يعتبر السيد سعود يوسف سعود البدر (١٩١٢ ـــ ١٩٩٤) أول موظف كويتي يعمل في شركة نفط الكويت منذ عام ١٩٣٦ لغاية عام ١٩٥٣ (بموجب كتاب الشركة بتاريخ 10 ــ 6 ــ 1996)، وكانت بدايته في حقل بحرة النفطي، ثم انتقل للعمل في حقل برقان بعد توقف مؤقت للشركة، بسبب الحرب العالمية الثانية. وقد وفرت الشركة للسيد البدر سكناً خاصاً في مدينة الأحمدي، وكان يزور أسرته أثناء عطلة نهاية الأسبوع فقط. وقد عمل السيد البدر مع مجموعة من أهل الكويت في المجال النفطي، منذ بداية العمل في حقول الحفر والإنتاج في العقد الثالث من القرن الماضي، في ظروف مناخية قاسية وصعوبة المواصلات والاتصالات وشظف العيش. فقد نذر هؤلاء الكادحون من أهل الكويت أنفسهم لخدمة وطنهم ورفاهية شعبهم. وقد انتقل السيد البدر بعد ذلك إلى العمل في إدارة الجمارك والموانئ في الشويخ من عام ١٩٥٣ إلى ١٩٧٠. وكان السيد سعود البدر قد عمل في بداية حياته العملية في التجاره بين الكويت والهند. وقد تعرضت سفينتهم إلى الغرق في رحلة العودة في مياه الخليج العربي، وكتب الله له النجاة من هذه الحادثة، ولجأ مع زملائه إلى الساحل الإيراني، حيث مكثوا هناك بضعة أيام، لحين توفر سفينة أوصلتهم إلى الكويت. وكان ذلك حوالي عام ١٩٣٤. وهكذا قضى السيد سعود البدر حياته عصامياً كادحاً مستقيماً، وذا معرفة بأنساب أهل الكويت. عمل بجد وإخلاص لخدمة وطنه بهذا المصدر الرئيسي للثروة في بلاده. نتمنى لهذا الجيل أن يتخذ من هذه النماذج المشرفة من رجالات الكويت الأوفياء قدوة في عملهم لرفعة وطنهم ورفاه أمتهم. في الختام، نتساءل: ألا يستحق هؤلاء الرجال الأوائل من أهل الكويت التكريم وإطلاق الدولة أسماءهم على بعض الشوارع والمرافق لتخليد ذكراهم؟ ألا ينتبه المسؤولون في وزارة النفط وشركاتها إلى موظفيهم الأوائل وتكريمهم في احتفالاتهم ومعارضهم السنوية؟ نرجو ذلك، وكلنا أمل بالإجابة والتجاوب.. والله الموفق.محمد سعود البدر** سفير سابق