رقم في كرة القدم (1) - أول قانون بتاريخ الساحرة المستديرة

  • 5/27/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هل تساءلت يوما عن أول قانون وضع في تاريخ لعبة كرة القدم؟ ربما تبدلت القوانين تغير الحال تطورت اللعبة كثيرا عما كانت عليه، لكن ماذا عن بداية كل شيء؟ ظهرت كرة القدم منذ العصور الوسطى عام 1200 وما تلاه، لم تكن دوما اللعبة ذات الشعبية المحببة، نظرا لأنها كانت تلعب من دون قوانين فقد كانت هناك عدم محاولات لمنعها سواء في العصور الوسطى أو الحديثة. النساء حرمن من لعب كرة القدم في ملاعب الرابطة الإنجليزية الإسكتلندية منذ 1921 ولم يرفع ذلك الحرمان سوى في السبعينات. في بريطانيا لعبت كرة القدم في المدارس العامة، وكان لذلك عظيم الأثر في تحقيق إنجاز تاريخي بإيجاد أول قوانين للعبة. الأمر كان عشوائيا لكن كانت هناك أهداف، تحولت من اللعب بغوغائية والركض خلف الكرة، إلى فرق منظمة، ثم ما يعرف بالحكام. في تلك المدارس كان هناك ما يسمى بمحامي كرة القدم، والحكم يسمى بالقاضي والمدرب يسمى بسيد التدريب. أول مباراة كرة قدم استمرت 3 أيام مباراة كرة قدم كانت بين شيفيلد ونورتون في إنجلترا عام 1794، استمرت 3 أيام وهو لم يكن أمرا معتادا في ذلك الوقت، لكن لوحظت بعض الإصابات دون أن يقتل أحد خلال اللقاء. تواصلت الإصابات مع الوقت في مباريات تالية بعض الإصابات كانت تتطلب قطع الأطراف، وأحيانا كانت هناك وفيات، مما تطلب وضع قوانين عاجلة للحد من تلك الأحداث الدامية. قوانين شيفيلد في 1848 حاولت جامعة كامبريدج توحيد المدارس التي تلعب كرة القدم، خاصة وأن القوانين لم تكن تطبق بشكل عام خارج جدران المدارس، ومع استمرار المباريات الخارجة عن إطار القانون، ظهرت مباراة رسمية في 1855 نظمها فريق الكريكت الخاص بشيفيلد، وفي اجتماع سنوي عام 1858 تم إصدار عدة قوانين عامة. بداية المباراة يجب أن تتم من منتصف الملعب – الدفع بالأيدي مسموح لكن الضرب ليس مسموحا به تحت أي ظروف – لا يجب سحب قميص أي لاعب – لا يمكنك أن تبعد الكرة عن الملعب لأي سبب إلا بعد انتهاء المباراة. كانت تلك بعض من قوانين شيفيلد الخاصة بالكريكيت والتي استعملت في بريطانيا لكرة القدم خاصة وأن عدة أندية تم إنشاؤها في تلك الحقبة مثل نادي شيفيلد في 1857 والقوانين فيما بعد استقلت عما كانت عليه في المدارس العامة والفارق الأكبر هو عدم وجود قاعدة التسلل. ما هي قاعدة التسلل قديما؟ قاعدة التسلل وجدت عام 1863 لكنها لم تكن كما كانت عليه حاليا، أي لاعب هجومي كان يسبق الكرة، نظرا لأنه قديما كان التكتيك قائم على 8 مهاجمين يلعبون مثل الرجبي إما المراوغة أو التشويش. في أواخر ستينات ذلك القرن كان الاتحاد الإنجليزي قد قرر أن يضع قانون اللاعبين الثلاث، ومن خلاله يكون المهاجم متسللا إن كان أمام ثالث – أخر مدافع منهم. تشكيل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في 1863 دفعه للتغيير في كثير من القوانين، خاصة فيما يخص أندية شيفيلد والتي كانت قد وضعت أول قوانين في تاريخ اللعبة، ثم بعد ذلك تم تشكيل لجنة عرفت بمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك الذي أنهى كل الجدل، وضم من خلاله اثنين من كل ممثلي اتحادات بريطانيا الأربعة (إنجلترا – اسكتلندا – ويلز – أيرلندا)، وقابلهم جميعا معا في يونيو 1886 لتوضع قوانين اللعبة من جديد. ضربات المرمى قدمت عام 1869 والركنيات في 1872 وفي 1878 تم استخدام الحكام لأول مرة، لكن لم تكن هناك ركلات جزاء حتى عام 1891، وسميت في ذلك الوقت بركلة الموت. الحكام منذ ذلك التاريخ كان هناك شخصا وحيدا لديه السلطة لطرد اللاعبين ومنح ركلات