حنان الزايد | مهن وحرف ومنتجات يدوية تقاوم الزمن.. وتجمد التاريخ عند لحظة من ذلك الماضي السابق للتكنولوجيا الحديثة، حيث تتجانس اليد مع الآلة البسيطة لتبدع أشكالا وأنواعا ومنتجات تلبي الاحتياجات اليومية الأساسية للمواطن في منزله وعمله لتساعده على تدبير شؤون حياته.. وعلى الرغم من انقراض كثير من تلك الحرف، بوفاة آخر الذين كانوا يمارسونها، فان البعض الآخر مازال صامدا ويقاوم الزمن ويتحداه بفضل عدد من الهواة والمحترفين، المتمسكين بممارسة تلك الحرف وصنع العديد من المنتجات التراثية التي تحظى بإعجاب كل من يشاهدها والإقبال على اقتنائها من بعض الفئات. وشهر رمضان المبارك الذي يبعث فينا العديد من الذكريات المرتبطة بالعادات والتقاليد، ويشهد العديد من المعارض المتخصصة في هذا المجال، يدفعنا للقاء بعض الباحثين في تراث الحرف الكويتية وممارسيها. نلتقي اليوم مع الباحث في التراث والحرفي في صنع مجسمات تجسد في مضمونها المهن والحرف الكويتية القديمة، جمال العلي الذي قال لـ القبس: بدأت علاقتي مع هذه الحرفة كهاو منذ الصغر لحبي للتراث ورغبتي في إبراز جوانب من التاريخ الكويتي، وهدفي من هذه الحرفة إيصال رسالتي الى مختلف الفئات في مجتمعنا للاهتمام بإبراز وتعزيز تراثنا الكويتي، من خلال السعي لإحياء كل ما يختص بمهن آبائنا وأجدادنا وحرفهم حتى لا تنقرض وتندثر وسط زحمة التكنولوجيا والمدنية الحديثة. وأضاف قائلا: يأتي ارتباط مهنتي الحرفية في شهر رمضان الفضيل في عمل مجسمات تراثية، بشكل مصغر، حتى أنقل لمحبي التراث الصورة الجميلة لبعض المظاهر الرمضانية في الماضي، حيث كانت الحياة بسيطة، وغالبا ما تتجمع الأسرة مع الأجداد والآباء والأحفاد ليكونوا على مائدة الإفطار، أما الآن فكل شيء متوافر للصائم، بينما الزيارات وصلة الرحم محدودة بسبب انشغال الجميع بحياتهم اليومية، وعليه لابد أن تتكاتف الجهود المختلفة من أجل إحياء العادات الرمضانية، ونشر التراث الكويتي وتعزيزه بجميع محتوياته الشعبية وعمل معارض بشكل اسبوعي، وللأسف في الوقت الحالي خف الشراء على منتجاتنا التراثية التي أقوم مع زملائي بصنعها، وأصبح الناس يفضلون عليها المصنوعات المقلدة، وانتقلوا الى المنتجات غير الكويتية التي لاتعبر عن تراثنا وكلها مستوردة من الصين وسواها من دول شرق آسيا، لذلك لا بد أن يحظى الحرفي الكويتي بالدعم حتى يستمر في مهنته وحرفته ونحفظ تراثنا الحرفي من الاندثار. تجهيزات لمناسبات رمضانية مجسمات تراثية مقتنيات تحظى بإقبال كبير