لقد بات موضوع تفعيل دور الجمعيات العمومية وفتح باب الحصول على العضويات للراغبين في الأندية الرياضية الشغل الشاغل للشارع الرياضي البحريني الذي (مل وطفش) من تكرار بعض الوجوه في مجالس إدارات الأندية لعدة سنوات!وللأسف من دون فعالية تذكر ولا إنجازات مميزة ولا تطوير يواكب الحداثة في عالم كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام. ولعل هيمنة معظم أعضاء مجالس الادارات على كراسي الادارة وعدم افساح المجال للشباب وللكفاءات والكوادر الوطنية لهو سبب مقنع الى ما آلت اليه رياضتنا وخصوصا لعبة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى على مستوى المستديرة. وبعد طرحنا هذا الموضوع الحساس (دور الجمعيات العمومية للأندية) من خلال عمودنا الأسبوعي (هجمة مرتدة) في الملحق الرياضي في جريدة «الأيام» قبل فترة قصيرة، توالت علينا الاتصالات والرسائل التي تحمل الأصوات الرياضية الوطنية المخلصة لإعادة ومواصلة طرح هذا الموضوع بشكل أوسع، نظرا لأهميته القصوى في تطوير الحركة الرياضية في بلدنا الغالي البحرين. ونحن بدورنا، ومن منطلق أمانة القلم، نقوم بنقل رسائل الرياضيين بكل صدق وأمانة الى المسؤولين عن الرياضة والأندية الوطنية، وفِي مقدمتهم وزير شؤون الشباب والرياضة هشام بن محمد الجودر الذي يحمله الشارع الرياضي مسؤولية تفعيل دور الجمعيات العمومية في الأندية لكي تقوم بدورها الايجابي في الرقابة المالية والادارية على مجالس الادارات وانتخاب واختيار الكوادر المؤهلة المناسبة لادارة الأندية. وفِي هذا الصدد التقينا بالعديد من الرياضيين المخضرمين الذين لهم باع طويل في خدمة الرياضة البحرينية وابتعدوا مجبرين عن أنديتهم وعن الرياضة بشكل عام. مراد: الجمعيات مغيبة وتخلت عن دورهاأول حواراتنا بدأت مع الرياضي المحنك عبدالحميد مراد لاعب وعضو مجلس إدارة سابق في النادي الأهلي، وسألناه عن دور الجمعيات العمومية وهل تقوم بدورها على النحو المطلوب أم هي مغيبة ومهمشة؟فبادرنا بالجواب: لست متأكدا حتى لا نظلم احدا، لكن من خلال التجربة والمتابعة ولفترة طويلة نجد ان هذه الجمعيات قد تخلت تدريجيا عن دورها الحقيقي، اما من خلال تهميش ذاتي او الخضوع لقيادات عملت على إشاعة اجواء من السلبية والترهل والاستفراد باتخاذ القرارات و(تطفيش) الكثير من الكفاءات.ولا غرابة إذن أن لا تنعقد جمعيات في موعدها او لا يسودها اي نقاش جاد والإسراع في إنهاء بنود جدول الاعمال والقفز مباشرة الى التصويت على قائمة المترشحين او الاكتفاء بتزكية البعض، وعليه فإن الخلل يضرب القيادات والقواعد، فالكل يهرب من العمل الجاد ويكره المحاسبة ويفضل الاجتهادات والارتجال البعيد عن التخطيط والتقييم واساليب الادارة الحديثة.وعن دور وزارة شؤون الشباب والرياضة؟أفاد الرياضي المخضرم عبدالحميد: أن القوانين والانظمة تعطي الوزارة الحق في مراقبة ومحاسبة ادارات الأندية من خلال برامج عملها، وهي بالتالي تساهم في تشجيع الجمعيات العمومية على ممارسة حقها في النقد والمحاسبة لتطوير العمل والتخلص من السلبيات وعدم تكرارها.وأضاف: من المؤكد ان قيادات الجمعيات عندما تدرك ان هناك من يقوم بواجبه في المتابعة والمحاسبة والتقييم سواء على صعيد الوزارة ام الجمعيات العمومية، فإن ذلك لا بد ان يدفع بتلك القيادات للتخلص من عقلية الاتكالية والكسل والعمل الارتجالي، وسيكون ما تقدمه من عمل للنادي قيمة مضافة وتراكم إيجابي يساهم في استمرار تجربة إيجابية وعطاء متدفق بدلا من المراوحة في المكان نفسه.