إبعاد سلال عن رئاسة الحكومة يمهد له الطريق لخلافة بوتفليقة

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من غير المستبعد أن يبقى رئيس الحكومة السابق المعروف بولائه للرئيس خصوصا في فترة وجوده بالمستشفى، في الاحتياط لخلافته. وأصيب بوتفليقة في 2013 بجلطة دماغية، وأصبح يتنقل على كرسي متحرك ويجد صعوبة في الكلام، وهو قليل الظهور، لكنه منذ مرضه حدثت تغييرات كبيرة في أعلى هرم في السلطة، أبرزها إقالة مدير المخابرات الفريق محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق. وقال رشيد تلمساني، الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر، إن إبعاد سلال “قد يكون استراحة محارب. سيبتعد عن الأنظار أو حتى يتم تعيينه كسفير، في باريس مثلا (المنصب شاغر)، قبل أن يعود إلى منصب أعلى. ولا يوجد أعلى من منصب رئيس الوزراء سوى رئاسة الجمهورية”. وتابع تلمساني “بالإضافة إلى ذلك، فإن سلال (69 عاما) يعتبر شابا”، مقارنة ببوتفليقة (80 عاما) ورئيس مجلس النواب السعيد بوحجة (79 عاما) ورئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح (77 عاما) أو حتى خليفته عبدالمجيد تبون (71 عاما). وكتبت صحيفة “الوطن” الجزائرية ، الأربعاء، “لم يكن أي وزير يشك في استمرار عبدالمالك سلال في منصبه منذ الانتخابات التشريعية التي قاطعها أغلب الناخبين. كما أن سلال نفسه كان يبدو واثقا من نفسه حتى وإن كان يعرف أن مصيره ليس بيده”. وعلق سلال على تعيين تبون في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث قال “المهمة التي أسندها لي فخامة رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة يوم 3 سبتمبر (أيلول) من عام 2012 اختتمت. سلمت المشعل لصديقي عبدالمجيد تبون الذي له كل القدرات للنجاح وأتمنى له حظا سعيدا”. وأضاف سلال، تعبيرا لوفائه للرجل الذي أدخله إلى الحكومة قبل 18 سنة وكلفه بإدارة حملاته الانتخابية ثلاث مرات، شاكرا “الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على الثقة التي وضعها في شخصي”، مشيرا إلى أن بوتفليقة “وهب كل شيء لتحيا الجزائر دائما”. وسلال وتبون من المقربين جدا من بوتفليقة. وينص الدستور الجزائري على أن الرئيس يعين رئيس الحكومة من الأغلبية البرلمانية، كما أن رئيس الجمهورية هو رئيس السلطة التنفيذية، ويتولى رئيس الحكومة تطبيق برنامجه. وترى لويزة آيت حمادوش، المحللة السياسية الجزائرية، أن تعيين تبون “مجرد تغيير شكلي يدخل في إطار منطق النظام”، مشيرة إلى أنه “من الطبيعي أن يتم تعيين حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية” التي جرت في الرابع من مايو. وتؤكد آيت حمادوش أن سلال “لم يفعل شيئا يستحق إبعاده من الساحة فقد أدى مهامه التي أسندها النظام إليه بكل جدارة، لذلك سيتم استدعاؤه حتما إلى منصب آخر”. وتتابع “في الأنظمة الهجينة (لا هي ديمقراطية ولا هي دكتاتورية) مثل الجزائر، من الجيد إعطاء الانطباع بأن هناك تغييرا، لذلك لا يمكن اعتبار رحيل سلال عقوبة له”. وتشير إلى أن “سلال أدلى بالبعض من التصريحات التي تدل على أن له طموحات أكبر من منصب رئيس الحكومة. لكن هذا النظام يعمل وفق منطق التعيين”. ويرد اسم سلال بين مرشحين محتملين لخلافة بوتفليقة ومنهم شقيقه ومستشاره سعيد بوتفليقة ورئيس أركان الجيش الفريق قائد صالح. وتداول على الجزائر، خلال السنوات الـ27 الماضية، خمسة رؤساء منهم بوتفليقة الذي يرأس البلاد منذ 18 سنة. وعندما تم انتخاب الرؤساء الأخيرين للجزائر، لم يكن أي منهم في الواجهة الإعلامية. ويقول تلمساني إن عملية اختيار خلف بوتفليقة لن تتم حالا “بسبب الصراع الكبير بين مختلف زمر السلطة ومجموعات الضغط التي سيطرت على الاقتصاد”، في إشارة إلى الفساد المستشري في المؤسسات العامة والتي تؤثر سلبا على الوضع الاقتصادي المتردي أصلا بسبب تراجع مداخيل الجزائر نتيجة انخفاض أسعار النفط. وقاد سلال الحكومة لقرابة خمس سنوات، وحافظ على منصبه رغم عدة تعديلات وزارية أجراها الرئيس الجزائري سابقا.

مشاركة :