بيروت: هناء توبي يعرض مسلسل «بلحظة»، خلال السباق الرمضاني، ويلتقي المشاهد ضمن أحداثه مع نخبة من الممثلين والممثلات والعاملين خلف الكواليس، إلى جانب مخرجه أسامة الحمد، وكاتبته نادين جابر، ومنتجته بشرى الخياط، الذين يسعون جميعاً ليتصدّر عملهم نسبة عالية من مشاهدة الجمهور.حسب قول الكاتبة نادين جابر، فإن خطوط المسلسل تدور حول الثأر والعلاقات الإنسانية، وهو اجتماعي بالدرجة الأولى، يتناول قصة عائلتين غنيتين يمتلكان سلطة كبيرة، لكنهما يقومان بأعمال مشبوهة، وتتداخل المصالح والنفوذ، وتظهر في الشخصيات صفات الجشع والقوة والضعف، ويقترح كبير العائلات أن يتوقف مسلسل الثأر والدم عبر المصاهرة بين العائلتين دون الأخذ في الاعتبار خيارات العروسين أنفسهما، فيتحول هذا الحل إلى فتيل صراع من جديد.يرى المخرج أسامة الحمد المنهمك في تصوير مشاهد العمل، واستخدام التقنيات العالية الجودة، واختيار الأماكن المناسبة ضمن المناطق اللبنانية، أن أحداث العمل ستصل إلى 60 حلقة.ويعلق الحمد، قائلاً: «المسلسل واقعي بامتياز، والثأر حالة تتكرر داخل المجتمعات اللبنانية في الآونة الأخيرة، وبين العائلات التي تخوض الأعمال المشبوهة، لكن لا يمكن إسقاطه على منطقة ما دون أخرى، وهو لا يعكس حالة محددة، لكنه يحكي الأحداث وفق سياقها الذي تحدث فيه».ويتابع: «فريق العمل على أتم الجاهزية والتجاوب، مع تسارع وتيرة التصوير، ونسعى جميعاً لنكون شركاء في النجاح، فأنا كمخرج ومدرب تمثيل أقرأ النص جيداً وأتفاعل وأتماهى مع الشخصيات؛ لأرسم مؤشراته الحسية والبصرية والدرامية، وأخرج الطاقات الكامنة لدى كل ممثل ليتفاعل مع دوره، وهم أكفاء؛ لأن العمل يتطلب مهاراتهم التمثيلية حيث يتمحور حول «اللحظة» التي تغيّر الإنسان وتظهر كوامنه،». تشويق الممثلون المشاركون في العمل وأبرزهم كارمن لبُس، زياد برجي، يوسف حداد، ألسا زغيب، روان طحطوح، نيكولا مزهر، سينتيا خليفة، وغيرهم، يجمعون على أن العمل مشوق، وكلهم خلال التصوير في حالة تحمس وانتظار لتأدية أدوارهم بحرفية وصدق.تجسد كارمن لُبس شخصية «ربى»، التي تقول عنها: «هي الرأس الفعلي لعائلة «ديب» صاحبة النفوذ الواسع والسلطة المطلقة في منطقتها، امرأة متسلطة ومستبدة، يتوفى زوجها وتصبح رجل العائلة وكبيرها، لا تسمح للآخرين بالنظر إليها كامرأة، فكل همّها أن تحافظ على العائلة ضمن مفهوم الغاية تبرر الوسيلة، لا تسمح لعاطفتها كأُمّ بأن تظهر، بل تقوم بما هو واجب لحماية المصالح فقط، الأمر الذي يؤذي أولادها ويدمرهم، ويؤرجحها بين التعالي والضعف». زياد برجي يُشارك في العمل من خلال شخصية «سيف» وأغنية شارة المسلسل التي لحنّها، وهي من كلمات الشاعر أحمد ماضي، ويقول برجي: أن «سيف» لا يشعر بالانتماء العائلي مطلقاً، الأمر الذي يدفعه للهروب والسفر خارج البلاد، لكنه يعود إلى لبنان؛ لحضور زفاف شقيقه الذي يُقتل ويجبر على البقاء وسط عائلته والزواج