وأين أنتم من الرياضة حاليا؟قال مراد: أستطيع القول انني متابع جيد لما يدور في المجال الرياضي دون مساهمة ميدانية، فلكل له مرحلته ودوره، ومازلت أراهن أن المجال زاخر بالكفاءات والطاقات القادرة على احداث نقلة نوعية في العمل الرياضي اذا تم تعبيد الطريق أمامها وازالة السلبيات السائدة الان.وعند سؤالنا عن عضويته في ناديه الأهلي، وهل ألغيت أم ماذا؟أجاب لا اعرف ان كنت لا أزال مسجلا في كشوف الاعضاء العاملين بالنادي وفق الإجراءات المتبعة، إذ إنني منقطع عن جمعيات النادي منذ العام 2002.على الجانب الاخر اتابع اخبار النادي وأنشطته ونتائجه الإيجابية وإخفاقاته احيانا، وافرح واتألم لذلك، واتبادل الاّراء مع بعض الإخوة الاعضاء كلما التقينا او تواصلنا هاتفيا، واعتز بعلاقات الصداقة والمحبة التي تربطني بأعضاء كثيرين بالنادي، خاصة الذين زاملتهم لاعبا وإداريا منذ العام 1960.وعن نظرته لمستقبل الرياضة ولعبة كرة القدم البحرينية:أكد عبدالحميد مراد، دون الخوض في التفاصيل والاسباب وهي كثيرة، أستطيع القول اننا رغم بعض الإنجازات والطفرات في بعض المراحل، مازلنا لم نصعد الا القليل من السلالم ولم ندخل بعد الطريق الرياضي المحصن بالبرامج والاهداف والتخلص من سلبياتنا، ومؤسف اننا مازلنا نكرر الكثير من الاخطاء رغم اعترافنا بها، ومازالت الرياضة لدى البعض مجرد وسيلة من وسائل التسلية، وهنا تقع المصيبة الأكبر!العيسى: وزارة الشبابهي من تحتاج إلى تفعيل دورهاوفِي حوارنا الثاني، التقينا نجم الكرة البحرينية ونادي المحرق السابق الكابتن ابراهيم عيسى الذي أصر على اختصار الاجابات بما هو مفيد ومعبر، والذي بادرناه بالسؤال عن دور الجمعيات العمومية حاليا في الأندية.وأجاب هداف المحرق السابق: من وجهة نظري أنها ليست مهمشة فقط، بل هي غير موجودة فعلاً وليس لها دور أساسا، وللأسف دورها الوحيد متمثل في شاهد الزور وقت الانتخابات!!وعن دور وزارة شؤون الشباب والرياضة في تفعيل دور الجمعيات العمومية:بادرنا بوعيسى بصراحته المعهودة أن وزارة الشباب والرياضة هي التي تحتاج الى تفعيل من وجهة نظري! وعن دوره الحالي وموقعه في المجال الرياضي، وهل هو متواجد وقريب منها أم مبتعد حاله حال الرياضيين القدامى المبتعدين أو المبعدين عن الرياضة؟أكد العيسى: نحن خارج المجال الرياضي بعد أن تسلق القاصي والداني في هذا المجال!- وسؤالنا عن عضويته في ناديه المحرق، هل هي مفعلة أم مجمدة؟ فاجأنا بالجواب الصاعق الذي تقشعر له الأبدان لما يحمله جوابه من نكران الجميل من قبل المعنيين بالأمر وتجاهل عطاء الكابتن إبراهيم عيسى الكبير لناديه الأم الذي تربى بين جدرانه، حيث جاءت اجابته مليئة بنبرات الحزن والأسى وقال: للاسف ليس لدي عضوية في نادي المحرق بعد خدمة تجاوزت الأربعين عاما!!- وعن نظرته المستقبلية للكرة البحرينية بالذات؟أكد وقال: انا لا أرى أمامي سوى كل ما هو موجود، لدينا تخلف عن جميع الدول، مازلنا ننظر للخلف، وهنا أنا اتكلم عن كرة القدم التي بدأنا بها ومازلنا في البداية !!الدخيل: أجبرنا على الابتعاد عن الناديضيفنا الثالث في هذا الملتقى الرياضي هو الرياضي السابق وعضو مجلس الادارة السابق في نادي قلالي محمد الدخيل الذي سبق وأن طرح موضوع الجمعيات العمومية ودورها من خلال أحدى الصحف المحلية الزميلة. وبدأ حديثه معنا وقال: بما انني من نادي قلالي سأتكلم عن ما أراه في ناديّ، مؤكدا أن الجمعيات العمومية لا تقوم بدورها؛ لأنها مهمشة ومغيبة.