قصة زواج ملك ليبيا ومصرية من المنيا: كادت أن تُصبح أمًا لولي العهد

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ولد محمد إدريس السنوسي، ملك ليبيا، في جغبوب جنوب شرق طبرق بليبيا، في الثانى عشر من مارس ١٨٩٠، وكان أول ملك لليبيا بعد الاستقلال، وكان والده قائمًا على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا. والتحق إدريس طفلا بالكُتّاب بزاوية الكفرة، وواصل تعليمه على يد العلماء السنوسيين، وفي ١٩٠٢ توفي والده وانتقلت رئاسة الدعوة السنوسية إلى أحمد السنوسي، وصار وصيا على ابن عمه محمد إدريس وقام برعايته. قاد أحمد الشريف السنوسي المجاهدين الليبيين، وبعد هزيمته في معركته ضد الإنجليز في مصر تنازل لابن عمه محمد إدريس السنوسي، واستطاع إدريس القبض على زمام الأمور وأنقذ البلاد من التشرذم والحرب الأهليةوأخذ يشن الغارات على معسكرات الإيطاليين، ودخل في مفاوضات مع إيطاليا «مفاوضات الزوتينية، ثم الرجمة»، وتم الاعتراف به كأمير سنوسي لإدارة الحكم الذاتي، ثم قرر السنوسي الرحيل لمصر، وكلف شقيقه الأصغر محمد الرضا السنوسى وكيلاً عنه في برقة. «بتاريخ 30 نوفمبر، انطلقتُ من اجدابيا ممتطيًا صهوة جوادي وبرفقتي كل من محمد الفزاني والحاج محمد التواتي وعبد الرحمن عزّام، بعدما تركت أخى السيد محمد الرضا مفوضًا عني في برقة وعلى باشا العابدية متصرفًا لاجدابيا، وسلكنا طريق جالو باتجاه سيوة، فأبلغني الملك فؤاد برسالة الموافقة على زيارتي لمصر»، هكذا ذكر «السنوسي» بداية رحلتهُ إلى مصر، وفقًا لما جاء في كتاب «الملك ادريس عاهل ليبيا حياته وعصره»، للكاتب، « ئي . آ . ف . دي كاندول». وأضاف: «استُقبلنا في مصر استقبالاً غاية في الود، وفي الإسكندرية نزلت بفندق (سافوي) القريب من البورصة في وسط المدينة، وبعد 8 أيام تلقيت رسالة بالذهاب إلى القاهرة لمقابلة الملك، فركبت قطار الصباح اليوم التالي متجهًا إلى القاهرة، هُناك التقيت الملك فؤاد وأبدى عدم اعتراضه على إقامتي بمصر». مع السنوات، أصبح «السنوسي» مصري الهوى، حيثُ أقام في القاهرة، أولاً في بيت بشارع خموس باشا، ثم في شارع عمر بن عبد العزيز بحي المنيرة، وأخيرًا في شارع رشدي باشا بحي جاردن سيتي، كما التحق بنادي الجزيرة الرياضي، حيث مارس لعبتي التنس والجولف. كان الملك «السنوسي» يعى الأخطار التى تُهدد الملكية، فظلّت مشكلة ولاية العهد تؤرقه، فاقترح عليه المستر بيلت أن يتبنى الملك ولدًا يصبح بعدها ولى عهده، لكن الملك لم يسترح لذلك الرأى خشية أن يثير الغيرة في نفوس أبناء الأسرة، وحينها وقع الاختيار على السيدة، عالية ابنة نصير السنوسية، أحد ملاك الأراضي المصريين، ليتزوج منها. وفي اليوم التالي، صدرت الصحف القاهرية تحمل صور الحفل التى بدا فيها السيد إدريس أشيب اللحية، عليه مسحة حُزن، وهو يصافح جمال عبد الناصر، الشاهد الرئيس على عقد القران، وكان حينها الملك تخطى 65 عامًا، بينما كانت العروس في سن الثامنة والثلاثين. في تمام الساعة السادسة، مساء الأحد، 5 يونيو 1955، ذهب البكباشي أركان، جمال عبد الناصر، إلى مقر المملكة الليبية المتحدة، ليشهد على قران ملك المملكة الليبية المتحدة، إدريس الأول، ابن السيّد المهدي السنوسي، على الملكة، عالية، ابنة المرحوم عبدالقادر بك لملوم، ابن المرحوم لملوم بك السعدي، عمدة الفوايد. عائلات «لملوم» تمتلك مئات الأفدنة دون أي سلطة للبسطاء والمحتاجين من الفلاحين على الأراضي الزراعية، هو وضع استمر طيلة فترة حكم أسرة محمد علي إلى أن أتت ثورة 23 يوليو 1952، والتي جاء ضمن أهدافها القضاء على الإقطاع. عقد القران الشيخ، عبد الرحمن تاج، شيخ الجامع الأزهر، مقابل مهر 3000 جنيه، ومؤخر صداق 4000 جنيه، وبموافقة الملكة فاطمة زوجة الملك إدريس، وكان في وداع الملكة عالية لدى مغادرتها من القاهرة إلى ليبيا، على اليخت المصري «فخر البحار»، جمال عبد الناصر. كان حفل زواج الملك إدريس السّنوسي عبارة عن تجمع لعدد من الشخصيّات المهمّة دّاخل غرفة بسيطة بمبنى السفارة الليبيّة في القاهرة، وبعد قراءة الفاتحة وزعت على الحاضرين المشروبات والحلويات التي أصر الملك أنّ تكون من حر ماله ولا تُدفع من حساب السفارة. ولم يكد يمُر شهر واحد حتى توفى محمد الرضا، وريث الملك الشرعي، فغدت مشكلة ولاية العهد أكثر إلحاحًا من ذي قبل، وعاد الملك إلى ليبيا بزوجته الجديدة، التى أقام معها في البيضاء، وفي وقت لاحق من العام، سويت مسألة وراثة العرش بتعيين الحسن الرضا، ابن أخ الملك، وهو ثالث أولاد المرحوم محمد الرضا.

مشاركة :