مورجان فريمان: الحظ والمثابرة أساس الممثل الجيد

  • 5/28/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

محمد رُضا يجسد الممثل مورجان‬ فريمان (79 سنة) حالة نجاح كبير صاحبه منذ عقود ولا يزال. هذا الممثل الأفرو أمريكي، ساهم بصوته المميز وبشخصيته الفارضة للاحترام والهيبة التي يجسدها في أدواره، في تغيير الصورة النمطية للأمريكيين السود في الأفلام وأهدانا، في فيلم وراء آخر، تمثيلاً غير نمطي وبالغ الجودة، بصرف النظر عن الدور الذي يقوم به.كان لافتاً في مطلع حياته السينمائية حين مثّل دور السجين الصامت في فيلم آرون روزنبيرج الجيد «بروبايكر» (1980) من بطولة روبرت ردفورد، ثم السجين الفيلسوف في «إصلاحية شوشانك» (1994)، وكان شريراً في دورين مساندين فقط أوّلهما «ستريت وايز» (1987) والثاني «جوني هاندسام» (1989). فريمان تسلل إلى قلوبنا حين لعب الدور المساند الأول في «روبين هود: أمير اللصوص» إلى جانب كيفن كوستنر وفي «قيادة الآنسة دايزي». وكان مبهراً في «غير المسامح» مع كلينت إيستوود و«سبعة» مع براد بيت، ثم عاد إلى تمثيل العقل المفكّر في فيلم آخر مع إيستوود هو «مليون دولار بيبي». كل ذلك مجرّد نماذج سريعة لسيرة فيلمية تتجاوز 90 عملاً حتى الآن، بينها «صعود الفارس الأسود»، و«سحر بيل آيل». في الأول هو، كما عهدناه، أحد أصدقاء باتمان، وفي الثاني يؤدي دور كاتب انقطع عنه الإلهام حتى لجأ إلى الريف، ووقع في حبه وحب من فيه.نحو 80 دور بطولة إلى اليوم من بين 90 فيلماً مثّلها منذ سنة 1964. اتجه فريمان إلى التمثيل بعد أن خدم في سلاح الجو الأمريكي كميكانيكي بين 1955 و1959 فاتجه إلى التمثيل المسرحي أولاً، إلى جانب أدوار صغيرة في الستينات والسبعينات، وحافظ على وتيرة نجاح منذ ذلك الحين. في مثل هذا العمر المتقدم نجده لا يقل نشاطاً عما كان عليه بالأمس، فهو ظهر في 3 أعمال العام الماضي، هي «لندن سقطت»، «الآن تراني 2» و«بن حور»، وله فيلمان هذه السنة أحدهما معروض حالياً بعنوان «المضي بأسلوب» (Going in Style) و«فيللا كابري». وفي العام المقبل 5 أخرى يبدأ تصوير أولها «كسار البندق والممالك الأربعة» هذه الأيام..عم يتحدث فيلمك الجديد «فيللا كابري»؟ ألعب فيه دور محامٍ متورط في الدفاع عن مصالح المافيا، وتومي لي جونز يؤدي دور رجل المباحث الذي ألقى القبض عليّ ويريد تقديمي للمحكمة، لكن المافيا تبعث في أثرنا بقتلة للتخلص مني قبل الإدلاء بشهادتي.يبدو قريب الشبه بفكرة فيلم «مدنايت رَن» مع روبرت دينيرو في دور التحري، وتشارلز جرودين في دور الشاهد الذي تود العصابة قتله. هل هو إعادة صنع لذلك الفيلم؟ لا. الخطوط العريضة توحي بذلك الفيلم ربما، لكن «فيللا كابري» مختلف تماماً.كيف كان التمثيل أمام تومي لي جونز؟ جيد. كان هناك متسع من الوقت خلال التصوير بحيث أمضينا بعض الوقت معاً نتداول في أمور الفيلم غالباً. أنا إنسان أريد أن أنفرد بنفسي في أي وقت أكتفي فيه من الصحبة، لكن معه امتنعت عن ممارسة حقي هذا، وكنا نخرج معاً للمراكز التجارية أو لتناول بعض وجبات الطعام.هل هذا بدافع من الزمالة أو لأنكما من جيل واحد؟ أعتقد أن الجواب يكمن في المسألتين. أولاً هو زميل أحترمه وأقدر تمثيله. وفي مهنتنا أتعرف إلى كثير من الزملاء. وقليلاً ما أكترث لأن أخرج عن طوري وطبعي المنفرد، لكن مع تومي لي جونز كان هناك دافع خاص، فنحن لم نلتقِ في حياتنا المهنية كثيراً، لكن الوقت حان الآن، كما رأينا، أن نوظف حقيقة أننا في فيلم واحد، وأن معظم مشاهدنا معاً أن نخرج إلى المطاعم أو المقاهي ونتبادل الحوارات. طبعاً لم نفعل ذلك على الدوام، لكن كانت هناك أوقات كثيرة كهذه على أي حال.ماذا عن فيلمك السابق «المضي بأسلوب»؟ كان أيضاً من بطولة ممثلين ليسوا في سن الشباب؟ صحيح. هذه هي السن التي تتيح أن نلتقي في أفلام مشتركة. لكن «المضي بأسلوب» بالنسبة لي كان مهماً لأكثر من مجرد أنني معجب بزملائي الممثلين مايكل كاين وكريستوفر لويد وآن مرغريت. هو عن هذه السن الصعبة بالتحديد. فكما شاهدت الفيلم فإنه عن مجموعة الأصدقاء الذين تجاوز كل منهم الستين من العمر، وما زالوا في وضعهم المعيشي ذاته. لم يستطيعوا أن يصبحوا أثرياء، ولا أن يدخروا لليوم الأسود. لذلك فهم يتفقون على عملية سرقة، على الرغم من أن أعمارهم مجتمعة تصل إلى نحو 200 سنة.لكن على الرغم من أنك في سبعينات عمرك إلا أنك كثير العمل. هل ينفي هذا ما يشاع عن هوليوود أنها لا تكترث لمن هم فوق الخمسين؟ هذا ليس صحيحاً. هي تكترث لكن هناك طريقة للاكتراث، وهي البدء في تخصيص الممثلين الذين تجاوزوا تلك السن أو حتى أعلى منها بأفلام تتطلب وجودهم. صحيح أنها في الأغلب أفلام غير رائجة، لكنها مقصودة لذاتها من قبل الجمهور العائلي. هوليوود لا تترك أي مناسبة متاحة لاستخدام الممثلين حتى ولو كانوا كباراً في السن، لكن من الطبيعي أن تختلف الأدوار.مثلاً لا يستطيع مايكل كاين لعب دور باتمان، فيتم إسناد دور مساعده إليه. شيء من هذا القبيل. بالنسبة له وبالنسبة لي أيضاً، المهم هو أن نبقى على قائمة الممثلين الذين ما زالوا مطلوبين. غير القابعين في بيوتهم بانتظار الدور الآتي من بعيد وقد لا يصل.ما الفرق بين التمثيل في فيلم صغير الحجم وآخر كبير؟ طالما أنني أؤدي الدور المسند إليّ برغبتي، فإنه ليس هناك من فوارق. الممثل مصنوع لكي يمثّل بصرف النظر عن طبيعة الإنتاج. وأعتقد أن الانتقال من نوع سينمائي إلى آخر أمر مفيد. كذلك مفيد الانتقال من دور في فيلم ضخم مثل أفلام باتمان، إلى دور في فيلم مصنوع لجمهور محدود هو أيضاً مهم. ربما الإدمان على نوع واحد هو الخطأ الحقيقي في مهنة تتطلّب كثيراً من المعرفة.أنت من بين القلائل من الممثلين الأفروأمريكيين الذين لعبوا أدواراً لا تنص دائماً على لون البشرة. هل هذه ملاحظة صحيحة؟ نعم. ملاحظة صحيحة. هناك نوعان من الكتابة، واحدة تقدّم الممثل حسب جنسه وعنصره، صيني أو أسود إلخ، وأخرى مكتوبة من دون الالتفات إلى هذا العنصر. ولسبب ما، اعتدت استلام مشاريع ليست مكتوبة على أساس عنصري. من حسن حظي أنها ليست مكتوبة لي كممثل أسود، بل هي موجّهة لي كممثل فقط.} ألاحظ أن العديد من نجوم اليوم يصعدون سلم الشهرة ثم ينزلون عنها سريعاً. لماذا؟ تتطلب هذه المهنة شيئين أساسيين، المثابرة والحظ. لا أكثرت من أنت أو أين أنت، فالحظ يلعب دوراً كبيراً في نجاحك. وإذا ما أردت أن تبقى محظوظاً فعليك أن ترقص على رؤوس أصابعك. عليك أن تواصل الحركة والاندفاع. هذه هي المثابرة.صحيح، لكن ما تفسيرك أن العديد من ممثلي الشهرة اليوم ينجحون ما داموا يؤدون أدوارهم في الأفلام المسلسلة مثل «سوبرمان» و«ترانسفورمرز» و«كابتن أمريكا»، لكن إذا أرادوا التغيير لا ينجح الفيلم؟ لم أدرس في الواقع هذه الحالات، لكني أعتقد أنك تعرف ما تقول. في اعتقادي أن الممثل بصرف النظر عن عمره لا يملك خيارات كثيرة لذلك عليه أن يواظب على تمثيل الأدوار حتى لو تشابهت. لكن من ناحية أخرى صحيحة أيضاً نعيش في زمن معظم رواد السينما فيه من الشباب المتحمس لنوعية معينة من الأفلام.ما الأشياء التي تستهويك إلى جانب التمثيل؟ كثيرة، من بينها السفر بالحصان. أتذكر عربة العائلة التي كان يجرّها بغلان، كنت في الثامنة من العمر، وكان والداي يستخدمانها في التنقل من المزرعة إلى البلدة. كنت أستيقظ في الرابعة والنصف صباحاً، وأنضم إلى والدي في الحقل حتى مغيب الشمس. عمل لا أتمنّاه لأبغض أعدائي. لكن إذا ما قارنت بين تلك الأيام والتكنولوجيا التي نعيشها الآن، تجد أن عالم الأمس كان أكثر أمناً. هناك كثيرون لا يؤمنون بأننا ندمّر الحياة على الأرض بتكنولوجيّتنا، لكننا نفعل ذلك. بعد 1000 سنة ربما ينتهي الكوكب تماماً. أنت مع الحفاظ مع البيئة؟ بالتأكيد. هذا هو بيتنا الوحيد الآن. هذا الكوكب. لا نستطيع استبداله وعلينا أن نعيش فوقه، والعيش فوقه يعني أن نتعايش. للأسف السياسيون وأصحاب المصالح التجارية لا يؤمنون بذلك، وكثير من الناس يجهلون ما يدور. علينا أن نتعايش بين أنفسنا كبشر وبيننا وبين المخلوقات الأخرى التي تتنفس الهواء نفسه وتشرب الماء نفسه.كيف وجدت دبي عندما زرتها قبل حين؟ أدهشتني. كنت شاهدت أفلاماً سياحية عنها قبل مجيئي، وعندما وجه لي «مهرجان دبي» الدعوة عملت على التزود بمعلومات مسبقة لتثقيف نفسي، لكن ما وجدته تجاوز كل توقعاتي. سعدت كثيراً خلال وجودي في ذلك المهرجان، وأعتقد جداً أن دبي واحدة من أفضل المدن لكي يحيا بها إنسان اليوم.ماذا تقصد بأنك كنت تشاهد أفلاماً سياحية؟ هل تجذبك تلك الأفلام؟ زرت أماكن كثيرة في حياتي بطبيعة العمل. لكن هناك أماكن ومدناً ودولاً أخرى كثيرة لم أزرها، وربما لن يواتيني الوقت لذلك. عندما يكون لدي وقت لمشاهدة أفلام تسجيلية عن المدن التي لم أزرها بعد أقوم بذلك. هل تشاهد الأفلام التي تمثلها، أم تتجنب رؤيتها بعد الانتهاء من تصويرها؟ طبعاً أشاهد أفلامي، وأستمتع بما أقوم به إذا ما كنت أستطيع القول. عليك أن تثق بما تقوم به وإذا كانت الثقة معدومة، فلربما لا تريد أن تشاهد نفسك على الشاشة. مثلت أدواراً تاريخية ودرامية ومغامرات هل هناك نوع معين من الأفلام تفضله على سواه؟ أحب التنويع، وإذا ما أعجبني السيناريو فإن النوع آخر ما أهتم به. حين كنت في الثامنة من عمري بدأت قراءة الكتب، وقرأت كل ما يصل إليّ. وعندما أصبحت ممثلاً أخذت أمثل كل ما يصل إليّ ما دام السيناريو جيّداً ككل.

مشاركة :