يسرا الهواري تغنّي عفوية الإنسان المصري

  • 5/29/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جريئة، منطلقة، عفوية، ومتحرّرة في أفكارها وخياراتها وكلماتها. تعتمد الفنانة المصرية يسرا الهواري ألفاظاً شديدة العامية عناوين عريضة لما تقدمه، وعلى رغم عفويتها، فهي متمكنة من الغناء والطرب الشرقي. تخرج ألحانها مضفرة بشعبيتها وعفويتها ضمن حدود عضوية يمتزج فيها الفكر والفن، تلخص من خلالها شخصية الإنسان المصري الذي لم يعد يرهبه حاجز ولا يعوقه سور مهما بلغ ارتفاعه، عن الوصول إلى الحرية. استطاعت صاحبة أغنية «السور» الشهيرة أن تبث حالة من الحماسة والتدفق والحيوية والجرأة في جمهور غفير من الشباب مختلف الأعمار امتلأت به قاعة «مسرح الإبداع» في الإسكندرية. وقدّمت عدداً كبيراً من أشهر أغانيها، على رأسها «السور»، «الأتوبيس»، «كلنا هنام بالليل ونقوم ناسيين»، «في الشارع»، «أنا عايزة أروّح»، كما غنت «ابتسم»، أغنيتها في فيلم «فتاة المصنع». واستطاعت بعفويتها وحيوية إيقاعات أغنياتها، أن تستثير حماسة الجمهور وتفاعله ليشاركها الغناء، خصوصاً لدى أدائها «السور» الأكثر جرأة وشهرة، والتي تقول فيها يسرا الهواري «قدام الـــسور، قدام اللي بانيه، واللي معليه، وكمان قدام، اللي واقف يحميه، وقف راجل غلبان وعمل بيبي». وعن هذه الأغنية الصادمة تقول: «أطلقت العمل عام 2005، وأتى في شكل عفوي، عندما اطّلعت على قصيدة «السور» لرسام الكاريكاتور المصري وليد طاهر، وكانت تحمل نصاً ساخراً عن الأسوار التي يبنيها الناس للانفصال عن بعضهم بعضاً». وتضيف: «أثناء ثورة 25 يناير حوّلت القصيدة إلى أغنية وربطتها بسور ميدان التحرير فذاعت واشتهرت بقوة، وقد تعرضت للانتقاد بشدة عقب تصوير الأغنية فكلماتها الجريئة لمـست وتراً حساساً يتعلق بحرية الإنسان، وكانت هذه الكلمة الجريئة من العوامل الرئيسية لنجاح الأغنية، إضافة إلى آلة الأكورديون التي لم نعتد أن نجد في مجتمعنا من يعزف من الفتيات عليها، علماً أنني لحنت العمل على هذه الآلة الحنون». ترى يسرا أن الموسيقى في مصر كانت دائماً تتخذ طابعاً عفوياً، «فالعمال كي لا يشعروا بالملل في أعمالهم الشاقة يدندنون ألحاناً عفوية يبتكرونها ويغنونها ليستمتعوا بها، بل ويطربون من أصواتهم التي قد تكون نشازاً بالمقاييس المتعارف عليها»، مشيرة إلى أن الموسيقى «ارتبطت بثقافتنا المصرية في شكل كبير، ويمكن لمس ذلك في حفلات الأعراس». تركز الهواري كثيراً على مواضيع الحــرية والثــــورة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتدني الأخلاق، وكثير من المشاكل الحياتية التي يعاني منها المصريون مثل الازدحام وحركة المرور. وترى صاحبة دور إحسان في فيلم «فيلا 69» مع خالد أبو النجا، أن أهم هذه المشاكل هي التقاليد البائدة التي ما زال أصحابها يؤمنون بها ويحافظون عليها، وينقلونها إلى أولادهم وأحفادهم، «فهناك الكثير من التقاليد والقواعد التي تتحكم في سلوكنا ولا نعرف سبب وجودها». وعن الرسالة التي توجهها من خلال أغنياتها تقول: «لا أخطط مسبقاً للأغنية التي أريد غناءها. فأنا لا أرى في نفسي القدرة على توجيه رسائل معينة للناس. أنا أغني فقط الأشياء التي أشعر بها في لحظة ما، وما يُحرك وجداني ينطق به لساني، وهو ما حصل مع أغنية السور». منوعات

مشاركة :