال في سنّ الدراسة في العالم، والذين يُقدر عددهم بحوالي 462 مليون طفل، يعيشون في بلدان تفتك بها الصراعات». لفتت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أفادت الشهر الماضي بأن واحداً من بين خمسة أطفال في سن الدراسة يعيش في مناطق تعاني من الصراعات وغير ملتحقة بالمدرسة، وفي معظم هذه المناطق، يتعرض الأساتذة والتلاميذ والمدارس للاعتداء المستهدف، وقد طال الاعتداء مدارس كثيرة في واحد وعشرين بلداً، تشهد صراعات مسلحة منذ عام 2013. عجز ملجس الأمن وأعربت عن قلقها من المستويات التي بلغتها الصراعات والأزمات الإنسانية في العالم، والتي لم تعد تهدد الأهداف الإنمائية الكونية للأمم المتحدة فقط، بل أيضاً تشكك في مصداقية النظام الدولي الذي تُمثله الأمم المتحدة. وقالت إن مجلس الأمن، وهو الهيئة المسؤولة عن ضمان السلم والأمن الدوليين، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، يقف عاجزاً عن القيام بمسؤولياته في أكثر الظروف حاجة إليه، ويتردد في محاسبة أولئك الذين يرتكبون فظائع جماعية وينتهكون القانون الدولي، وأوضحت أنه من أزمة إلى أخرى، لا نرى استخداماً عادلاً لحق النقض (الفيتو) من قبل الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، كما لا يُحاسب الجناة، مما يُضيع فرص إيقاف النزاعات وإحلال السلام، واعتبرت صاحبة السمو أن الاعتداء الذي تعرضت له مدرسة في مدينة إدلب بسوريا في أكتوبر من العام الماضي، وراح ضحيته 21 طفلاً، وأُصيب آخرون، نتيجة قصف مجمع تربوي يضم دور حضانة، ومدرسة ابتدائية، ومدرستين إعداديتين، وأخرى ثانوية، جريمة حرب محتملة، كما وصفها مسؤول أممي رفيع المستوى. إلاَّ أن مجلس الأمن أخفق في الإجماع على إدانة هذا العمل الوحشي، وهذا يعني عدم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. محاسبة من يعتدي على المدارس وطالبت بمحاسبة الجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية على اعتدائها على المدارس.. مشددة على ضرورة ضمان توفير الأمن للأطفال أثناء تعلُّمهم، من خلال التشديد على جميع الدول بأن تلتزم بالقوانين والقرارات الدولية الخاصة بحماية التعليم وحقوق الأطفال، فليس بمقدور العدالة والأمن وحدهما توفير التعليم لملايين الأطفال الذين يحتاجونه. كما أكدت على أن التعليم النوعي يعزز الاقتصادات ويحسن نتائج الصحة، ويساهم إسهاماً كبيراً في منع الصراعات، وتعافي المجتمعات منها بعد انتهاء النزاعات. ودعت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع الذين يقدمون موازنات للمساعدات الإنمائية في العالم، أن يدركوا القيمة طويلة الأمد للاستثمار في التعليم النوعي والآمن، وأن يعوا إمكانية التعليم في منع الصراعات، والتعافي من آثارها، وبسط الوئام داخل المجتمعات.;
مشاركة :