26 قتيلا في هجوم على أقباط بجنوب مصر

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مسلحون يستهدفون بالرصاص حافلتين وشاحنة صغيرة كانت تقل أقباطا متجهين إلى دير الأنبا صموئيل في صحراء المنيا.العرب  [نُشر في 2017/05/26]الهجوم جاء بعد شهر ونصف الشهر على اعتداءات ضد كنيستين قبطيتين المنيا (مصر)- قالت مصادر طبية إن 26 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب 26 آخرون في هجوم بالرصاص وقع الجمعة على أقباط في محافظة المنيا بجنوب مصر. وفي وقت سابق قال محافظ المنيا عصام البديوي إن 23 شخصا قتلوا وأصيب 25 آخرون. وقال شهود ومصادر إن مسلحين ملثمين أطلقوا الرصاص على الأقباط خلال توجههم للصلاة في دير (الأنبا صموئيل المعترف) بمنطقة جبل القلمون في الصحراء بغرب المنيا. وأضافوا أن الضحايا كانوا يستقلون حافلتين وشاحنة صغيرة وأن الملثمين أوقفوهم على أول طريق غير ممهد يؤدي إلى الدير وأطلقوا عليهم النار. ويأتي الهجوم بعد شهر ونصف الشهر على اعتداءات ضد كنيستين قبطيتين اوقعت 45 قتيلا وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية. وكان التنظيم قد حذر، في السابق، المسلمين في مصر من الوجود في أماكن تجمعات المسيحيين وكذلك المصالح الحكومية أو في منشآت الجيش والشرطة مشيرا إلى أن الجماعة ستواصل الهجوم على مثل هذه الأهداف. وقال أمير جنود الخلافة في مصر "نحذركم ونشدد عليكم بأن تبتعدوا عن أماكن تجمعات ومصالح النصارى وكذلك أماكن تجمعات الجيش والشرطة وأماكن مصالح الحكومة السياسية منها والاقتصادية وأماكن وجود رعايا دول الغرب الصليبية وانتشارهم ونحوها.. فكل هذه أهداف مشروعة لنا ويسعنا ضربها في أي وقت". وفي الشهر الماضي قتل مهاجمان انتحاريان من الدولة الإسلامية 45 شخصا على الأقل في كنيستين بمدينتي طنطا والإسكندرية في اثنين من أعنف الهجمات التي شهدتها مصر منذ سنوات. ويتزايد استهداف الإسلاميين المتشددين للأقليات الدينية مما يمثل تحديا للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي وعد بحمايتهم من المتطرفين. وبات تنظيم الدولة الإسلامية يضع عينه على أهداف خارج قاعدته في سيناء مما يكثف الضغوط على الحكومة ويضع تحديات جديدة أمام أجهزة الأمن. وعمل التنظيم على استثمار الفوضى والاضطرابات التي شهدتها المنطقة العربية عقب ثورات ما يسمّى بالربيع العربي، ليسيطر على مساحات من الأراضي في سوريا والعراق، ويشن هجمات إرهابية تستهدف الأمن القومي العربي في العديد من الدول التي شهدت تململا وعرفت تحولات كبيرة مثل تونس ومصر. وبخصوص الشأن المصري، فقد شهدت مصر خلال السنوات الست الماضية تناميا في عدد العمليات الإرهابية والتي أخذت مسارات وأشكالا مختلفة عما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير. وتركزت استراتيجية الجماعات الإرهابية في مصر على استهداف قوات الجيش والشرطة بشكل أساسي، وفي هذا الإطار يحذر الخبراء من تنامي استهداف داعش للقوات الأمنية المصرية وملاحقته لهم خارج سيناء في محاولة من التنظيم للتمدد داخل الأراضي المصرية. كما يحاول تنظيم داعش التمدد في عملياته إلى أنحاء أخرى من البلاد وسط إصرار التنظيم على استهداف الأمن المصري، نظرا لما تمثله مصر من حصن ضد التشدد الإسلامي في المنطقة. واعتبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ توليه للرئاسة، أن المتشددين الإسلاميين يشكلون تهديدا وجوديا، لذلك جعل من فرض الأمن أولوية للدولة التي يقطنها أكثر من 90 مليون نسمة والتي ترتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل وتتلقى مساعدات عسكرية كبيرة من واشنطن. ومن شأن وقوع المزيد من الهجمات أن يؤدي إلى تفاقم معاناة قطاع السياحة المتداعي وهو أحد أكبر مصادر العملة الصعبة للبلد الذي يعتمد على الواردات ويعاني شحا في الدولار وبالتالي المزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على الحكومة المصرية.

مشاركة :