سعيد شعبان: الجزائري الفرنسي الذي قاد نادي أنجيه إلى نهائي كأس فرنسا

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يستعد فريق أنجيه المتواضع لخوض نهائي كأس فرنسا لكرة القدم مساء السبت أمام حامل اللقب فريق باريس سان جرمان. ومما يميز هذا النادي أن ملكيته تعود إلى مهاجر جزائري جاء إلى فرنسا في التسعينيات للدراسة قبل العودة إلى بلاده، لكن المغامرة تحولت إلى قصة نجاح في عالم الأعمال وكرة القدم. كلام موزون وخطاب سليم تتخلله بعض العبارات الرياضية الساخنة.. رجل معتدل القامة يقف خلف مكتبه مفكرا في نجاح شاب جزائري جاء يوما من عمق جبال منطقة القبائل إلى باريس معرجا على الجزائر العاصمة، لأجل مزاولة دراسته الجامعية قبل العودة إلى الوطن الحنون. هذا الرجل البالغ من العمر 51 عاما هو سعيد شعبان، وهو مالك ورئيس نادي أنجيه الذي يخوض نهائي كأس فرنسا لكرة القدم مساء السبت أمام باريس سان جرمان ويأمل بدخول التاريخ من بوابة هذا الموعد الرياضي الحاسم في فرنسا. وهذا الرجل الجزائري الفرنسي لا يخفي سعادته "بقيادة أبناء أنجيه إلى ملعب ستاد دو فرانس للمرة الأولى في تاريخه". فريق أنجيه صباح الأربعاء في مركز التدريبات بمجمع "لا بومات"- صورة علاوة مزياني سعيد شعبان شخص طموح يعشق كرة القدم "ككل الجزائريين" على حد قوله، وهو في الوقت ذاته قائد ناجح ورجل أعمال بارز له وزن ثقيل في فرنسا، إذ إن مجموعته الصناعية (كوسنيل) المتخصصة في المنتوجات الزراعية الغذائية تبلغ قيمتها التجارية نحو 100 مليون يورو. السمك الصغير يأكل الكبير؟ وقد استقبلنا شعبان في مقر شركته الواقعة بمدينة لا فيرتي آليه في منطقة لا سارت التي تقععلى مسافة نحو 170 كلم غرب باريس، وتحدث إلينا بقلب صريح وأعين رجل متحمس لفريقه، ويتساءل هل سيتمكن السمك الصغير من أكل السمك الكبير؟ هل سيكون أنجيه، الذي لم يلعب نهائي كأس فرنسا سوى مرة واحدة (في 1957) وخسرها أمام تولوز 6-3، من الفوز على نجوم باريس سان جرمان حامل اللقب؟ ولكن شعبان يريد التركيز على رمزية هذا الموعد الرياضي البارز في تاريخ النادي، وفي حياته الشخصية والمهنية على حد سواء، أكثر من نتيجة المباراة النهائية. فهو يعلم جيدا أن المرشح الكبير لإحراز الكأس هو منافسه الباريسي القوي الثري بالمال والنجوم (كافاني، دي ماريا، دراكسلر، فيراتي، تياغو سيلفا...). اللاعبون جاهزون والجمهور حاضر بقوة - صورة علاوة مزياني ويقول إنه "يتنعم بحلاوة الحدث" في حد ذاته "لأنه حدث نادر" في مسيرته، مفكرا في وقت دخول لاعبي الفريقين إلى الملعب تحت أهازيج 80 ألف شخص، وابن الجزائر والقبائل المتواضع جالس إلى جانب رئيس الجمهورية الفرنسية بصفته رئيس ناد قزم مقارنة بعمالقة كرة القدم المحلية وفي مقدمتهم باريس سان جرمان. رحلة من الجزائر إلى... المجد وصل سعيد شعبان إلى باريس في وقت عسير من تاريخ الجزائر، وهو زمن الاعتداءات الإرهابية التي كانت تنفذها جماعات إسلامية مسلحة، والتي خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى. وصل إلى فرنسا متسلحا بشهادة مهندس متخرج من المدرسة متعددة التقنيات بالحراش شرق العاصمة بنية متابعة دراسته قبل العودة إلى الوطن. ولكن القدر قاده إلى منطقة لا سارت بعد سنوات شاقة من الوظائف المؤقتة رغم أنه يحمل شهادة سامية من مدرسة المناجم بمدينة فونتينبلو في ضواحي باريس الجنوبية. وقال شعبان: "صحيح أن الحياة شاقة ومريرة في بعض الأحيان، إلى أن العزيمة تقودك غالبا إلى كسر الحواجز وفتح الأبواب المغلقة". هذا ما فعله ابن المحامي هذا، فبعد أن كان موظفا بشركة متخصصة بالعمل الزراعي الغذائي، بدأ يعمل لحسابه الشخصي في 1997 قبل أن يؤسس شركته الخاصة في عام 1999. لاعبو أنجيه يستجيبون بفرح كبير لمشجعيهم - صورو علاوة مزياني   واستقر شعبان في منطقة لا سارت مع زوجته، ليدخل إلى رأس مال نادي أنجيه في حزيران/يونيو 2011 بنسبة 10 في المئة قبل أن يصبح مالكا له بنسبة 93 في المئة في كانون الأول/ديسمبر التالي. وانتقلت موازنة النادي من 9 ملايين يورو إلى 26 مليون يورو في ظرف ست سنوات، كما أن الفريق انتقل من الدرجة الثانية إلى فرق النخبة في 2015. وها هو اليوم في نهائي كأس فرنسا! وظل خطاب سعيد شعبان متوازنا واقعيا، معتبرا أن الأرقام الجيدة التي سجلها الرجل كما النادي لا تؤثر في فلسفته بالحياة: الوسطية والاعتدال، والابتعاد عن الجنون والمجازفة. وهو أيضا شديد اللهجة عندما تقتضي الضرورة، لاسيما فيما يتعلق بمستقبل الفريق. فردا على ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن اهتمام رجل الأعمال المصري هشام الخولي بشراء أنجيه، أعرب عن استيائه قائلا: "إن هذا الرجل يشيع أخبارا مغلوطة للرأي العام، ويدعي أنه تقدم بعرض لشراء النادي، وهذا غير صحيح". شبيبة القبائل: فريق القلب وتابع: "اتصلت به وأبلغته بكلام حازم بأن النادي غير معروض للبيع"، مضيفا: "لقد زعم أنه سيجعل من أنجيه فريقا أقوى من تشلسي وأنه سيتعاقد مع كبار اللاعبين العالميين، لكن الجميع أدرك بأن ذلك ثمرة خياله وليست الحقيقة". وختم قائلا مازحا بأن المنافسة الرياضية التاريخية بين الجزائر ومصر تعطي لك رسالة واضحة هي أن جزائريا لن يبيع أبدا فريقه لمصري". وإذا كان رجل الأعمال الجزائري الفرنسي محبا لناديه، فهو في الوقت ذاته يحن لفريق قلبه، فريق صغره ومنطقته: شبيبة القبائل، أكثر الأندية الجزائرية تتويجا بالألقاب الوطنية والأفريقية. "إنه سفير القبائل في أي زمان ومكان، والناطق باسم هويتنا وثقافتنا.. فأنا وفي لهذا الفريق رغم أنه لم يعد يكسب الألقاب كما في الماضي" (فهو ينافس لأجل البقاء ضمن فرق النخبة).    علاوة مزياني نشرت في : 26/05/2017

مشاركة :