شبكة جهادية تتكشف وراء اعتداء مانشستر

  • 5/25/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مانشستر (انكلترا) - واصلت السلطات البريطانية الاربعاء ملاحقة شبكة جهادية يُشتبه في أنّها كانت وراء اعتداء مانشستر وأعلنت اعتقال شخص سابع في هذا الاطار. و"نظرا الى التهديد" المحدق بالبلاد، قررت رئيسة الوزراء تيريزا ماي اختصار مشاركتها في قمة مجموعة السبع. ويسعى المحققون إلى جمع معلومات عن آخر تحركات للانتحاري سلمان عبيدي، المولود في بريطانيا الذي ترك الجامعة قبل أن ينهي دراسته وفَرّ والداه من نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورة الصاعق الذي قيل إنّه حمله في يده اليسرى، وشظايا بينها مسامير وصوامل وبقايا حقيبة ظهر زرقاء تحمل علامة "كاريمور" التجارية البريطانية للمعدات الرياضية الرخيصة. وفي العاصمة الليبية طرابلس، أعلن متحدث باسم وحدة تابعة لأجهزة الأمن الليبية اعتقال والد منفذ هجوم مانشستر الاربعاء. واكد أحمد بن سالم المتحدث باسم قوة الردع الخاصة التي تعتبر بمثابة قوة شرطة تابعة لحكومة الوفاق الوطني انه غداة اعتقال هشام شقيق سلمان عبيدي منفذ الاعتداء "تم القبض على والده رمضان عبيدي أيضا". وقال إنّ شقيق مرتكب الاعتداء كان يعرف مسبقاً بالمخطط وإنّ شقيقيه ينتميان الى تنظيم الدولة الاسلامية. واعلنت قوة الردع على فيسبوك ان هشام "أفاد أنه ينتمي لتنظيم الدولة (الاسلامية) برفقة شقيقه المدعو سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر، واعترف بتواجده في بريطانيا أثناء فترة التحضير واتضح أنه على دراية تامة بتفاصيل هذه العملية الإرهابية". وصرح إيان هوبكنز قائد شرطة مانشستر للصحافيين الاربعاء "من الواضح جداً أنّ التحقيق يتناول شبكة". وعقب اعتقال شاب عمره 23 عاماً الثلاثاء، اعتقلت الشرطة ثلاثة اخرين الاربعاء في جنوب مانشستر حيث كان عبيدي يعيش. كما اعتقلت خامساً في وقت لاحق. وفي ما بعد اعلنت الشرطة اعتقال امرأة هي سادس شخص موقوف في إطار القضية. وأوضحت أنها نفّذت "مداهمات مساء (الأربعاء) في بلاكلي" أحد أحياء شمال مانشستر، مشيرةً إلى أنها "اعتقلت امرأة" من دون ان تُعطي تفاصيل عن عمرها او هويتها. واعلنت الشرطة البريطانية الاربعاء ايضا انها اعتقلت شخصا سابعا في اطار التحقيق باعتداء مانشستر. واشارت الى ان عملية الاعتقال السابعة تمت اثر مداهمة في مدينة نونيتون في وارويكشاير بوسط إنكلترا. وكانت هذه اول عملية اعتقال تتم خارج منطقة مانشستر. و"نظرا الى التهديد" المحدق بالبلاد، قررت رئيسة الوزراء البريطانية اختصار مشاركتها في قمة مجموعة الدول السبع في ايطاليا. وهي ستعود بالتالي الى بريطانيا مساء الجمعة بدلا من السبت حسبما اعلن مسؤول بريطاني كبير. وكانت ماي أعلنت رفع حال التأهب ليل الثلاثاء إلى "حرجة"، وهي أقصى درجة، للمرة الاولى منذ حزيران/يونيو 2007، حين وقع هجوم في مطار غلاسكو. وانتشر مئات الجنود البريطانيين المسلّحين الأربعاء في محيط المواقع الرئيسية في البلاد بينها البرلمان وقصر باكنغهام والسفارات الأجنبية في لندن، في مشهد غير معتاد في شوارع بريطانيا منذ انتهاء نزاع ايرلندا الشمالية في التسعينات. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم على صالة مانشستر آرينا الذي أدى الى مقتل 22 شخصاً بينهم طفلة عمرها 8 أعوام، متوعداً بشن مزيد من الهجمات. وذكر مسؤولون أنّ عبيدي (22عاما) كان معروفاً من أجهزة الاستخبارات قبل الاعتداء على الصالة، وحذّروا من أنّ هجوما آخر ربما يكون "وشيكا". وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب لشبكة "بي اف ام تي في" أنه وفقاً لما أوضحته أجهزة الاستخبارات البريطانية للجانب الفرنسي، فإنّ عبيدي "نشأ في بريطانيا وفجأة بعد رحلة الى ليبيا، ثم على الارجح الى سوريا، اصبح متطرفاً وقرّر تنفيذ هذا الاعتداء". وأضاف "في جميع الاحوال، إنّ صلاته بداعش مؤكدة". ترتيل مع الملائكة الاعتداء هو الاكثر دموية في بريطانيا منذ 7 تموز/يوليو 2005 حين فجّر أربعة انتحاريين انفسهم في شبكة مواصلات لندن خلال وقت الذروة ما ادى الى مقتل 52 شخصا. وتمّ التأكّد من أنّ زوجين بولنديين يقيمان في بريطانيا هما بين ضحايا هجوم مانشستر، إضافة إلى أوليفيا كامبل البالغة 15 عاما والتي أصدرت والدتها دعوات تفطر القلب للمساعدة عندما كانت لا تزال ابنتها مفقودة. وكتبت شارلوت كامبل أمام صورة ابنتها على فيسبوك "أرقدي بسلام يا ابنتي الحبيبة الغالية والرائعة اوليفيا كامبل التي رحلت عنا باكرا جدا. إذهبي لترتّلي مع الملائكة واستمري بالابتسام، والدتك تحبك كثيرا". ونقل 64 شخصا إلى المستشفيات حالات 20 واحداً منهم حرجة. وبين المصابين 12 تحت سن الـ16. من ناحيتها، نشرت صحيفة "ذي صن" الأكثر مبيعا في بريطانيا صورا الأربعاء للطفلة سافي روز روسوس البالغة ثمانية أعوام التي لقيت حتفها في الهجوم كُتب فوقها "طاهرة"، إضافة إلى صورة لعبيدي كتب فوقها "شر". وتم الكشف عن خطة نشر الجيش التي لم تُطبّق قط في السابق والمعروفة باسم "عملية تيمبرير". ويُعتقد أنّ العملية تسمح بنشر خمسة آلاف جندي حداً أقصى. وكانت آخر مرّة نُشر فيها الجيش في الشوارع البريطانية، بعد مخطط محتمل لتفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية عام 2003. وأعلنت الشرطة البريطانية إجراءات أمنية إضافية لحماية مناسبات رياضية مقبلة، بينها المباراة النهائية السبت في كأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم.

مشاركة :