الملك عبدالله بن الحسين... صَحَّ وصفُكُم - مقالات

  • 5/25/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

السليمانية إحدى مدن كردستان العراق، تمت دعوتي للسليمانية كضيف لحضور مؤتمر أقيم بالتعاون بين مستشفى السرطان هناك وبين الجمعية الأميركية للأورام، خلال الأربعة أيام التي قضيتها هناك بأول زيارة لي للعراق بعد غزو الكويت التقيت بمجموعة كبيرة من الأطباء سواء من داخل العراق أو أطباء المهجر الذين حضروا المؤتمر، استفدت كثيراً بالتحدث مع هؤلاء الزملاء ولعل أكبر فائدة استفدتها من طبيب كان يعيش تحت حكم «داعش» في الموصل طوال الثلاث سنوات من احتلال «الدواعش» للموصل، ما سمعته منه فقد ارتكبت مجموعة الخوارج تلك فظائع تعكس مقدار قسوة قلوبهم وبُعدهم عن قيم الدين الإسلامي...قال زميلي الذي بقي تحت احتلال «الدواعش» إنه كان يعاني من الرسالة الإعلامية التي يذيعها الإعلام الدولي في شأن «داعش» فقد كانت المحطات الفضائية والإذاعية تُطلق عليهم لقب المجموعات الإرهابية وكنت ألاحظ، ومازال الكلام لزميلي العراقي، أن هذه التسمية تزيدهم انتعاشاً وتفرحهم بل إن كثيراً من قادتهم كانوا يستعينون بآيات من القرآن ليثبتوا أنهم على حق كقول المولى – عزّ وجّل – ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) آية 60- سورة الأنفال، فهم يعتبرون أن وصفهم بالإرهابيين مدحاً لهم وثناء، ولما عرف زميلي أنني أكتب في الصحافة الكويتية طلب مني أن أوجه هذه الرسالة لعلها تصل إلى الإعلاميين فينتبهوا إلى أهمية وصف «الدواعش» بالوصف الحقيقي لهم، الوصف الذي يزعجهم ويضايقهم ويفكك تجمعهم، الوصف الأقرب لهم وهو وصف الخوارج.يجب أن نعترف أن هؤلاء ليسوا متزمتين وليسوا متطرفين ولا حتى إرهابيين بل إنهم مرقوا من الدين وخرجوا عنه وبالتالي هم لا يمثلون لا من قريب ولا من بعيد دين الله.في القمة الإسلامية ـ الأميركية التي عقدت في الرياض قبل أيام قليلة شد انتباهي جملة قالها الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة كانت هذه الجملة تعبر بصدق عما يجب علينا أن نستخدمه في وصف أولئك المارقين عن الدين، قال الملك عبدالله: «إن الدواعش وغيرهم من الجماعات التي تقتل الناس، هذه الجماعات، ليست على هامش الدين بل إنها خارجة عن الدين فهم خوارج».ويبدو من هذه الجملة أن الملك عبدالله بن الحسين لديه معلومات عن أهمية توظيف الوصف الصحيح الذي يجعل الهزيمة الإعلامية لمثل هؤلاء المارقين أمرا قريبا، فهم يعتمدون على خداع أنصارهم وإلباسهم ثوب التقوى والورع ولكن في حقيقة الأمر هم مارقون عن الدين خوارج عنه يؤذون المسلمين قبل غيرهم، وقد نجحوا في خلق فتنة عظيمة استفاد منها الطائفيون والأقليات الكارهة للإسلام كما استفاد من وراء «الدواعش» الحكام الطغاة الذين يقتلون شعوبهم ويلقون عليهم البراميل المتفجرة ليصيبوا الأبرياء والأطفال دون رحمة أو شفقة.إن «الدواعش» مثال حي لزمرات عبرت تاريخنا الإسلامي تكون هي في مقدمة الجيوش والتي تهدف إلى محاربة دين الله الوسط، والقضاء عليه، فلا نستغرب إذن أن يكون نائب أمير «دواعش»، الذي قُتل أخيراً، لا نستغرب أن يكون خريج السجون السورية لمدة عشر سنوات، كما أخبرني زميلي العراقي، حيث تمت إعادة برمجته وتهيئته لمثل هذه المهمة التي تُستخدم الآن للدفاع عن الطغاة ونشر الطائفية في أمتنا العربية ومحاربة الفكر الوسطي الذي يسعى إلى بناء أمتنا لما فيه خير شعبنا العربي الواحد.kalsalehdr@hotmail.com

مشاركة :