اعتصام الكامور يتواصل جنوب تونس مع تصاعد الاحتقان

  • 5/25/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المحتجون يواصلون الاعتصام قرب منشأة نفطية بمنطقة الكامور في ولاية تطاوين ويؤكدون على سلمية احتجاجاتهم.العرب  [نُشر في 2017/05/25]الاحتجاجات متواصلة الكامور (تونس) - تحت أشعة الشمس الحارقة، يواصل نحو 250 محتجا الاعتصام قرب منشأة نفطية بمنطقة الكامور في صحراء ولاية تطاوين في جنوب تونس، مؤكدين على "سلمية" احتجاجاتهم على الرغم من مقتل أحدهم الاثنين في مواجهات عنيفة مع الشرطة. وإزاء ارتفاع درجات الحرارة، غطى بعض المعتصمين رؤوسهم ونزعوا أحذيتهم وجلسوا يستظلون قرب خمس خزانات مياه كبيرة، أو داخل خيام يلعبون النرد ويتحدثون عن ملابسات مقتل رفيقهم أنور السكرافي (21 عاما). وتبعد الكامور نحو 150 كلم عن تطاوين، وتعتبر نقطة العبور الرئيسية نحو حقول البترول في صحراء الولاية. ومنذ 23 أبريل الماضي، نصب المحتجون خياما في المنطقة ومنعوا عبور الشاحنات والسيارات الى الحقول. وقال صابر بوعجالة (28 عاما، عاطل عن العمل) المشارك في الاحتجاج الاربعاء لوكالة فرانس برس "لسنا لا ارهابيين ولا مخرّبين، نحن سكان هذه المنطقة المهمشة التي تطالب بحقها في حياة كريمة". وانتقد الشاب "شيطنة" تحركات المعتصمين ومحاولة قوات الامن طردهم من المكان، لافتا الى انه اصبح ورفاقه "أكثر تصميما" على مواصلة الاعتصام. وأضاف وهو ينظر الى سيارة تابعة للدفاع المدني متفحمة ويتصاعد منها الدخان، "لن نخرج عن الاطار السلمي". "وعود كاذبة" داخل الخيام، تشهد فرش مهترئة وقدور فارغة ومؤونة على الارض، على مرور أسابيع من الحياة البدائية في المكان. وقُتِل أنور السكرافي الاثنين قبالة المنشأة النفطية التي يحرسها الجيش، بعدما صدمته، وفق وزارة الداخلية، سيارة درك على وجه "الخطأ". لكن المحتجين يشككون في الرواية اعتمادا على مقطع فيديو تداوله نشطاء على الانترنت على نطاق واسع وأظهر سيارة درك تسير بسرعة عالية باتجاه شاب، ثم أشخاصا متجمعين حوله وهو طريح الارض. وقال مصور الفيديو طارق السعيدي "كان المتظاهرون يرشقون عناصر الدرك بالحجارة، وفجأة رأيت سيارات قوات الامن تسير بسرعة: إحداها صدمت متظاهرا، سقط على بطنه، ومرت فوقه". في تونس، طالبت منظمة حقوقية بتحقيق "محايد" في مقتل الشاب، فيما شارك آلاف في جنازته الثلاثاء بمنطقة "البئر الأحمر"، مسقط رأسه، التي تبعد 30 كلم عن تطاوين. في الكامور، أقيم نصب تذكاري من الحجارة في المكان نفسه الذي وقع فيه الحادث. وحمل حبيب الليلاوي (31 عاما) "السلطات ووعودها الكاذبة" المسؤولية عن "وصول الاوضاع الى ما آلت اليه وفقدان صديقنا". "لا نخاف من أحد" واستمع المعتصمون الى خطاب ألقاه الرئيس الباجي قايد السبسي في العاشر من الشهر الحالي، وكلف فيه الجيش بحماية مناجم الفوسفات وحقول النفط والغاز من أي تحركات احتجاجية قد تعطل انتاجها. وفي تعليق على الخطاب، قال رضوان حرّار (43 عاما، عاطل عن العمل) "خذلنا الرئيس، ورئيس الحكومة (يوسف الشاهد) ووزير التشغيل (عماد الحمامي) أكثر". وقال بشير البيلولي (27 عاما) من جهته "نحن لا نخاف من أحد، ولا حتى من العقارب والثعابين التي تتجول بين خيامنا. فمطالبنا شرعية". ويطالب المعتصمون، وفق الناطق الرسمي باسمهم طارق الحداد، بتوفير وظائف لنحو 5000 عاطل عن العمل وإحداث صندوق استثمار بمئة مليون دينار (40 مليون يورو) في السنة في تطاوين. ونفى الحداد وجود أطراف سياسية تحرّك المعتصمين، لافتا الى أن كامل ولاية تطاوين تؤيد مطالبهم. واتخذ المعتصمون منذ انطلاق احتجاجاتهم من عبارة "الرخّ لا" (أي "لا تراجع" عن المطالب) شعارا. وكتبت هذه العبارة في أماكن عديدة بمدينة تطاوين حيث لا تزال إطارات مطاطية وأحجار كبيرة ورمال تعطل المرور ببعض الشوارع.

مشاركة :