نقطة تحول حقيقية في تاريخ المنطقة

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لا يختلف الخبراء والسياسيون والمراقبون في دول العالم أجمع على أن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت قبل أيام قلائل بالرياض بمشاركة الرئيس الأمريكي الذي اختار المملكة لتكون أول دولة لزياراته الخارجية بعد دخوله البيت الأبيض تمثل في جوهرها نقطة تحول حقيقية في تاريخ المنطقة، وهي كذلك لأنها جمعت أكثر من 55 دولة عربية وإسلامية بمشاركة أمريكية للبحث في أزمات المنطقة ومشاكلها العالقة. وهذا التمثيل يعود إلى عدة منطلقات رئيسية وحيوية يقف على رأسها أن ما تمخضت عنه القمة من قرارات وتوصيات تصب كلها في روافد المصالح المشتركة التي تهم العالمين العربي والاسلامي وتهم الولايات المتحدة، وتلك القرارات لا تنحصر في الشراكات الاقتصادية التي وقعت بين المملكة والولايات المتحدة فحسب، ولكنها ذات مضامين هامة تهدف الى نشر علامات واضحة من الاستقرار والأمن في ربوع المنطقة. والمنطلق الرئيسي الآخر هو إجماع دول القمة على أهمية احتواء ظاهرة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا، وهو إجماع ظهر بوضوح من خلال الكلمتين الضافيتين في القمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– وفخامة الرئيس الأمريكي، كما ظهر من خلال المحادثات الجانبية على هامش القمة بين الزعماء العرب والمسلمين، وقد ظهر هذا الاحتواء من جانب المملكة بإنشاء أول مركز عالمي لمكافحة الارهاب «اعتدال». ولا شك أن ما تمخضت عنه القمة سوف يؤدي- على الآماد القصيرة والطويلة- الى إشاعة الاستقرار والأمن في المنطقة وإبعادها عن شبح الحروب والطائفية والفتن التي أدت الى الإضرار المباشر بتنميتها الشاملة في مختلف الميادين والمجالات النهضوية، وتلك خطوات أجمع عليها القادة العرب والمسلمون برعاية أمريكية للخلاص من ظاهرة الارهاب والبدء في اتخاذ خطوات عملية وحثيثة نحو بناء الدول العربية والاسلامية ورخائها واستقرارها. والقمة تمثل تحولا تاريخيا بوصفها ارتكزت على تأسيس شراكات أبرمت بين المملكة والولايات المتحدة من شأنها أن ترسم خطوة استراتيجية حيوية تؤكد أهمية التعاون بين البلدين، وأهميته أيضا على مستوى خليجي واسلامي، وتتوق كافة الدول الخليجية والعربية والاسلامية الى تعميق وتجذير علاقاتها مع الولايات المتحدة لما فيه تحقيق مصالحها المشتركة، ولما فيه تعزيز المنطلقات الدولية لاحتواء ظاهرة الارهاب بشكل حاسم وقاطع. وقد حذرت القمة النظام الايراني من مغبة التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة بوصفه يمثل ارهابا ضد تلك الدول، وتحذيره أيضا من مغبة تعاونه وتأييده للمنظمات الارهابية وتمويله لها بالمال والسلاح والعناصر المدربة، وتؤكد مختلف الشواهد على أن ايران ما زالت تمثل خطرا داهما على استقرار المنطقة وأمنها وسيادتها من خلال تلك التدخلات السافرة من جانب، ومن خلال استمراريتها في دعم المنظمات الارهابية لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها من جانب آخر.

مشاركة :