(أحب دائماً أن يقول لي الناس إنك لا تستطيع أن تفعل ذلك، لأنهم كلما يقولون لي ذلك، أعمل بجدارة)، تلك كلمات النجاح والكفاح التي تفوه بها ضيفنا اليوم، الذي تعب كثيراً خلال مشواره التدريبي، واثبت انه يملك الكثير من التحدي والصبر وقبل هذا وذاك مؤمن بأن التوفيق من عند الله عز وجل. ضيفنا من (تونس الخضراء) صاحب الـ(40 عاماً) ذو الفكر التدريبي في عالم كرة القدم المتطور والحديث، يملك الحب والولاء لكل ناد يقوده. المدير الفني السابق لكل من (الفتح وهجر والفتح والرائد) ناصيف البياوي، وضع بصمته الفنية المميزة والجميلة في كل ناد قاده، وآخرها مع الرائد الذي استلمه (منهار) ونجح في إعادة صياغته من جديد ووضع حجر الأساس من الألف إلى الياء، إلى أن انتهى الموسم ورائد التحدي بالمركز الخامس. ناصيف سرد لـ(النادي) قصة عدم تجديد عقده مع الرائد، موضحا بأن (المدارس الفرنسية) هي السبب في حرمانه من القصيم و(المقلوبة) وطيبة الشعب هناك.. مقيماً تجاربه التدريبية، نافيا تحديد وجهته القادمة.. فإليكم تفاصيل الحوار: * الكل يتساءل عن الحقيقة الكاملة حول رحيلك من نادي الرائد بصورة مفاجئة؟ توقعت أن يكون هذا السؤال الأول من خلال ثنايا اللقاء، على الرغم من اني سبق وأن وضحت بشكل مقتضب، لكن سأسرد لكم القصة الحقيقية التي منعتني من اكمال مشواري في (رائد التحدي) والإصرار والعزيمة والروح القتالية التي بداخل لاعبيه الشجعان. *أراك تتغزل في لاعبي الرائد وكأنك لم تتركهم وتتخلى عنهم بالموسم المقبل؟ دوماً ما تكون الظروف أقوى من الإنسان، وأقسم بالله لولا هذه الظروف لكنت أجهز المعسكر الخارجي وكافة احتياجات ومتطلبات الفريق الآن مع إدارة النادي، لكن لعلها خيرة لي ولكافة الأخوان الأحباء في إدارة نادي الرائد بقيادة الحبيب عبدالعزيز التويجري. *عفواً.. لا تتهرب من إجابة أول سؤال.. لماذا (هربت) أو رحلت؟ ليس ناصيف البياوي من (يهرب)، أنا شجاع ودوماً أواجه الحقيقة وأكره الخداع والطعن في الظهر، الظروف أقوى مني، وسوف أكون معك صريحا للغاية.. لا توجد أي أسباب (خلاف) أو أشياء أخرى حدثت بيني وبين الإدارة كما قام بعض (المتمصدرين) بتحريف وتأويل قصص (على هواهم) ليقوموا بغرس أزمة وفجوة بيني وبينهم، الحمد لله الأمور طيبة ، وكل ما في الحكاية أتمنى من الله أن يرزقني بقيادة فريق تحتضن منطقته أو مدينته (مدارس فرنسية) وأتمنى من ربي أن يوفقني في ذلك، كون ظروفي العائلية تسببت في إبعادي عن الرائد، لذلك قررت الرحيل لعدم تواجد مدارس في بريدة. *هل يجعلك العذر الذي تفوهت به تترك قيادة نادٍ كبير مثل الرائد؟ طبعاً، ولم لا يكون ذلك، يا أخوي أديب مستقبل أولادي أهم من حياتي ونفسي وعملي الذي أحبه وأعشقه حد الجنون، (العلم نور والجهل ظلام). اشاعات نهاية الموسم *ما ردك على من قال بأنك قمت برفع قيمتك المالية على إدارة الرائد بعد المستويات والمركز الممتاز الذي تربع به الفريق هذا الموسم؟ ذكرت لك بأن هناك من يعشق التأويل والتهويل ونشر الإشاعات والخزعبلات التي تحدث بكل نهاية موسم، ولأرد على سؤالك ولكل من قال بأنني تركت الرائد بسبب المال أقول له: يا سيد منك له، المال آخر اهتمامي، ويقينا مني بأن الأرزاق بيد الله والأهم بالنسبة لي شخصياً خلال مشواري التدريبي اكتساب أكثر خبرة وتجربة قبل أي شيء آخر. .. لماذا تنرفزت؟ لأنني لا أتحمل (الظلم) من بعض الناس وبكل صراحة أقولها هناك (من يهرف بما لا يعرف)، ولن أحدد أسماء لأنني تعودت على ذلك، ولا أقول غير (سامحكم الله) وربي سبحانه وتعالى وحده يعلم بالحقيقة. تحد وطموح *صف لنا تجربتك مع الرائد ؟ تجربتي مع الرائد كانت رائعة جداً بكل ما تحمل الكلمة من معنى استفدت منها على كل الأصعدة، فمن الناحية الفنية كانت إضافة كبيرة لي من حيث التجربة في التعامل مع الخصال الفنية المختلفة للاعبين وشخصياتهم، كما تعلمت من اللاعبين روح تحد إضافية ونتج عن تعاملي معهم تطور على مستوى القناعات الفنية والتعامل مع مختلف مجريات المباريات والظروف، واكتسبت مستوى أعلى في القدرة على تحمل الضغط الجماهيري وضغط النتائج، وكسبت معرفة رجال على مستوى عالٍ من الرفعة و الاحترام والإيجابية. *كيف استطعت أن تحقيق المركز الخامس بفريق استلمته ولا يوجد فيه سوى 6 لاعبين فقط؟ تحقيق أي نتائج إيجابية لا يعود لشخص واحد هو ثمرة مجهود جماعي الأساس فيه إدارة النادي على رأسهم الرئيس عبد العزيز التويجري وكل الإخوان الذين ساندوه ثم مجهود اللاعبين الأبطال دون استنقاص من الأثر الممتاز لمساندة جماهير رائد التحدي نسبة مساهمة الجهاز الفني فهي في نظري تكميلية ليس لها قيمة أمام البقية. *هل صحيح أنك لم توقع الموسم الماضي عقد مع الإدارة الرائدية؟ مسألة توقيع العقد لا قيمة لها عندما يكون هناك التزام أدبي وأخلاقي بين الطرفين ولما يجمعهم خصوصاً تحد وطموح لا حدود له. إقالة واستقالة *هل توقعت الإقالة في بداية الموسم بعد المستوى المتوسط؟ لا لم أتوقع الإقالة أبداً لأنني كنت أعمل مع رجل راقٍ جداً، وخبير وفاهم اسمه عبدالعزيز التويجري وتاريخه كرئيس لنادٍ يكاد يكون خاليا من إقالات المدربين الذين عملوا معه قبلي خلال فترة رئاسته السابقة. *ما هي حقيقة استقالتك بعد مواجهة الوحدة بمكة؟ كانت مجرد فكرة في الرحيل لتخفيف الضغط الجماهيري على الإدارة واللاعبين وكذلك من بعض الأطراف الذي شعرت بها تسقط تجاه إدارة النادي بسببي كلما تعثر الفريق، وبطبعي لا أسمح أن أكون عبئا ثقيلا على أحد. تأثرنا بالغيابات *حدثنا عن أسباب خسائر الرائد في مباريات كان الاقرب الى الفوز فيها؟ أغلب الهزائم التي تعرض لها الفريق كان منها 8 من الفرق الأربعة الأولى في الدوري (الهلال، الأهلي، الاتحاد، النصر) باقي هزائم الفريق ٦ منها ٢ والفريق مطرود منه لاعب وبطاقة حمراء أثناء مباراة الوحدة الدور الثاني بمكة رغم أننا كنّا متقدمين في النتيجة، والخسارة امام الباطن في الدور الأول تعود الى الملعب الاصطناعي والطرد والفريق أساساً لعب المباراة بسبع غيابات أساسية، والجميع يعرف النقص العددي الذي عانينا منه طيلة الموسم وامام القادسية كذلك في الدور الأول تواجدت عدة غياب لأعمدة الدفاع وغيابات مؤثرة أخرى، ومباراة التعاون في الدور الأول الكل يتذكر أننا خسرنا مجهود بانجورا هداف الفريق بعد ١٠ دقائق من بدايتها بسبب الإصابة وقدمنا فيها مستوى محترما كدنا نرجع في النتيجة في أكثر من مرة، ورغم كل هذه الهزائم خصوصا في الدور الأول فإننا عوضناها في الدور الثاني ولم يستطع أي منافس مباشر لنا أن يهزمنا مرتين. *لماذا لم تستطع أن تكسب الفرق الكبيرة؟ لو رجعنا للمواجهات مع الفرق الكبيرة لوجدت أننا قدمنا مستويات كبيرة خاصة في مواجهة الاتحاد والهلال والأهلي بالدور الأول لم نخسر إلا بفرق هدف. *ما حقيقة الخلافات التي حدثت في منتصف الموسم؟ لم يكن بيني وبين أي طرف اختلاف في وجهات النظر واستغرب من هذا الكلام نحن في منظومة احترافية كل واحد له مجاله ومساحات عمله يحترمها ولا يدخل في شغل الثاني، وفي النهاية العبرة بالخواتيم والاختلاف يستحيل يحقق لك نتائج تاريخية تكون مؤهلة لدوري أبطال آسيا. ضغط جماهيري *ذكرت في تصريح سابق أن سبب تعاقد الرائد معك لأنك كسبت المنافس التقليدي الموسم قبل الماضي مع الفتح في الدوري مرتين؟ للأسف الشديد دائماً وأبداً يقع تأويل بعض الكلام بطريقة غيرة مقبولة خصوصاً عندما يكون الموضوع ذا حساسية قصوى، حيث كان المقصد من تصريحي أن تعاقد الرائد معي صاحبه حالة تفاؤل لدى الجماهير لأنهم يَرَوْن أنني محظوظ أمام غريمهم التقليدي التعاون وكان تصريحا تلقائيا وعفويا جداً بأسلوب مرح. *ماذا استفدت من تجربتك مع الرائد؟ أهم شيء استفدت منه في القصيم هو القدرة على تحمل الضغط الجماهيري، فجماهير الرائد تشكل ضغطا كبيرا، ومنحني الرائد الفرصة في إثبات نفسي أكثر. * من أكثر شخص وقف معك في الموسم الماضي؟ يا كثرهم، من وقفوا معي وكانوا خير سند لي في الموسم الماضي بداية رئيس النادي عبدالعزيز التويجري ثم عبد الله السبيعي دون هضم حق كامل الجهازين الفني والطبي وعمال النادي. *كيف كانت علاقتك مع جماهير الرائد؟ جمهور الرائد قصة حب واحترام وتقدير بيننا ستبقى معي للنهاية فهم جزء من تاريخي، ومثلما يقولون في بريدة دوماً (أنا أفداكم). *كيف استطعت أن تعيش بالقصيم دون عائلتك؟ في القصيم تستطيع أن تعيش بكل هدوء وبساطة ومن المستحيل أن تحس نفسك غريبا وسط أهلها فهم طيبون ولا يتركونك تشعر بالغربة والتجربة كانت مميزة في حياتي. عروض وتجارب *صف لنا تجربتك مع أندية هجر والفتح والرائد كمدير للجهاز الفني؟ لكل نادٍ عملت معه بيئته وظروفه الخاصة، وكنت فعلاً محظوظا أن الثلاث محطات كانت ناجحة والنتائج التي حققتها معها تٌسجل في سيرتي الذاتية. *أين سوف نشاهد البياوي الموسم المقبل بالدوري السعودي أم القطري؟ حتى الآن لم أحسم مسألة وجهتي القادمة، وموكل أمري لله والخيرة فيما سيختاره المولى لي، ولم تستقر الأمور قد يكون هنا وقد يكون هناك. * ما ردك على الاحاديث بأن أحد الأندية القطرية قدم لك عرضاً مغرياً وأنت على رأس العمل في نادي الرائد لكنك رفضت التفاوض حتى ينتهي الموسم؟ غير صحيح لم يتقدم أي ناد لمفاوضتي وأنا مع الرائد، لأنني رجل احترم النادي الذي ارتدي شعاره، ولست (صغيراً أو جاهلاً) حتى أقبل على نفسي ذلك التصرف غير اللائق، وكنت محترما شعار الرائد وإدارته وجماهيره ولاعبيه حتى انتهى الموسم ورحلت باتفاق وبتراضٍ بين الطرفين.
مشاركة :