سيدة فلسطينية تحوّل هوايتها ...مهنة «مربحة»

  • 5/29/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

< استفاقت فجأة بعد ثمانية أعوام فوجدت نفسها محاطة بخمسة أولاد، تحمل وحدها مسؤوليتهم، لا سيما في ظل سفر زوجها للعمل في الخارج من دون أن يخفف أحد عنها هذا العناء. والأهمّ أنّها لم تتمكن من الحصول على وظيفة بعد تخرّجها من الجامعة. لكنّ فاطمة الغول (33 سنة) هـــاوية النقش بالحنّاء، وجدت طريقها في الخروج من أزمتها من خلال مزوالتها أحد أعرق فــنون تزيين المرأة العربية على مرّ الأزمان. تعلمّت «فاطيما» كما تحب مناداتها نقش الحنّاء أثناء إقامتها وعائلتها في الإمارات المتحدة، ومنذ ذاك بدأت تقدّم خدماتها لشقيقاتها وقريباتها. عائلتها المحافظة عارضت بداية خطوة تحويل هوايتها إلى حرفة، ووفق «فاطيما» بسبب: «تطلّب ذلك التنقّل من بيت إلى آخر، والبقاء أحياناً خارج المنزل حتى ساعة متأخرة خصوصاً في مواسم الزواج والأفراح»، ما «دفعها للقلق علي ومحاولة منعي». لكنّها أصرّت على المضي في مشوارها وشق طريق الاحتراف والتفرّد في هذا المجال. تعتمد الغول في عملها على الحنّة السوداء، تجلبها خصيصاً من الإمارات. ومن أجل أن تكون جاهزة ومتأهبة للعمل هذا الصيف في موسم الأفراح والإجازات وتأمين الطلبات كلها، تزوّدت بكميات كبيرة من الحنّة. تعمـــل الـــغول من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً كحد أقصى. تستقبل طلبات عبـــر الهاتف وتنسّق مواعيدها. ويتطلّب عملها في هذا المجال التعاون مع عائلات كثيرة لا سيما تلك التي تقدّر مجهودها الفني، خصوصاً أنها حوّلت هوايتها إلى مهنة تساعدها في إعالة أسرتها. في الماضي، كانت النقّاشات المتقدمّات في السن يرتدينّ ثياباً مهلهلة رثّة وقديمة، كما يصف حالهن الكاتب أحمد حاج، مشيراً إلى براعتهن في النقش وشدو ترنيمات الحنّاء وأغنياتها المشهورة مثل: «مدّي إيدك يا عروسة، مدّي إيدك وإتحنّي»، إلى أمثال كثيرة يوردها الحاج منها: «ضلّك إتحنّي لحتى الله يحنّ عليكي». ويذكر مأثور يدلل على قيمة الحنّة كموروث عتيق: «أصلو الحنّة من الجنّة». إلا أنّ الغول الشابة والمتأنقة والتي تتملكها الرغبة والحماسة لتطوير فن النقش، ترفض مقارنتها بـ «نقّاشات زمان»، بل تعمل جاهدة إلى تغيير الصورة المأثورة عن نقّاشة الحنّاء، وجذب الفتيات إلى هذا الفن وفق قولها. سناء راضي (23 سنة)، كثيراً ما تخصص وقتاً ورفيقاتها من العازبات العاشقات لنقش الحنّاء، للاحتفال بأنوثتهن من خلال تزيين أجسادهن بـ «هذا الفن». وتبدي سعادتها بوجود نقّاشات شابات يستطعن فهم ذوق الفتيات وإتقان أشكال ورسومات تواكب الموضة. ومواكبة للموضة وتسويقاً لمهنتها «الفنية» التي تحترفها شابات قليلات، تشارك الغول في معارض جماعية كثيرة تعنى بزينة المرأة وجمالها. وتعتبر مثل هذه المعارض مهمة لأنها تفتح أمامها مجالاً للتعريف بنفسها كنقّاشة. وعلى منوالها، تطمح أم نعيم إلى امتهان أصول النقش بالحنّاء، ما يؤّمن لها دخلاً ثابتاً تستطيع من خلاله خفض ساعات العمل اليومي والاهتمام أكثر بحياتها وأولادها. مجتمع

مشاركة :