دبي: علاء الدين محموداستضافت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أمس الأول عرض مسرحية «مزيد من الكلام» من تأليف وإخراج صالح كرامة العامري، وتمثيل: أسامة الحبيب، عزيز عوض، إقبال شاكر، مرال نيازي، طارق سعد، عبد المؤمن تغرار، عايد عبدالله، نورمين رشدي، وشريف رمضان.تعبر قصة العمل عن واقع حياتي معاش، ونرى شخوصها تغوص في معارك الحياة وتتقلب في الألم والمعاناة والأمل، التي تمظهرت من خلال حوارات قوية حملت أفكارهم وآلامهم ونظرتهم للحياة، وبرغم كل الأسى فإن شخصيات المسرحية لا تلعن الواقع بل تبقى تتمسك بالخيارات التي تلوح أمامها حتى إن كانت تبدو مستحيلة.يتناول العرض مفاهيم الانتماء للوطن والارتباط الأسري وغريزة البقاء والحرية، وفق رؤية فلسفية محددة، بحيث تُظهر أن هذه المفاهيم لا يمكن أن تتحقق إلاّ وفق أرضية مشتركة تجمع شتيت الآراء والاختلاف المفاهيمي. وتبرز المسرحية صراع البقاء من خلال مشهد بحث الناس عن المطر، و توفر الماء في بيئة هي مزيج بين الصحراء والبحر، وكيفية العيش هناك عندما يذهب سكان المدينة للبحث عن المطر لتفادي القحط.يحاول العرض توظيف جدلية «الصحراء والبحر» من خلال الحوار، وكذلك في النظر إلى التناقضات في تناول مفهوم الحرية في مشهد يطل على المتغيرات الكونية في عصر ما بعد الحداثة.تقوم فكرة العرض على قصة الشاب «فياض» الذي يحبس حيوانات مفترسة ليبعد خطرها عن سكان المنطقة، غير أنه يصطدم بموقف «سندس» العامل الذي أوكلت إليه مهمة الاعتناء بالحيوانات، فهو يرفض احتجازها ويطلب من «فياض» إطلاق سراحها لكي تتمتع بحريتها وتعيش حياتها الطبيعية، غير أن فياض يتمسك برأيه ويفضل الإبقاء على حيواناته حبيسة.ومن خلال الحوار بين «فياض» و«سندس» يبرز موقفين يحملان مفاهيم متباينة حول الحرية كقيمة؛ ففياض يرى أن إطلاق سراح الحيوانات يصطدم مع حرية البشر في المدينة في عيش حياة حرة وآمنة. بينما يقف «سندس» في صف حرية الحيوانات في العيش الحر في قلب الطبيعة.
مشاركة :