< يطوي المعلمون والمعلمات في السعودية اليوم (الخميس) عاماً دراسياً، فقدت خلاله معلمات حياتهن في مسلسل حوادث الطرق المستمر منذ أعوام، فيما شهد هذا العام انطلاق مشروع نقل المعلمات في المناطق النائية، وتبدو معاناة المعلمين أخف، وتتركز على حالات الاعتداء عليهم في الحرم المدرسي، إلا أن بعضهم تعرض إلى إطلاق النار. آخر حوادث المعلمات وقع في الدوادمي، وتسبب في وفاة المعلمة تركية العصيمي وإصابة زميلاتها، بعدما اصطدمت في سيارتهن مركبة يقودها شاب بسرعة متهورة ومخالف تجاه السير. وشهد هذا العام أيضاً وفاة المعلمة زهرة العيثان التي اختطفتها حادثة مرورية إثر تصادم مركبتين، خلال عودتها وزميلتها من مدرستهما في النعيرية. وفارقت معلمة الحياة وأصيبت أربع من زميلاتها بإصابات خطرة نتيجة اصطدام مركبتهن مع حافلة في طريق تبوك - المدينة المنورة في نيسان (أبريل) الماضي، وخلال أيار (مايو) الحالي، أصيبت 10 معلمات بإصابات متفرقة نتيجة انقلاب مركبتهن بعد اصطدامها في أخرى شرق الليث أثناء توجههن إلى عملهن. وشهد وسم «حوادث المعلمات» في «تويتر»، تضامناً من المغردين مع ضحايا الحوادث، ويحوي الوسم الكثير من المآسي من صور حوادث وانقلاب مركباتهن، وافتراشهن الطرق سواءً أحياء أم أموات، ورأى البعض خصوصاً بعد حركة النقل الأخيرة التي شملت 27 في المئة من المتقدمين فقط، أن ما يحدث «إبادة» بالطريقة التربوية بحسب وصفهم. وقال عنها عبدالله بن محمد: «حوادث المعلمات أطول مسلسل مأسوي، ما يزال مستمراً». وإذا كانت المعلمات يفارقن الحياة أو يتعرضن إلى إصابات بليغة، فإن زملاءهن المعلمين عرضة إلى الموت أو الإصابة، ولكن في حوادث اعتداء يتعرضون لها، آخرها تعرض معلم في ثانوية غزايل جنوب الطائف قبل أيام، إلى اعتداء على يد شخص من خارج منسوبي المدرسة، ولكن داخل فناءها الخارجي، إذ سدد له طلقة في إحدى قدميه، وتم نقله إلى المستشفى وحاله الصحية «مستقرة». وأوضح المتحدث الرسمي لـ«تعليم الطائف» عبدالله الزهراني أن الأجهزة الأمنية باشرت الحادثة، وتتولى التحقيق في حيثياته لمعرفة دوافعه وأسبابه. وفي السياق ذاته، قام طالب في إحدى المدارس برفقة أصدقائه من خارجها بضرب معلم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مستخدمين «عصياً»، ما تسبب له بإصابة في رأسه. في حين باشرت إدارة القضايا التربوية في «تعليم الشرقية» خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، محضر اعتداء طالب في المرحلة الثانوية بمدرسة غرب الدمام على معلم وتسبب بإصابته، وتم إسعافه وحاله مستقرة. وأوضح مدير «تعليم الشرقية» الدكتور عبد الرحمن المديرس تعليقاً على الحادثة أن «هناك إجراءات تصل إلى حد الفصل والحرمان والتوقيف، وإذا كانت هناك أمور جنائية يحال المعتدي إلى دار الأحداث أو السجن». إضافة إلى حوادث المعلمات والاعتداءات على المعلمين، أصيب كثيرون بالإحباط إثر صدور حركة النقل الخارجي، التي لم تلب سوى أقل من 28 في المئة من الرغبات. وكتب معلم قصيدة نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي بعد حركة النقل الأخيرة، مشيراً فيها إلى أنه ينتظر نقله منذ 10 سنوات، ووصف قصيدته بأنها «تضيق الصدر»، وجاء فيها: «ضاعت سنيني وأنا كل عام في طريق، طالع من مفترق وانتظر لي مفترق». وكانت وزارة التعليم أعلنت أن عدد المتقدمين لحركة النقل من المعلمين والمعلمات بلغ 84 ألفاً، فيما بلغ عدد المنقولين 23.219 بنسبة 27.6 في المئة، منهم 56 في المئة وفق الرغبة الأولى. وأوضح وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى أنه لا يوجد حركة إلحاقية، ولكن سيكون هناك دراسة لحالات التظلم خلال أسبوعين من تاريخ الحركة ولمدة عشرة أيام، والتجاوب في توضيح أي حال تظلم، وشرح ما سيترتب عليه.
مشاركة :