كان ينتظره حشد من الشباب الكوريين في الخارج يهتفون باسمه. ابتسم لهم، قبل جميع التواقيع وحتى التقاط الصور. ليس هناك أدنى شك أن ماير بيفان، صاحب هدفين، كان نجم المباراة التي جمعت بين نيوزيلندا وهندوراس يوم 24 مايو/أيار 2015 في تشيونان والتي انتهت بفوز ممثل المحيط الهادئ بنتيجة 3-1. ولكن وسط هذا الحشد الهائل من المشجعين، كانت نظرات هذا الشاب تبحث عن وجه مألوف. إنه عمه: "هذا هو أسعد يوم في حياتي، لا يمكنني أن أطلب شيئاً أكثر من هذا. كنت شخصياً ألعب كرة القدم ثم حرصت على تدريب ماير مذ كان في الخامسة من عمره إلى سنّ الـ12، ولكن بعد ذلك بدأت تصعب علي الأمور، وبالتالي أوكلت هذه المهمة لأشخاص أكثر تأهيلاً،" تذكّر العم، موراي بيفان، لموقع FIFA.com قبل أن يضيف قائلاً: "سافرت لمدة 15 ساعة للحضور هنا، بما في ذلك التوقف في طوكيو. إنها رحلة طويلة...ولكن الرحلة كانت تستحق العناء!" كان موراي سيندم كثيراً لو تأخر عن هذا الموعد الحاسم بالنسبة لكتيبة آل وايتس. إذ أن ابن أخيه لم يتأخر سوى 46 ثانية في هزّ الشباك بتسديدة رائعة تحت العارضة. "لا أتذكر أي شيء... حتى رأيت نفسي أنزلق على ركبتي،" اعترف بطل اليوم بابتسامة عريضة. ثم أضاف: "بالمناسبة، هل تعرفون كم ثانية مرّت قبل تسجيلي الهدف؟ أريد أن أعرف ذلك." ثنائية مميزة 45 ثانية بالضبط. صحيح أن بيفان لم يحطم الرقم القياسي بحوزة النيجيري مونداي أودياكا الذي سجل هدفاً بعد 14 ثانية فقط في المباراة ضد كندا عام 1985، ولكن ذلك لم يُفسد سعادته. حيث علّق صاحب القميص رقم 19 والذي سجّل هدفاً آخر من ركلة جزاء في الدقيقة 56 قائلاً: "إنه شعور غير عادي...وبالإضافة إلى ذلك أعتقد أن الهدف لم يكن سيئاً، أليس كذلك؟ لم تتح لي الفرصة لرؤيته بعد،" مضيفاً "ولكن بغض النظر عن الهدفين، الأهم هو تحقيق الفوز!" كان هذا الإنتصار ضرورياً بالنسبة لنيوزيلندا بعد المباراة الإفتتاحية التي انتهت بالتعادل السلبي ضد فيتنام (0-0). وقد علّق ماير قائلاً: "خرجنا محبطين من تلك المباراة. أتحدث أساساً عن نفسي بصفتي مهاجماً. إذ ليس من الجميل أبداً عدم تسجيل أي هدف. كنا نأمل في تحقيق بداية جيدة في كأس العالم. ولكن تلك المباراة وضعتنا تحت ضغط أكبر قبل مواجهة هندوراس. المهم أننا حققنا الفوز في هذه المباراة، وحسّنت أدائي بتسجيلي هدفين. والآن نسير في الطريق الصحيح!" جدير بالذكر أن بيفان قدّم أداءاً مميزاً بالنظر إلى مشواره في بطولة أوقيانوسيا تحت 20 سنة. حيث ختم المهاجم البطولة برصيد خمسة أهداف في نفس العدد من المباريات واختير أفضل لاعب في البطولة. تذكر قائلاً: "إنها ذكريات رائعة، ولكن كل ذلك لا يمكن مقارنته بهذه الثنائية في كأس العالم. هنا تتخذ الأمور بُعداً آخر،" مضيفاً "أنا أعيش حلماً حقيقياً، وآمل ألا أستيقظ مبكراً،" وختم حديثه قبل أن يعود للتواقيع.