أكدت دولة الكويت أهمية تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان وتوفير الحماية اللازمة للبعثات الإنسانية والطبية وإيلاء الأولوية لحماية المدنيين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. جاء ذلك في كلمة ألقاها المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الامم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي، في جلسة لمجلس الامن حول حماية المدنيين والرعاية الطبية في النزاعات المسلحة مساء امس الخميس. واكد السفير العتيبي ان الارقام المفزعة حول ضحايا النزاعات والحروب من المدنيين كفيلة بتبيان المآسي التي يعيشها العالم اليوم، مشيرا الى الارقام القياسية للمحتاجين للمساعدات الانسانية فضلا عن تعرض اكثر من 65 مليون شخص للتشريد بسبب النزاعات او اعمال العنف او الاضطهاد وفقا لتقرير الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول حماية المدنيين في النزاعات المسلحة. واعتبر الاجتماع فرصة لمراجعة احداث العام الماضي المأساوية ومدى التقيد والالتزام بتطبيق القرارات التي يتم اتخاذها في مجلس الامن على ارض الواقع. ورأى السفير العتيبي ان الانتهاكات للقرار 2286 في تنام من قبل كافة اطراف النزاعات المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم وخصوصا في الشرق الاوسط وافريقيا بما في ذلك الميليشيات والجماعات الارهابية فلإستهداف المناطق المأهولة بالسكان والمرافق والخدمات الاساسية والحيوية للمدنيين لاسيما المرافق الطبية والعاملين في المجال الإنساني وعرقلة ايصال المساعدات الإنسانية اصبحت من الوسائل والأدوات التي تستخدم كسلاح لهزيمة الطرف الأخر. واشار الى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي التي ترتكب في العراق ضد المدنيين العراقيين ولا سيما على يد ما يسمى بتنظيم (داعش) والتي شملت شن هجمات تستهدف المدنيين والهياكل الأساسية المدنية واستخدام الدروع البشرية واعمال العنف الجنسي والزواج القسري والاختطاف. وبالنسبة لفلسطين اكد السفير العتيبي ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية تواصل الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني واعمال العنف والتحريض لا سيما سياسة المستوطنات. وجددت التأكيد على واجبات مجلس الامن ومسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة والعديد من قراراته التي تحتم عليه العمل بجدية وعلى نحو عاجل للتصدي لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة. واوضح السفير العتيبي ان مجلس الامن الدولي اعتمد القرار 2334 الذي يؤكد أن تلك الممارسات الاستيطانية الاسرائيلية غير قانونية وغير شرعية ويطالب بأن توقف اسرائيل فورا جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. وتطرق الى سوريا قائلا انه على الرغم من الجهود الإنسانية الدولية لتخفيف معاناة الشعب السوري من بينها استضافة دولة الكويت لثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين ومشاركتها في رئاسة المؤتمرين لدعم سوريا في لندن العام الماضي وبروكسل خلال هذا العام فإنها ليست كافية لتلبية الاحتياجات الانسانية الطارئة لملايين النازحين واللاجئين او بديلا للحل السياسي. ورحب السفير العتيبي بالجهود التي تبذل لتثبيت وقف اطلاق النار وانشاء مناطق خفض التوتر والتصعيد واستمرار مفاوضات جنيف مؤكدا دعم الكويت لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار 2254 من اجل التوصل الى تسوية سياسية تحافظ على وحدة وسيادة واستقلال سوريا وسلامة اراضيها. وفي اليمن اشاد العتيبي بدور التحالف لإعادة الشرعية في اليمن وما قام به في المناطق التي تم تحريرها لإعادة اعمار المنشآت الطبية وتوزيع المساعدات الإنسانية. واكد دعم دولة الكويت لإعادة الأمن والاستقرار لليمن بما يصون سيادته ووحدة اراضيه وهو امر لن يتحقق الا عبر التوصل إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث وهي القرار 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني. وانطلاقا من حرص دولة الكويت على استقرار اليمن اكد السفير العتيبي استعداد دولة الكويت لاستضافة الأشقاء اليمنيين من جديد للتوقيع على اتفاق نهائي متى ما تم التوصل إليه بين الأطراف اليمنية. واكد السفير العتيبي ايضا دعم دولة الكويت لرؤية وتوصيات الأمين العام للأمم المتحدة الواردة في تقريره حول حماية المدنيين في النزاعات المسلحة والذي شدد فيه على ضرورة وجود طفرة في الجهود الدبلوماسية لمعالجة ومنع نشوب النزاعات وتحسين آليات الإنذار المبكر وتشجيع الجهود الجماعية الرامية إلى إصلاح نظم الأمم المتحدة المتعلقة بالسلام والأمن والتنمية فضلا عن تعزيز الشراكات والتعاون مع المنظمات الإقليمية.
مشاركة :