استطلاع: آمنة الكتبي، جمعة النعيمي، هزاع أبوالريش تطورت في الآونة الأخيرة أساليب ظاهرة التسول، حيث يبتكر أصحابها طرقاً جديدة كاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية في طلب المساعدات المالية لتجاوز حالة الفقر أو لإعالة أسرة فقيرة ومحتاجة، أو لجمع تبرعات لمرضى أو أناس مسجونين أو أطفال أيتام، وبحسابات وهمية وأرقام هواتف غير حقيقية، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وفي رمضان تستغل تلك الفئات المشاعر الدينية خلال الشهر الكريم لجذب تعاطف أفراد المجتمع بطرق احترافية عالية وأساليب مبتكرة، حيث يتواكب مع ذلك سرد قصص ووقائع لا تمت بصلة إلى الواقع أو عرض تقارير طبية مزيفة، ليثبت أصحابها -زوراً- أنهم يعانون فاقة العيش والفقر والجوع، أو أنهم يعيلون أسراً كبيرة، أو أنهم مصابون بأمراض خطيرة ومزمنة تتطلب مالاً كثيراً. وبالرغم مما تبذله الجهات الأمنية وأفراد المجتمع الإماراتي من جهود كبيرة للحد من ظاهرة التسول من خلال حملات التوعية المكثفة عبر قنوات الإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن أصحاب هذه المهنة التي تدر أموالاً ضخمة، حريصون على تطوير وسائلهم واستخدام كل ما من شأنه الإبقاء على هذه المهنة غير الشرعية التي تتنافى مع جاء في كتاب الله والسنة النبوية. وأعرب الكثيرون عن استيائهم من أفعال هذه الفئة الضالة لحصد أموال الناس بغير وجه حق، والتلاعب بالمشاعر الإنسانية، متجاهلة السبل القويمة التي يسلكها المجتمع لتقديم العون للمحتاجين بشكل كريم، وطالبوا بتشديد العقوبات على من يرتكب هذه السلوكيات المخالفة للقانون والتي تنهي عنها الشريعة الإسلامية. واعتبر عدد من المواطنين أن ظاهرة التسول تؤرق المجتمع في شهر رمضان، رغم أن الجهات الخيرية تقوم بواجبها خير قيام، وتقدم يد العون والمساعدة لكل محتاج، مبينين أن المتسولين يبتكرون أساليب جديدة كل عام، ويعرضون أطفالهم الرضع لأشعة الشمس الحارقة في سبيل الحصول على الأموال، ويمارسون حيلاً وأساليب كثيرة، كالعاهات المصطنعة والقصص والأكاذيب. تقول المواطنة أروى هزاع: «تنشط مهنة التسول في شهر رمضان المبارك من كل عام، بشكل كبير جداً وملحوظ، ويستغل فيها الأطفال والنساء لإثارة شفقة المواطنين واستعطافهم كحيلة للحصول على المال بعد سرد قصصهم وحكاياتهم المحزنة». وأضافت «تبذل مختلف الجهات الأمنية والمجتمعية جهداً مضاعفاً للحد من هذه الظاهرة عبر الحملات المكثفة وحملات التوعية في المساجد ووسائل الإعلام والندوات وغيرها، إلا أن محترفيها حريصون على تنويع أساليبهم باستمرار، باحثين عن وسائل جديدة للحصول على الأموال، ومستخدمين كل الوسائل المعتادة والحديثة لاستعطاف الأشخاص». استدرار عواطف الصائمين وقالت المواطنة مها محمد: «رغم أن التسول مشهد متواصل على مدار أيام العام، إلا أنه يتحول إلى ظاهرة تزداد في شهر رمضان المبارك، استغلالاً لميل الناس إلى الإكثار من فعل الخير تقرباً إلى الله، واعتبار كثير منهم أنه موسم لإخراج الزكاة والصدقات، حيث يعمد متسولون إلى استدرار عواطف الصائمين». ... المزيد
مشاركة :