حذارِ من انتحار أطفالكم بسبب لعبة “الحوت الأزرق”.. آخرها طفلة في “الخفجي”

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على الأهل توجيه المراهق للألعاب الجماعية حتى لا يقع فريسة للمتربّصين، حيث لا يكلّ تجار الموت والباحثون عن الأذى من ابتداع الوسائل التي تمكنهم من الإيقاع بفرائسهم وتحقيق غاياتهم… وجاءت الوسيلة الجديدة ابتكارا مناسبا لهم لسهولة إيقاعهم بضحاياهم، وتتمثل في الألعاب الإلكترونية التي غالبا ما تكون نهاياتها وخيمة. فمن لعبة «البوكيمون» التي جرى المراهقون وراءها إلى مواقع شكلت خطرا حقيقيا عليه، إلى لعبة «الحوت الازرق» التي ينتهي معها المراهق في اليوم الخمسين من ممارستها إلى الانتحار، وهذه اللعبة، أحدثت ضجة عالمية بعدما تسببت في انتخار 130 طفلا ومراهقا في روسيا وحدها، وسط تحذيرات كثيرة من السماح للأطفال بممارستها حفاظا على سلامتهم. وكان آخرها محليا، نعىّ الشاعر محمد مريبد العازمي ابنة عمه خلود العازمي التي وافتها المنية بالخفجي عن عمر ناهز الـ12 عامًا بسبب لعبة الحوت الأزرق، ولم يصدر بيان رسمي عن سبب وفاة الطفلة حتى الآن «الحوت الأزرق» لعبة الكترونية موجهة لفئة المراهقين، تلزم من يلعبها بأن يشترك ويتبع التعليمات على مدى 50 يوما، حيث يقوم خلال هذه الفترة الزمنية شخص مجهول من داخل اللعبة بتعيين مجموعة من المهام لابد للمراهق من تأديتها، وفي حالة قرر المشترك الانسحاب من اللعبة يقوم التطبيق نفسه بتهديد اللاعب بنشر صوره الخاصة التي قام بسحبها من هاتفه الجوال، اثناء لعبه، حيث يتم طلب عدة أوامر من اللاعب، بينها مشاهدة أفلام رعب وزيارة اماكن خطرة، الى نهاية الخمسين يوما وفي النهاية يطلب من الشخص الانتحار للفوز بالمباراة النهائية. وقد تناولت صحف ووكالات انباء عالمية خبر «الحوت الازرق» حيث ذكرت وسائل الاعلام الروسية ان ما يقارب من 130 طفلا انتحروا في فترة الستة اشهر الماضية، وبعد ان تم حث الاطفال على استخدام سكين او شفرة حلاقة لقطع شكل الحوت على معصمهم او ساقهم. كما ذكرت الصحف البريطانية ان هناك ثلاث فتيات انتحرن واصيبت اخريات من هذه اللعبة المتداولة التي يمكن إنزالها على الهواتف الذكية. بدوره، قال الخبير والاخصائي في تكنولوجيا المعلومات الدكتور أنور الحربي ان اللعبة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الانستغرام وغيرها، ويتم اللعب فيها مباشرة مع مجاميع يتم تشكيلها وادارتها من قبل مشرف عليها، ويعطي تعليماته لاعضاء القروب التي عادة ما يكونون من الشباب والشابات في سن المراهقة المولعين بالالعاب الالكترونية، وذلك على مدى 50 يوما وبفترات محددة للعب يوميا. واضاف الحربي ان اللعبة تتعلق ببعض الأوامر والتعليمات على مراحل تزيد خطورتها مع المدة وادمان اللاعب على بعض المراحل وشغفه في البداية باكمالها حتى يصل الى مرحلة لا يستطيع ان يترك اللعبة ويكون تحت سيطرة هذا المشرف الذي يعطي اوامره بمشاهدة افلام الرعب وايذاء النفس والادمان الرقمي والاستيقاظ في اوقات غير طبيعية من النوم لتلقي الاوامر بعيدا عن اعين اولياء الامور. واشار الحربي، الى ان المفاجأة والصدمة وصول اللاعب الى المرحلة الاخيرة في اليوم الخمسين من مدة اللعبة حيث يصدر له اوامر بـ «الانتحار» والتي يتلقاها اللاعب المراهق وينفذها دون شعور او وعي. وشدد الحربي على اولياء الامور بضرورة مراقبة ابنائهم المراهقين ومتابعة الالعاب التي تكون في اجهزتهم الذكية، وتوعيتهم بخطر هذه الالعاب الخطرة، متمنيا على اصحاب المحال في الكويت عدم الانجرار وراء هذه اللعبة وتسهيل حصول المراهقين عليها، وخصوصا ان نهايتها مأسوية سواء بالانتحار او الفشل الدراسي والاجتماعي، لافتا إلى ان هذه اللعبة تعطي الحافز للادمان وتقمص الشخصيات العدوانية واثارة المشاكل والمشاجرات التي لا يكون اصحابها في وعي وادراك لما يقومون به، مع سهولة حصول المراهقين على الهواتف الذكية وقضاء وقت طويل خارج البيت وفي غياب رقابة اولياء الامور. ومن الناحية النفسية، أكد أستاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور خضر البارون أن المراهق يحب الإثارة، ويبحث عن كل ما هو جديد ومثير، بالإضافة إلى تقمصه لشخصية البطل في أي لعبة، إلى درجة الوثوق بهذه الشخصية وتنفيذ أوامرها والالتزام بتعليماتها، ضاربا مثلا على ذلك، بلعبة البوكيمون التي جعلت من يلعبها أن يدخل بيوت الناس من دون إذن، وبناء على أوامر من شخصية إلكترونية وهمية. وطالب البارون أولياء الأمور بإشراك أبنائهم المراهقين، بنين وبنات، في الحياة الاجتماعية والأسرية من خلال تكليفهم بمهام تعزز الثقة بأنفسهم وتشغل فراغهم، إضافة إلى التقرب من الأبناء وكسب ودهم برحلات جماعية إلى المرافق الترفيهية وحتى الزيارات الاجتماعية، وإشراكهم في الأندية الرياضية لملء أوقاتهم قدر الإمكان. وعن كيفية مراقبة الأبناء، ذكر البارون أن المراهقين الذين يستخدمون الالعاب الإلكترونية تظهر عليهم بعض الأعراض، مثل قضاء الوقت الطويل في اللعب، ونسيان الأصدقاء، واضطراب النوم عندهم، والتخلف في الدراسة، والانعزال في غرفهم الخاصة أغلب الوقت، وانشغالهم باجهزتهم الإلكترونية والبرامج التي لا يعرف عنها أولياء الامور شيئا.

مشاركة :