وعن دور وزارة الشباب والرياضة في هذا الجانب؟أفاد محمد الدخيل بقوله يا حبذا لو تقوم وزارة الشباب بإجبار ادارات الاندية باجتماعات دورية، مثلا كل 6 شهور للجمعية العمومية للتناقش في احوال الاندية. هذا الإجبار بدل ما هو معمول به الان، إذ ان اجتماع الجمعيات يكون كل سنتين او اربع سنوات فقط في يوم تنصيب الادارة، اقول تنصيب وليس انتخابا! بسبب قلة المترشحين لمجالس الادارة!وعن دوره حاليا في ناديه قلالي؟أجاب بكل حسرة وحزن وقال: نحن للاسف اجبرنا على الابتعاد عن النادي لاسباب عدة، منها عدم اخذ الادارة المشورة والتعصب لاتجاه واحد وفكر واحد واحتكار الرئاسة، والإدارة مختصرة على اشخاص معينين لسنين عديدة، وعدم اعطاء الشباب الفرصة للدخول في ادارة الاندية وضخ افكار جديدة.وعن عضويته في ناديه قلالي؟قال: نعم، لدي عضوية في نادي قلالي وانا احرص على تجديدها بشكل دوري، وذلك لحبي وانتمائي وغيرتي على النادي، ولكن للاسف ادارة نادي قلالي غير معترفة في عضوية العديد من الاعضاء!! فمثلا، اعلان تجديد العضوية الاخير ودفع الرسوم اعلن في الجرائد وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، بينما اعلان (الترشح للرئاسة وعضوية مجلس الإدارة) اقتصر على عدد قليل من الأعضاء منتقين من مجلس الادارة وارسل الاعلان إليهم عبر هواتفهم الخاصة، ولم يتم الاعلان عنه لعموم الاعضاء ولا في الجرائد الرسمية مثلما ينص عليه القانون!- وعن وجهة نظره عن مستقبل الرياضة البحرينية؟قال محمد الدخيل: ارى ان مستقبل الرياضة يسير بشكل متزن ومتطور في اللعبات الفردية والعديد من اللعبات الجماعية، ما عدا اللعبة الاولى جماهيريا، لعبة كرة القدم، فهي تمر في نفق مظلم ولا بد من تدخل الدولة لانقاذ هذا الجانب الاهم في الرياضة، فدورينا -مثلما ترون- متواضع جدا ويحتاج إلى ميزانيات كبيرة للنهوض به، واعتقد ان كرة القدم في اي بلد اذا لم يكن لديها دوري قوي فانه من (رابع المستحيلات) ان توجد منتخبا يستطيع المنافسة في اي مسابقات خارجية.هلال: خدمت النادي سنواتولكن الإدارة لم تمنحني العضوية!ثم انتقلنا الى ضيفنا الرابع، وهو الكابتن جمعة هلال لاعب نادي النجمة «الوحدة سابقا» ولاعب المنتخب البحريني السابق، وسألناه عن دور الجمعيات العمومية.وسارعنا بالجواب المعتاد سماعه من أغلب الرياضيين حيث أكد بو أحمد أن الجمعيات العمومية في الأندية لا تقوم بدورها بل مهمشة، وعلى وزارة الشباب والرياضة أن تُمارس الضغط على إدارات الاندية بإشراك ذوي الخبرة والمنتمين للنادي، وتشكيل لجنة رقابية لمتابعة عمل الجمعيات ومجالس الادارات.وعند سؤالنا عن وضعه الحالي وهل هو متواجد وقريب من ناديه ويستفاد من خبرته الرياضية الطويلة؟صمت الكابتن جمعة طويلاً بعد سماعه سؤالنا هذا، وكأننا لامسنا مشاعره وأحاسيسه، حتى أدركنا أن «العبرة خنقته» من لوعة تجاهل لماضيه وعطائه الكروي الطويل لناديه ولمنتخب الوطن. وبعد طول انتظار، فاجأنا بالإجابة: «لا تعليق»! وبعد أن تركناه يهدأ قليلاً، صعقنا مجددا -بعد صاعقة الكابتن ابراهيم عيسى-، وقال بكل لوعة وحسرة وندم على ما مضى من عمره في المجال الرياضي: إنه ليس لديه عضوية في ناديه الذي تشرف بارتداء شعاره ودافع بكل اخلاص وتفان عن فانيلته البيضاء دون كلل أو ملل، والآن لا يربطني أي شيء رسمي بهذا الكيان الذي تربيت فيه وعشت فيه أحلى سنوات عمري، ولكن للأسف!!واختتم حديثه قائلاً:كما قال (الحديث الشريف) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».
مشاركة :