عواصم (وكالات) عرضت قوات سوريا الديمقراطية أمس، على مسلحي «داعش» في الرقة الاستسلام وإلقاء السلاح في نهاية مايو الحالي، متعهدة ألا يلحق أي ضرر بهم، وذلك قبل انطلاق الهجوم المرتقب على معقلهم الرئيس في سوريا، في وقت أعلن أمين عام حلف الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرج أن الحلف سينضم إلى التحالف الدولي المناهض «لداعش»، استجابة لطلب أميركا التي تقود التحالف، مبيناً أن هذا «لا يعني مشاركة» الحلف في عمليات قتالية. من جهة أخرى، قال قائد العمليات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جيفري هاريجيان إن الجيشين الروسي و الأميركي كثفا اتصالاتهما في الأجواء السورية لتأمين الحماية للقوات التابعة لكل منهما، والتي باتت تعمل في نطاق يضيق أكثر فأكثر، في وقت تتقدم قوات الأسد بدعم جوي روسي في اتجاه مناطق شرق سوريا حيث يشن التحالف الدولي ضربات منتظمة ضد تنظيم «داعش» حول الرقة ودير الزور. وأصبحت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً بـ«قسد» على بعد بضعة كيلومترات من مدينة الرقة عند أقرب نقطة في إطار هجوم يجري منذ نوفمبر الماضي لتطويق المدينة والسيطرة عليها. وأعلنت القوات الديمقراطية، التي يغلب عليها مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، أن من المتوقع أن تطلق المرحلة الأخيرة من الهجوم على الرقة بداية فصل الصيف. وقالت «قسد» في بيان «نظراً للنتائج الإيجابية للبيان الذي أصدرناه بتاريخ 15-05-2017 والذي أعلنا من خلاله حماية حياة من يسلم نفسه وسلاحه من المنتمين إلى المجموعات المسلحة بمن فيهم (داعش) مهما كانت صفتهم ومهمتهم لقواتنا تمهيداً لتسوية أوضاعهم وحماية لعائلاتهم وذويهم وأهلهم...نعلن تمديد هذه الفترة لغاية نهاية الشهر الحالي». وذكرت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية في البيان أن هذا جاء «بناء على مطالبات أهل الرقة الشرفاء...لتمكين أكبر عدد ممكن ممن غرر بهم أو أجبروا على الانضمام للاستفادة من هذه الفرصة». ويقول التحالف إن ما بين 3 آلاف و4 آلاف مقاتل من «داعش» محاصرون في مدينة الرقة حيث يواصلون نشر دفاعاتهم تحسباً للهجوم المنتظر. بالتوازي، أفاد مصدر محلي مطلع أن قوات النظام تمكنت أمس، بدعم من قوات متحالفة معه من طرد «داعش» من معمل الفوسفات الواقع جنوب غرب مدينة تدمر في بادية حمص، مضيفاً أن الإرهابيين انسحبوا من المنشأة الاستراتيجية بعد اشتباكات عنيفة وتعرضهم لخسائر كبيرة. كما ذكرت مصادر أخرى، أن قوات الأسد المدعومة من «حزب الله» ومليشيات «الحرس الثوري» الإيراني استعادت السيطرة على قريتي الباردة وجبل زقاقيلة خليل شرق مدينة القريتين جنوب شرق مدينة حمص في الطريق إلى مناجم خنيفيس للفوسفات التي حصلت طهران على عقد استثمار فيها مطلع 2017. .ونفذ الطيران الحربي 157 غارة ملقياً براميل وصواريخ استهدفت مدينة درعا خلال الـ48 ساعة الأخيرة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلات النظام قامت بـ47 غارة وألقت المروحيات 37 برميلاً متفجراً.
مشاركة :