أكد عدد من الأطباء وخبراء التغذية أن العام الأول لصوم الطفل يرتبط بعدد من الأشياء الهامة التي يجب الحرص عليها وفي مقدّمتها حالته الصحيّة والجسدية والقدرة على تحمّل الصيام، موضحين أن صوم الطفل يتعلق بالمرحلة العمرية التي يمر بها. وقالوا لـ الراية إنه في حال صيام الأطفال فإنه يتعين على الأهل الاهتمام بوجبتي السحور والإفطار، وتوفير الكمية اللازمة من السوائل للطفل الصائم، مع تدريبه وتعويده على العادات الغذائية الصحيّة والتدرج في عدد ساعات الصوم حتى يعتاد الطفل على الصوم، موضّحين أن أفضل سن للصوم هو سن العاشرة من العمر وأنه ما دون ذلك فإنه ينصح بعدم الصوم إلا إذا كانت الحالة الجسدية والصحيّة للطفل قوية وتسمح بذلك دون مضاعفات. وأشاروا إلى أنه يجب على الأطفال المصابين بالسكري أو فقر الدم أو أمراض الكلى التوقف عن الصوم حيث إن الصوم بالنسبة لهم له تأثيرات سلبية كثيرة على الحالة الصحية لهم، ومن ثم فلابد من عدم الاستجابة لرغبات الطفل في الصوم والتحدث معه وإقناعه بأن عدم الصوم من مصلحته ويجب ألا يخاطر بصحته. د. محمد العامري: ممنوع صيام الأطفال المصابين بالسكري يقول الدكتور محمد العامري استشاري طوارئ الأطفال مساعد مدير طوارئ الأطفال بمؤسسة حمد الطبية: إن الأطفال المصابين بالسكري يمنعون من الصوم ولا يجب أن يصوموا على الإطلاق لأن في ذلك ضرراً بالغاً على صحتهم أما في حال الأطفال الأصحاء الذين لا يعانون من السكري أو أمراض أخرى فإنه يجب أن يكون الصوم على مراحل وأن يتم تعويدهم على ذلك. وأشار إلى أنه في حال رغبة الطفل في الصوم فإن الأهل يجب أن يعملوا على تدريب الطفل منذ سن السابعة على الصوم لساعات قليلة خلال النهار وتزداد كل عام حسب عمره، وهي طريقة جيدة خاصة إذا كانت متزامنة مع عادات غذائية صحية. ولفت إلى أن الصيام ليس له أي مخاطر صحيّة على الأطفال في سن العاشرة من العمر، لكن بعض الأطفال قد يعانون نقصاً مفاجئاً في سكر الدم، وهو ما يستدعي إفطارهم فوراً، مؤكداً ضرورة أن يتم مراعاة جميع أنواع المكونات الغذائية في الهرم الغذائي التي يحتاج إليها الطفل. وقال: إن هناك عدة نصائح غذائية للأطفال في رمضان كفيلة بضمان صحة الطفل في هذا الشهر وعدم تأثره بالصيام لساعات قد يفقد فيها حيويته، بالإضافة إلى إمداد جسمه بالطاقة وبجميع المواد الغذائية اللازمة لنموه. وشدّد على ضرورة عدم قيام الأطفال أثناء صيامهم بأي مجهود عضلي كي لا يشعروا بالتعب المفاجئ، موضحاً أنه يفضّل أن يبدأ الطفل الإفطار بتناول السوائل، مثل عصير الفواكه الطبيعية أو تناول الشوربة الساخنة ما يهيئ معدة الطفل لتناول الطعام، كما يجب أن تراعي الأم أن يحتوي إفطار طفلها على جميع أنواع المكونات الغذائية، بحيث يفضّل أن يحتوي إفطار الطفل على طبق من السلطة الخضراء مع أحد أنواع الخضراوات إضافة إلى أحد أنواع النشويات، مثل المعكرونة أو الأرز. عماد عباس: الصوم مرتبط بعمر الطفل وحالته الصحية قال السيد عماد عباس أخصائي التغذية العلاجية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: إن صيام الأطفال يتعلق بسن الطفل وحالته الصحية والجسدية، وفي حال صيام الأطفال يتعين على الأهل الاهتمام بوجبتي السحور والإفطار، وأيضاً توفير الكمية اللازمة من السوائل للطفل الصائم، مع تدريبه وتعويده على العادات الغذائية الصحية. وأشار إلى ضرورة مراعاة المرحلة العمرية للطفل خلال الصوم فلا يجب أن يبدأ الصوم قبل السابعة وبعد بلوغه هذه السن يمكن البدء في تدريبه على صوم عدد من الساعات وتزيد مع مرور الوقت وهي طريقة جيدة خاصة إذا كانت متزامنة مع عادات غذائية صحية، مشيراً إلى أن أفضل سن لصيام الطفل هو عند بلوغه سن 10 سنوات. ولفت إلى ضرورة الحرص على تناول الطفل لوجبة السحور متأخراً أي قبل صلاة الفجر مباشرة، وأن يحتوى الطعام على كمية من البروتينات من منتجات الألبان مثل الزبادي وعدم شرب المياه بكثرة، فيشرب حتى الارتواء من المياه وليس بصورة كبيرة جداً بحيث تعمل نوعاً من إفراز كميات كبيرة من المياه فيفقد السوائل الموجودة في جسمه. كما نصح بأن تحتوي وجبه الإفطار على تمر ولبن أو شوربة وعدم تعويد الطفل على تناول