الرياض- واس تمتد العلاقات العربية الأمريكية لتضرب بجذورها سنوات طوالا شهدت خلالها مراحل متابينة وصولا إلى مرحلة التوافق وإقامة علاقة متوازنة قائمة على المصالح المشتركة، مع احتفاظ بعض الانظمة العربية بالخلاف حول بعض القضايا الإقليمية في المنطقة. وعلى مر التاريخ عقدت العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف الجوانب سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية وغيرها. وأقيمت في العاصمة الأردنية عمان مطلع عام 1421ه أعمال المؤتمر الدولي حول العلاقات العربية الأمريكية، حيث نوقشت على مدى ثلاثة أيام أوراق عمل دراسات وأبحاث تتناول العلاقات العربية الأمريكية من مختلف جوانبها وبخاصة في المجالات الثقافية والاقتصادية والتجارية إضافة إلى مناقشة تقارير حول نظرة العرب إلى الأمريكان وكذلك نظرة الأمريكان إلى العرب وإلى الإسلام. وشهدت واشنطن في 22 جمادى الآخرة 1422هـ المؤتمر الذى نظمه مجلس العلاقات العربية الأمريكية حول العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعالم العربي. وناقش المؤتمر خلال جلساته عددا من القضايا التى تهم العلاقات العربية الأمريكية، حيث عقدت جلسة لمناقشة التعاون الدفاعي العربي الأمريكي ، كما عقدت بعد ذلك جلسة لمناقشة التعاون العربي الأمريكي في مجالات الطاقة والغاز. وعقدت جلستان أخريان حول تأثير العوامل الجغرافية والاقتصادية والبشرية على الاقتصاد والتجارة في الدول العربية الأولى من وجهة النظر العربية والثانية من وجهة النظر الأمريكية. وفي واشنطن أيًضا وفي الـ 11 من شهر رجب لعام 1424هـ افتتحت أعمال المؤتمر السنوي الثاني عشر لصانعي السياسة العرب والأمريكيين برعاية المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية. وشارك في حضور الجلسة الأولى للمؤتمر عدد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال من دول العالم العربي والولايات المتحدة الأمريكية. وقد ناقش المؤتمر خلال الاجتماعات جوانب عديدة من العلاقات العربية الأمريكية، بمشاركة مسؤولين ورجال أعمال من الولايات المتحدة والدول العربية. وقد عقد الوفد الأمريكي لقاءً بمجلس الغرف مع مسؤولي المجلس لتبادل وجهات النظر فى شتى الأمور ذات الاهتمام المشترك. وأوضح مجلس الغرف السعودية أن زيارة الوفد الأمريكي تهدف إلى التعرف عن كثب على تاريخ المملكة وثقافتها ودعائمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى جانب الاطلاع على التطورات التي تشهدها المملكة على مختلف الأصعدة، مبيناً أن هذه الزيارة ستسهم في دعم آفاق التعاون والتفاهم بين البلدين في جميع المجالات. واستضافت واشنطن أواخر عام 1431 هـ اجتماعات المؤتمر السنوي التاسع عشر الذي ينظمه “المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية” بمشاركة عدد كبير من المسؤولين بالولايات المتحدة والدول العربية والباحثين في مراكز الدراسات المعنية بشؤون الشرق الأوسط . وتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة العلاقات السياسية والاقتصادية وتطورات جهود السلام في الشرق الأوسط إلى جانب تبادل الآراء والمعلومات بشأن عدد من الموضوعات المتعلقة بالطاقة والتعليم ونقل التقنية ودعم فرص الاستثمار وعلاقات التعاون في هذه المجالات. وفي عام 1424هـ اختتمت القمة العربية الأمريكية أعمالها بمنتجع شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية. وقال الرئيس الأمريكي وقتذاك جورج بوش إن الإرهاب يهدد الولايات المتحدة والدول العربية، مشددًا على ضرورة إلحاق الهزيمة به في كل مكان. وتؤكد الجامعة العربية دائما أهمية انعقاد اللقاءات العربية الأمريكية لما فيها من مصالح مشتركة للجانبين، وخلال جولة لوفد المنظمات العربية الأمريكية في 26 شوال 1423هـ شددت الجامعة على أن الهدف من الجولة ضمان مشاركة عربية فاعلة في المنتدى. وكان للجولة عدة أهداف منها تحويل العلاقة بين العرب والأمريكيين والدول العربية من مرحلة الشعارات إلى مرحلة العمل الجاد والمصالح المتبادلة والتركيز على الإيجابيات وأخذ المبادرة لطرح القضايا العربية على الساحة من تركها للآخرين. وفي 18 جمادى الأولى 1427هـ أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية حينذاك عمرو موسى الترتيبات الخاصة بانطلاق الدورة الثانية للمنتدى الاقتصادي العربي الأمريكي الذي عقد فى مدينة هيوستن بالولايات المتحدة في الفترة من 26 إلى 28 يونيو بمشاركة واسعة من المسؤولين العرب والأمريكيين. وعد موسى المنتدى محطة رئيسة في جهود جامعة الدول العربية لتعزيز علاقاتها العربية/الأمريكية والدولية وسياسة جديدة تتبعها الجامعة العربية لبناء الجسور مع مختلف التجمعات العالمية مثل الصين والولايات المتحدة ودول أمريكا الجنوبية والهند وتركيا واليابان وأوروبا وأفريقيا بهدف شرح المواقف وإيجاد أرضية مشتركة لمصالح مشتركة وأحد المسارات الجديدة للسياسة العربية تجاه دول العالم. ويبحث المنتدى عن نقاط التقاء المصالح المشتركة وتطوير الصورة السلبية عن العرب في أمريكا. وتقف اللجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز في محور مهم لروابط العلاقات العربية الأمريكية حيث تدعو مرارا لعدم التمييز. وفيما يتصل بالعلاقات الاقتصادية العربية الأمريكية فقد برز في هذا الجانب المنتدى الاقتصادي العربي الأمريكي الذي عقد في ديتروت في الثالث من شهر شعبان 1424هـ ونظمته اتحادات اقتصادية إلى جانب الغرف العربية الأمريكية المشتركة ومن بينها مجلس الأعمال السعودي الأمريكي. وتحدث خلال المنتدى الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق الدكتور عمرو موسى وتطرق إلى العلاقات العربية الأمريكية وكيف كانت الأساس في بناء علاقات اقتصادية وسياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الوضع العربي في أمريكا يتناغم مع التكوين السكاني القائم في أمريكا، موضحاً ذلك الموقع المتميز للأمريكيين من أصل عربي وما قدموه لأمريكا والعالم العربي من مؤهلات أسهمت إيجاباً في بناء علاقات المستقبل بين أمريكا والدول العربية. واستضافت القاهرة مطلع شهر شعبان من عام 1426هـ أكثر من 1500 رجل أعمال عربي وأمريكي، بحثوا رسم خريطة لتقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية، وتبادل وجهات النظر بشأن سبل تدعيم القدرة التنافسية الإقليمية والفرص الإستراتيجية في البنية التحتية، وكذلك مناقشة الخطوط العريضة لإستراتيجية التعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات العربية الأمريكية، وذلك ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي الأمريكي الذي عقد بمدينة هيوستن الأمريكية.
مشاركة :