الجزاء والضربات الحرة من دون الاستماع إلى أي اعتراض وأصبح متواجدا بصفة دائمة في المباريات. بعد ذلك ظهر الثنائي حكما الراية، أو الحكام المساعدين كما يطلق عليهم اليوم، مع كل تلك القواعد بدأ ملعب كرة القدم كما نعرفه يظهر، تطلب رسم نقطة في وسط الملعب لبدء المباراة، والابتعاد 10 ياردات عن نقطة البداية، ثم فيما بعد رسمت دائرة في وسط الملعب. حينما ظهرت ركلة الجزاء في 1891 كانت تسدد من أي مكان على بعد 12 ياردة من خط المرمى. في 1902 تغير القانون ليمنح ركلات جزاء في منطقة على بعد 18 ياردة من المرمى، تم بعد ذلك رسم ما سمي بصندوق ركلة الجزاء ونقطة الجزاء، وتم رسم صندوق أخر للمرمى نفسه سمي بمنطقة الست ياردات، واستبدل ذلك منقطة نصف الدائرة التي كانت موجودة، وبعد 35 عاما ظهرت أخر لمسة في رسمة منطقة الجزاء حرف الـD على حافة منقطة الجزاء. مع كل تلك القوانين أصبحت كرة القدم مشهور في كل مكان مثل بريطانيا وفي مايو 1904 تم إنشاء الاتحاد الدولي لكرة القدم في باريس مع 7 أعضاء رئيسين هم فرنسا وبلجيكا والدانمارك وهولندا وإسبانيا والسويد وسويسرا، كان هناك انزعاجا في بريطانيا لفكرة إنشاء هيئة عالمية تتحكم في الرياضة التي كانت المملكة هي من وضع قوانينها. لكن كل ذلك تلاشى سريعا حينما تولى دانييل بورلي عضو الاتحاد الإنجليزي السابق رئاسة الفيفا في 1906، وهو نفس العام الذي انضم خلاله الاتحاد الإنجليزي للفيفا، وفي 1913 أصبح الفيفا عضوا في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم. تطور القوانين في 1912 كان التحول الأكبر في تاريخ اللعبة وزاد معدل الأهداف المسجلة، إذ أنه تم حرمان حراس المرمى من لمس الكرة بالأيدي خارج منقطة الجزاء، وفي 1920 تم منع التسلل من رميات خط التماس، وفي 1925 تغيرت قاعدة التسلل بـ3 لاعبين إلى التسلل بلاعبين فقط. وفي أواخر ثلاثينيات القرن الماضي شعر القائمون على اللعبة أن قواعد اللعبة والمكون من 17 قانونا فقط تطلبت نقلة أخرى، ومنحت تلك المهمة إلى ستانلي روس عضو مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكان أول إداري تم تعيينه في أول نظام تحكيمي، لينظم اللعبة ويضع القوانين بطريقة منظمة. أصبح ستانلي فيما بعد رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم في 1961، وقدم الكثير حتى عام 1997 قبل أن يتم تعديل القوانين مرة أخرى. وذلك لأنه في أواخر الثمانينات كان هناك اتفاقا أن قواعد كرة القدم يجب أن يتم تعديلها لتلائم تطور اللعبة وشعبيتها وتواجه التكتيك الدفاعي المنتشر، وكذلك عنف الجماهير الذي كان سائدا في ذلك الوقت. تلك التعديلات كان عنوانها في الفيفا "من أجل مصلحة اللعبة"، وتم تصميمها لتدعم كرة القدم الهجومية حسب وصف بيان الفيفا، بدأ ذلك بتعديل قانون التسلل في 1990، إن كان المهاجم على نفس الخط مع المدافع قبل الأخير فهو ليس متسللا، وفي نفس العام تم تقديم ما عرف بقانون "الخطأ الاحترافي" وفيه أن اللاعب الذي يقوم بمنع فرصة تهديفية محققة يتم طرده. على الرغم من كل تلك التعديلات، ما ظهر من خطط فنية في كأس العالم 1990 جعل مجلس الاتحاد الدولي يفكر مرة أخرى، وفي 1992 حرم حراس المرمى من لمس كرة القدم بأيديهم مرة أخرى حينما يعيد إليهم المدافع الكرة، واجهت تلك التعديلات انتقادات لكن فيما بعد تقبلها الجميع، ثم في 1998 تم وضع قانون جديد العرقلة القوية جدا من الخلف عقوبتها بطاقة حمراء مباشرة، حتى وصلنا للقوانين التي نلعب بها حاليا كرة القدم، ومع القرن الجديد وتطور اللعبة أكثر قد نرى قوانين جديدة تضاف إليها مثلما حدث فعليا منذ فترة قريبة بإضافة حكم الفيديو وما شابه.

مشاركة :