بيروت - قال العميد متقاعد في الجيش اللبناني، الخبير العسكري، ناجي ملاعب، إن الولايات المتحدة الأميركية مهتمة بتزويد لبنان بأسلحة نوعية دعما له في محاربة الإرهاب على حدوده، بعد قرار "حزب الله" اللبناني تغيير تموضع قواتها على الحدود اللبنانية السورية. وأضاف ملاعب، أن "حزب الله قرر إعادة تموضع قواته، عبر ترك الحدود اللبنانية السورية من الجهة اللبنانية، وإعادة انتشارها من الداخل السوري، حيث إن الضغط في البادية السورية والجنوب السوري استدعى نقل عناصر حزب الله لدعم الجيش النظامي السوري في معاركه هناك". وحسب الخبير اللبناني، "أصبح للجيش اللبناني مهمات جديدة، وهي تغطية كامل الحدود اللبنانية السورية، التي تقدر بـ350 كلم، علما بأنه ينشر على هذه الحدود ثلاثة أفواج برية، وطلب من الحكومة تطويع أربعة آلاف عسكري جديد، فوافقت على تطويع 2000 عسكري". وتابع "انطلاقا مما تقدم، نشهد في هذه المرحلة اهتمام أميركي بتفاصيل حاجات الجيش اللبناني العملياتية، التي تمكنه من حفظ الأمن على طول الحدود مع سوريا، وقد سرع قرار حزب الله بسحب عناصره من تلك المنطقة، في عملية الانتشار التي تنفذها وحدات الجيش على الحدود". من الدفاع إلى الهجوم إضافة إلى ذلك، بحسب ملاعب، "يحظى الجيش اليوم بالغطاء السياسي لعملياته، وهو ما لم يكن متوفرا في السابق بفعل الفراغ الرئاسي، الذي شهده لبنان على مدى ما يقارب السنتين ونصف السنة". وعانى لبنان فراغا رئاسيا دام 29 شهرا جراء الخلاف بين الفرقاء السياسيين، ولم ينته إلا بتولي ميشال عون الرئاسة، في 31 أكتوبر/ تشرين أول، ضمن صفقة برلمانية قادت أيضا إلى تكليف سعد الحريري، في الثالث من نوفمبر/ تشرين ثان بتشكيل الحكومة الحالية. وشدد الخبير العسكري على أن المستجدات "نقلت التكتيك العسكري من الوضع الدفاعي إلى الهجومي، وشهدنا غارات للقوات الخاصة في الجيش اللبناني على أماكن محتملة لتواجد إرهابيين مقابل مناطق عرسال والقاع (شمال شرق)، لاسيما وأن قائد الجيش، العماد جوزيف عون، كان القائد المسؤول عن تلك المناطق قبل ترقيته وتعيينه قائدا للجيش في مارس/ آذار. قوة عربية إسلامية ووفق الخبير العسكري اللبناني فإن ما صدر عن القمة العربية الإسلامية الأميركية، بمشاركة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في السعودية، الأحد الماضي، هو "في جزء منه تحضير لإنشاء قوة عسكرية عربية إسلامية من 34 ألف عنصر لمكافحة مكافحة، توضع تحت قيادة التحالف الدولي للمهمات البرية". وأردف قائلا إن "الجيش اللبناني يقوم بمهامه من خارج هذه القوة، لذلك يقتضي الأمر الاهتمام به وتجهيزه من قبل الولايات المتحدة الأميركية بعناية أكبر خوفا من أي خرق قد تحاول الجماعات الإرهابية تحقيقه للوصول إلى مياه الشاطئ اللبناني، أي إلى البحر الأبيض المتوسط عبر الحدود اللبنانية السورية، وهو أمر تنبه عليه دائما قيادة الجيش والقيادة الأميركية العسكرية الوسطى". وعن نوعية السلاح الذي زودت به الولايات المتحدة الأميركية لبنان مؤخراً، وهي نوعية تسلمها لبنان للمرة الأولى، قال ملاعب إن لبنان "تلقى سلاحا على شكل هبة، وهو سلاح مضاد للدروع، وآليات لنقل العسكريين وأسلحة خفيفة ومتوسطة ومدفعية". وزاد بأنه "جرت الموافقة على تعزيز الجيش اللبناني بمركبات مصفحة، على أن يتسلم ثمانية مركبات منها الشهر المقبل والتي يستخدمها الجيشان الأميركي والسعودي، وأثبتت فعاليتها بالقتال في الأماكن الوعرة وهي ومزودة بجهاز إطلاق قذائف ضد التحصينات والتدريع المقابل، وبمدفع رشاش 25 ملم". وأوضح أنه سيجري أيضا "تعزيز سلاح الطيران في الجيش اللبناني بطائرات القتال القريب "سوبر توكانو" التي تصنعها الولايات المتحدة الأميركية في البرازيل، وسيحصل لبنان على طائرتين منها قبل نهاية العام الجاري". وختم "ملاعب" بأن "زيارات القادة العسكريين الأميركيين للبنان في الفترة الأخيرة هدفت إلى تحديد حاجات الجيش ومتابعة تكتية لسد أي ثغرات". والتقى قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، خلال الأيام القليلة الماضية، قادة عسكريين أميركيين، منهم مدير الوكالة الأميركية للحدّ من المخاطر الأمنية، سكوت جيرابك، وقائد مشاة البحرية في القيادة الوسطى الأميركية، وليام بيدلر، وقائد القوات الجوية في القيادة الوسطى جيسري هاريجيان. فيما زار قائد الجيش اللبناني واشنطن، لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، حيث أجرى مع مسؤولين أميركيين سلسلة لقاءات تناولت الدعم الأميركي للبنان في حربه ضد الإرهاب.
مشاركة :