نشرت صحيفة "أرغوميني أي فاكتي" رأي المحلل السياسي، الموظف السابق في الاستخبارات الإسرائيلية ياكوف كدمي، حول الضجة التي تثيرها وسائل الاعلام الأمريكية بشان لقاء ترامب ولافروف. يقول ياكوف كدمي: المحتوى الحقيقي للحديث بين ترامب ولافروف غير معروف، وهو في جميع الأحوال لا يشكل أي خطر على الأجهزة الأمنية. ان ما يقال بأن المعلومات السرية التي كشفها ترامب تشكل خطورة على الولايات المتحدة هو على اقل تقدير كذب وتشويه غير مهني بالحقائق. كما أن الهستيريا بشأن كشف "داعش" اكتشاف عميل دسته إحدى الأجهزة الأمنية في التنظيم الارهابي لا أساس له. www.youtube.com ياكوف كدمي لم يرتكب ترامب جريمة، بل أن الذين ارتكبوها هم المحيطين به الذين "سربوا" إلى وسائل الاعلام معلومات عن المواضيع التي ناقشها الرئيس مع ممثل دولة أخرى. وهذا لم يكن من حقهم فعله. بالطبع الصحف من جانبها ومن دون مسؤولية نشرت هذه المعلومات مهددة بذلك مجمل عمل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأمريكية. عموما حتى وان كان الرئيس الأمريكي قد كشف فعلا معلومات سرية حصل عليها من الأجهزة الأمنية، لممثل دولة أخرى، ضمن اطار البحث عن طرق فعالة لمحاربة الارهاب، فهو أمر طبيعي. لأن الولايات المتحدة أعلنت بأن أحد أهدافها الرئيسية هو محاربة "داعش" والقضاء عليه. وما تحدث عنه ترامب كان مع ممثل دولة تحارب "داعش" ايضا. فإذا كان ترامب قد كشف هذه المعلومات لوزير خارجية فرنسا، أو بريطانيا، أو ألمانيا أو حتى إيطاليا، لكان كل شيء طبيعيا. فمن كان سيأخذ على عاتقه الحديث بأن هذا يهدد أمن الولايات المتحدة؟. ولكن بهذا العمل وضعت وسائل الاعلام علامة مساواة بين روسيا و"داعش"، مع أن روسيا لا تتعاون مع هذا التنظيم الارهابي ، بل تحاربه. هدف هذه الهستيريا هو روسيا وترامب ايضا. عموما هناك صراع داخلي في الولايات المتحدة. وان محاولة تغيير نتائج الانتخابات الرئاسية بأي وسيلة، وإقالة الرئيس المنتخب شرعيا، حتى وان كان هذا يهدد أمن الولايات المتحدة. برأي هذه الفضيحة لن تؤثر في العلاقات بين البلدين ومستقبلها البعيد. بيد أنها ستعقد وتعرقل اتخاذ القرارات من جانب ترامب. كما أن تحسين العلاقات مع روسيا سيكون بطيئا ومعقدا. ومع ذلك لن يمكنهم التأثير في الاتجاه الرئيسي – البحث عن التعاون البناء. ترجمة وإعداد: كامل توما
مشاركة :