السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: رمضان قد أقبل علينا، فكيف نستقبله؟ وما هي واجباتنا حتى نستقبله استقبالاً جيداً بحيث نكسب الروحانيات ولذة العبادة من بداية الشهر لآخره؟! وجزاكم الله خيراً. الإجابــة فقد كان السلف يفرغون من صيام رمضان ويمكثون ستة أشهر يسألون الله أن يتقبل منهم رمضان، فإذا بقيت لشهر الصيام ستة أشهر أخذوا يسألون الله أن يبلغهم رمضان، وكانوا يدركون فضل وأثر الصيام فكانوا يكثرون من التطوع أثناء الصيام، وكان الإمام النووي وطائفة من الكرام يسردون الصيام، وكان قائلهم يقول: (بئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان)، أجل لقد كانوا ربانيين لا رمضانيين، فإن الله تبارك وتعالى ينبغي أن يطاع في رمضان وفي شعبان وفي سائر الأشهر والأيام، وقد قال تبارك وتعالى في كتابه: (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) [الحجر:99]. وإذا استعد الناس لشهر الصيام بالمأكولات والمشروبات والفحش والبرامج المنكرات فليكن استعدادك لاستقبال شهر الصوم بتوبة لله نصوح وبحرص على محاسبة النفس ومجاهدتها. وإذا صمت لله فصم صيام مودع يظن أنه لا يعود للصيام أبداً، واعلم أن المؤمن يموت بين حسنتين، بين حسنة قدمها يجد برها وأجرها، وبين حسنة أخرها سوف يندم عليها. واعلم أن السلف كانوا إذا بلغهم الله رمضان يعطرونه بأريج القرآن، وقدوتهم في ذلك المبعوث من عدنان الذي كان جبريل يدارسه القرآن. وإذا كان المسلم مطالب بطاعة الله في سائر الأوقات فإن عليه أن يضاعف مجهوده في المواسم الفاضلة، والتي من أهمها شهر الصيام، ولا شك أن صيام شعبان وعمارته بطاعة الرحمن هو خير ما ندخل به على شهر الصيام. ولا يخفى عليك أن الاستعداد يبدأ بالنية الصالحة منذ هذه اللحظة، فإذا بلغنا الكريم بفضله رمضان حوّلنا نياتنا إلى أعمال وطاعات وإن انخرمت بنا أيام العمر قبل حلول شهر القرآن فعند ذلك تكون نياتنا خير لنا من أعمالنا، ولا يزال المسلم بخير ما عمل الخير ونوى الخير. وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على حرص على الخيرات، وهذه دعوة لك ولأنفسنا بضرورة أن تجتهد في الأعمال الصالحة ابتداءً من الآن. نسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على صيامه والقيام. وبالله التوفيق والسداد.;
مشاركة :