يسلط مسلسل درامي ضخم يعرض في شهر رمضان، بدءاً من نهاية الاسبوع الحالي، الضوء على العناصر النسائية في تنظيم الدولة الاسلامية «داعش»: نساء يجنّدن، يتدرّبن ويقاتلن، يفرضن أحكاما مشدّدة، ويفجّرن أنفسهنّ. وللمرة الأولى في العالم العربي، يصور عمل تلفزيوني على مدى شهر وبتكلفة بلغت أكثر من عشرة ملايين دولار، تفاصيل الحياة اليومية في ظل «دولة الخلافة»، مستمداً أحداثه من قصص واقعية. وسيُبث المسلسل على قناة «ام بي سي» التي تتخذ في دبي مقرا. في قرية يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، تقوم جدة منقبة مع حفيدتها ببيع الأواني الزجاجية، وتدخل مجموعة من النساء المسلحات الى المتجر لتدقيق ما يتم بيعه، وفق مشهد من إحدى حلقات مسلسل «غرابيب سود» حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها. وتنتمي النساء المسلحات بمسدسات ورشاشات الى «الحسبة»، الشرطة في التنظيم المتطرف، المكلفة التحقق من تطبيق القوانين الصارمة التي يفرضها الجهاديون في مناطق سيطرتهم في سوريا والعراق. حاجز أمني تلاحظ قائدة الدورية ان الاواني تحمل صور حيوانات، فتطلب من الجدة عدم بيعها بحجة انها «حرام». ترفض العجوز، وتتمسك ببيعها، رغم مطالبة حفيدتها لها بان تنصاع الى الامر. وفجأة، تسحب قائدة المجموعة المسلحة، «أم الحارث»، مسدسها، وتطلق النار على الجدة فتصيبها برأسها وترديها، ثم تغادر المتجر. وعند حاجز امني في أحد شوارع القرية، تقوم نساء «الحسبة» بتفتيش المارات. وتسأل احداهن امرأة منتقبة عن سبب عدم وضعها قفازين في يديها، بينما تعدد اخرى الممنوعات: «الهواتف النقالة مدخل الشيطان»، «العطور مدخل الزنا»، و«أدوات التجميل مدخل المنكر». قصص حقيقية وستعرض مجموعة ام بي سي مسلسل «غرابيب سود» في أوقات الذروة في رمضان، لينافس عشرات المسلسلات العربية التي تتسابق على جذب الملايين من الصائمين. والعمل الدرامي من إنتاج شركة «او ثري» التابعة للمجموعة السعودية. ويقول المتحدث باسم «ام بي سي» مازن حايك إن فريق الكتابة والاعداد اجرى «أبحاثا طويلة»، وإن تحضير العمل «تطلّب اكثر من سنة، والتصوير استغرق أكثر من ستة اشهر». ويضيف «أردنا قصصا حقيقية مؤثرة تلامس وجدان الناس وتعكس الصورة البشعة للارهاب (…) وللطرق التي يعتمدها». وصورت معظم حلقات «غرابيب سود» في لبنان، وتشارك فيه مجموعة من الممثلين من دول عربية عدة. وبالنسبة الى المدير العام للشركة المنتجة فادي اسماعيل، فإن «المشاهد الجاذبة والصادمة» في المسلسل «قد تعجب المشاهد او قد ينفر منها، لكنه لن يستطيع ان يشيح بنظره عنها»، ويتابع «انها الدراما في اقوى ما يمكن ان تعطيه للمشاهد». الرصاص أسرع ويتناول «غرابيب سود» أيضا مسألة تجنيد الاطفال. في أحد المشاهد، يظهر ثلاثة اطفال وهم يحملون أسلحة رشاشة وقد تمددوا على بطونهم فوق ارض ترابية وخلفهم ثلاثة رجال من عناصر تنظيم «داعش» يراقبون. لكن الاطفال لا يتدربون على أهداف ثابتة، بل يحاولون إصابة مجموعة من سجناء التنظيم وهم يركضون يمينا ويسارا بين سواتر ترابية وبراميل زرقاء للاحتماء من الرصاص المتطاير، فمنهم من يصاب في الرأس، ومنهم من يصاب في القدم فيقع على الارض ويصبح هدفا سهلا لطلقات رصاص إضافية. ويقول رجل مسلح للاطفال الثلاثة «الرصاص اسرع منهم، حاولوا اصابتهم قبل ان يفلتوا منكم»، ثم يتوجه الى واحد من الاطفال بالقول «بقيت لك اصابتان ثم تذهب لمقابلة والدتك». ويقول المنتج المنفذ للمسلسل عامر الصباح إن المسلسل «كان واحدا من أصعب الاعمال التي نفذناها بسبب خصوصيته». (دبي- أ ف ب)
مشاركة :