الحلوى مباشرة بعد الإفطار، حتى لا يحدث تلبك معوي، ولابد من إكساب الطفل عادات غذائية سليمة، لذلك لابد من تناول الوجبات المتوازنة وعدم تناول الحلوى سوى بعد ساعتين من الإفطار، كما أن الوجبة لابد أن تشمل على 60% نشويات، مثل الأرز والمكرونة و20 % بروتين و20 % دهون، والطبق يتم تقسيمه أربعة أقسام متساوية، ربع أرز، أو مكرونة، أو ربع رغيف، ولا يجوز تناول عيش مع مكرونة، أو أرز وأي نوع من الخضار، والربع الآخر سلطة، وربع بروتين أي قطعة لحمة، أو دجاج أو سمك أو 2 بيضة مسلوقة. خالد محمد: سن العاشرة الأفضل لبدء الصوم يرى السيد خالد محمد، أخصائي التغذية العلاجية أن مسألة بدء الطفل في الصيام تتعلق بعدة أشياء منها على سبيل المثال المرحلة العمرية، حيث يحذر بعض الأطباء وخبراء التغذية من صوم الطفل في سن السابعة أو قبل ذلك، لافتين إلى أنه في هذه السن يمكن البدء بتعلمه معنى الصيام والامتناع عن الطعام بالتدريج، بمعنى أنه يمكن للطفل الصيام لساعات معدودة فقط وليس طوال النهار، لحاجته الجسمانية للغذاء والشراب لكن عندما يبلغ الطفل العاشرة من عمره فإنه يمكن تحمّل الجوع والعطش خلال فترة الصيام دون التعرض للخطر. وقال: إنه يمكن التدرج في ساعات صوم الطفل من وقت السحور حتى الثانية عشرة ظهراً لمدة عشرة أيام، ثم الصيام لوقت العصر لمدة عشرة أيام، وفي العشرة الأخيرة يمكنه الصيام طوال النهار، بذلك يستطيع الطفل الصبر على الجوع والعطش. وأوضح أنه لكي نجعل الطفل يقبل على الصيام ونهيّئه نفسياً، فإنه يجب الاحتفال بذلك من خلال إعداد المأكولات والمشروبات المحبّبة له لوجبتي السحور والإفطار وإيقاظه قبل الفجر لتناول الطعام وشرب كمية وفيرة من الماء والعصائر عند الإفطار كما يجب مراقبة الطفل أثناء الصيام خاصة في أيام الحر فإذا لوحظ عليه الإرهاق والتعب يجب أن يفطر ويتم تقديم السوائل والطعام له بسرعة. وأضاف أنه يجب الاهتمام بوجبة السحور للطفل لتكون له عوناً طوال النهار حيث يجب أن تتكون من البروتينات والسكريات والدهون مثل البيض والخبز والخضراوات والفاكهة مع ضرورة الحرص على تأخير السحور وتجنّب تناول الأغذية المملحة أو المخللات في السحور لتفادي الشعور بالعطش خلال فترة الصيام، مشيراً إلى أن وجبة إفطار الطفل يجب أن تكون صحيّة ومتوازنة، أي تحتوي على جميع العناصر الغذائية المهمة لصحة الطفل وبالسعرات المناسبة لعمره ومجهوده. د. طارق عابدين: ضرورة مراقبة الأطفال خلال ساعات النهار نصح الدكتور طارق عابدين، ماجستير طب الأطفال بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أولياء الأمور بضرورة مراقبة الأطفال الذين يبدأون في الصوم خلال ساعات النهار حتى لا تحدث لهم أي مضاعفات صحية، لافتاً إلى أن بدء الطفل في الصوم يجب أن يكون من خلال معايير عديدة. وأشار إلى أن أهم هذه المعايير هي القدرة الجسدية للطفل على تحمّل الصوم وهذا الأمر يرتبط بشكل وثيق بعمر الطفل فإذا كان الطفل أقل من 7 سنوات فإن قدرته على تحمّل الجوع تكون ضعيفة جداً، مضيفاً أن سن العاشرة يعتبر مناسباً جداً لبدء الطفل في التعود على الصوم. وأوضح أن الحرص على التغذية السليمة للطفل في شهر رمضان المبارك يعتبر من الأولويات لدى الأهل لأنه ليس سهلاً إلزام الطفل بنظام غذائي معين، كما أن الطفل يحتاج إلى عناصر غذائية كثيرة لنموه السليم، ما يزيد من صعوبة امتناعه عن الأكل والشرب لساعات طويلة، وبالتالي فإن هذه المسألة لا يمكن التهاون فيها، حفاظاً على النمو السليم للطفل والتزاماً بعاداته الغذائية التي يتبعها. وأوضح أنه إضافة إلى ذلك، يميل الأطفال عادةً إلى أطعمة معيّنة مختلفة عن تلك التي يميل الراشد إلى تناولها، ما يزيد من صعوبة إلزامه بالنظام الغذائي الخاص بالكبار، إلا أن ثمّة إرشادات معينة يمكن التقيد بها لتكون تغذية الطفل سليمة في شهر رمضان كما في بقية الأيام، فيؤمن حاجات جسمه ويعوّض ما يخسره أثناء الصيام، ومنها أن تكون وجبة الإفطار متوازنة وتحتوي على أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية التي يحتاجها الطفل من بروتينات ونشويات ودهون وسكريات لتأمين مختلف حاجاته الغذائية الضرورية لنموه.
مشاركة :