من امرأة أخيه وفق عادات العائلة التي لا يتقبلها في الأساس، لكنه يتماشى معها بنيّة تصحيح مسار الأمور، ووضعها في نصابها الحقيقي، فهو شاب منطقي يؤمن بالحب والخير، لكن محيطه ضده ويحمّله الكثير. وعن شارة المسلسل يقول إنها أغنية رائعة من كلمات الشاعر أحمد ماضي، وفي مطلعها «بلحظة بتتغيّر حياتك بيقسى الطفل اللّي جواتك إنت كأنك مش إنت بتضيع بوجع حكاياتك». شخصيات متناقضة يؤدي الدنجوان يوسف حداد دور «جلال» الذي يستغل النساء ويسرق أموالهن وأحلامهن، ويقول: «هذه الشخصية بعيدة عني تماماً، لكني تماهيت معها لأن «الدنجوان جلال» الوصولي والانتهازي والاستغلالي يمر بظروف خاصة تجعله كذلك، نتعرف إليها ضمن سياق الأحداث، وعبر انفعالات الشخصية في تعاملها مع الآخرين».وتجسد ألسا زغيب شخصية «تالا» ابنة «ربى» التي تؤديها كارمن لُبس، وشقيقة «سيف» (زياد برجي)، وكونها من العائلة التي تطالب بثأر زوجها المقتول وأماً لطفل صغير وأرملة، فإنها تحمل صفات متناقضة، وعندما تصبح «فلك» (تؤديها روان طحطوح) شقيقة القاتل زوجة لشقيقها تشعر بالكره تجاهها، وتعتبرها عدوة لها وتسعى لتحويل حياتها إلى جحيم، لكن «فلك» الضحية تعمل لتبديل مشاعرها، فيتغير سياق الأحداث وتلبس «تالا» ثوباً جديداً من الإنسانية، خاصة أن والدتها قاسية وعلاقتها معها مبنية على الخوف منها، وهي تحتاج لدعم شقيقها الإنساني والمعنوي والعقلاني، وأكدت ألسا قائلة: «هذه الشخصية مركبة وإظهار تناقضاتها ليس عملاً سهلاً لكنه ممتع». وكشفت روان طحطوح أنها تؤدي دور الأرملة في شهر عسلها، «فلك» تدخل رغماً عنها حياة عائلة تكرهها، لكنها وجدت فيها حلاً عشائرياً لشلالات الدم بين العائلتين. ومأساتها لا تنتهي عند الزواج القسري، بل تستمر وتتصاعد لتجد نفسها أرملة، وتتزوج من شقيق زوجها المتوفي، وهي تعكس معاني الإنسانية في ملائكيتها وسعيها إلى الخير، وبحثها عن الفرح والسعادة، وسط الخيبة والحقد. ثنائيات رائعة تسجل سينتيا خليفة عودة مغايرة بعد سُباعية «الخلخال»؛ حيث غلبت القساوة على شخصيتها، عبر مشاركتها في مسلسل «بلحظة»، وتقول هذه بطولتي الأولى، وأشعر بالمسؤولية الكبيرة تجاه شخصية «نايا» التي أُجسدها، ولمست انسجاماً كبيراً في ثنائيتي مع زياد برجي «سيف»؛ حيث نعيش الحب والرومانسية وسط أجواء مشحونة بالحقد والغضب والثأر، ونظهر للعالم أن الإنسان مفطور على الحب والخير، وتتابع: «نايا، تعمل في شركة إعلانات ومخطوبة وتتحضر للزواج، لكنها تكتشف أن خطيبها يخونها، فتحقد على الرجال لكنها تلتقي «بسيف» الذي يحبها فتبادله الغرام، ثم يواجهان صعوبات كثيرة يتصديان لها، لكنهما لا يعرفان إن كانت علاقتهما ستتكلل بالزواج أم ستغلبهما الظروف، إلاّ من خلال تصاعد الأحداث التي أدعو المشاهدين لمتابعتها».وختم مزهر بالقول إن العمل رائع، والقصة مشوقة، والثنائيات رائعة وجاذبة، ومن الممتع مشاهدته خلال السباق الرمضاني.
مشاركة :