قال مركز دراسات أمريكي، إن قدرات حزب الله اللبناني توسعت بشكل كبير في السنوات الماضية، وإن أية محاولة للقضاء عليه يجب أن تأخذ في الاعتبار قوته الإقليمية. وأشار معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى “أن تصاعد قوة حزب الله وحصوله على أسحلة حديثة من إيران يزيد من احتمالات اندلاع حرب أخرى مع إسرائيل” لافتًا إلى أن إسرائيل تعتبر أنه يشكل تهديدًا لها عبر جنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية. ولفت المركز في تقرير أصدره مساء أمس الأربعاء، إلى أن “نشاط حزب الله لم يعد يقتصر على لبنان منذ اندلاع الحرب في سوريا، وأنه وسع عملياته إلى جانب قوات النظام السوري، وفي العراق واليمن ودول أخرى”. وقال :”لهذا السبب فإن أية محاولة لاحتواء حزب الله سواء بالقوة العسكرية أو الوسائل الدبلوماسية أو أية طرق أخرى يجب أن لا تتجاهل دوره الاقليمي”. واعتبر التقرير، أن حزب الله “أصبح الآن لاعبًا رئيسًا في الجيش الإيراني على الصعيد الإقليمي، وأن أي جهد للحد من نفوذ الحزب يقتصر على لبنان لن يكون فعالًا”. وأضاف :”ينبغي أن يكون هذا الجهد في إطار استراتيجية إقليمية تهدف إلى احتواء جميع الميليشيات الشيعية التابعة لإيران على الساحة الإقليمية”. وأعرب المعهد عن اعتقادهبأن عدم قيام حزب الله بالرد على الغارات الإسرائيلية ضد قواعده في سوريا، يرجع لسببين، أولهما أنه يريد تجنب حرب ضد إسرائيل، لأن معظم قواته القتالية تشارك في حروب إقليمية خارج لبنان، وثانيهما أن حزب الله عزز نفوذه في المؤسسات اللبنانية خلال العقد الماضي، ولا يريد خسارة هذا النفوذ. وقال التقرير: “من المتوقع أن تواصل إيران إرسال قوات عسكرية إلى سوريا كلما دعت الحاجة إلى ذلك، في حين لن يغادر حزب الله سوريا ما لم يتم إنجاز مهمة إيران هناك على الرغم من أن زيادة التواجد الأمريكي في سوريا بدأت تعقد المهمة الإيرانية”. وختم قائلًا “إن التطورات الماضية أدت إلى تحولات كبيرة في قدرات واستراتيجة حزب الله.. لذلك فإن أية استراتيجية لمواجهة الحزب يجب أن تأخذ في الاعتبار هذه التحولات، وتركز على دوره الإقليمي وعلى الأبعاد العسكرية والاقتصادية على حد سواء”.