انتفضت مصر الرسمية والشعبية أمس ضد الإرهاب واتحد سكانها في إدانة الحادث الإرهابي الذي قتل جراءه 28 شخصاً على الأقل، بينهم عدد كبير من الأطفال، في هجوم تبناه تنظيم داعش على حافلة تقل أقباطاً لزيارة دير في المنيا في جنوب القاهرة، وفتح ما لا يقل عن عشرة مسلحين ملثمين نيران أسلحتهم على الحافلة. وفيما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قيام بلاده مساء أمس بتوجيه ضربة لأحد معسكرات تدريب المتطرّفين، وأنّها لن تتردد في توجيه ضربات ضد معسكرات الإرهاب في أي مكان سواء في الداخل أو الخارج، نقلت وسائل إعلام أنّ غارات مصرية دكّت مواقع للمتطرّفين في درنة دمّرت مركزهم الرئيسي أوسفرت عن وقوع قتلى وجرحى. وكشف السيسي عن أنّ مصر قامت مساء أمس بتوجيه ضربة لأحد معسكرات تدريب المتطرّفين، رداً على الهجوم الذي تعرضت له حافلة في المنيا. وقال السيسي في كلمة وجهها الى الشعب المصري: «قبل ان اتحدث اليكم تمّ توجيه ضربة لاحد المعسكرات التي يتم فيها تدريب هذه العناصر المتطرّفة التابعة لتنظيم داعش. وشدّد السيسي على أنّ مصر لن تتردد في توجيه ضربات ضد معسكرات الإرهاب في أي مكان سواء في الداخل أو الخارج. وحذّر السيسي من أن الهدف من هجمات المتطرفين هو إسقاط الدولة، مضيفاً: «أرجو ان تكون الرسالة واضحة، لن نتردد في حماية شعبنا من الشر وأهله»، داعياً إلى معاقبة الدول التي تدعم الارهاب وتمده بالسلاح والتمويل والتدريب. غارات على درنة في الأثناء، قال تلفزيون العربية إن الطيران المصري شنّ غارات جوية استهدفت جماعات متطرفة في منطقة درنة في ليبيا وإنها أوقعت قتلى وجرحى. وفيما أشار الموقع الإلكتروني لصحيفة اليوم السابع، إلى أنّ القوات الجوية المصرية نفذت ست ضربات مركزة داخل العمق الليبي تستهدف تنظيمات إرهابية، نقلت قناة سكاي نيوز عربية عن مصادر رفيعة المستوى، أن «القوات الجوية المصرية دمّرت بشكل كامل المركز الرئيسي لما يعرف بمجلس شورى مجاهدي درنة في شرق ليبيا». حداد وطوارئ في السياق، أعلنت النقابات المهنية الطوارئ وعقد مؤتمر عاجل الأحد المقبل. وأعلنت الحكومة الحداد ثلاثة أيام، بينما ألغت دار الإفتاء الاحتفال الذي كان مقررًا عقده لاستطلاع شهر رمضان، والاكتفاء ببيان مفتى الجمهورية شوقي علام من مكتبه، وذلك تقديرًا لما يمر به الوطن من حزن. احصائية إلى ذلك، قال محافظ المنيا عصام البديوي إن مسلحين فتحوا النار على حافلة تقل أقباطاً كانوا في طريقهم لزيارة دير الأنبا صموئيل بالمنيا قبل أن يلوذوا بالفرار. وأضاف أن المسلحين «استخدموا أسلحة آلية». وقال وزير الصحة إن حصيلة ضحايا الهجوم ارتفعت إلى 28 وإن 13 مصاباً خرجوا من المستشفيات». وقال مستشار وزير الصحة، إن هناك «عدداً كبيراً من الأطفال» بين الضحايا. وقالت وزارة الداخلية إن «مجهولين يستقلون ثلاث سيارات رباعية أطلقوا النيران بشكل عشوائي» على الحافلة. وأضافت أن الهجوم وقع «على طريق صحراوية فرعية» تؤدي إلى دير الأنبا صموئيل، مشيرة إلى أنها تكثف جهودها لضبط الجناة.
مشاركة :