تجربة 100 عالم اقتصاد صيني في القرن العشرين

  • 5/28/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعرض هذا الكتاب الصادر عن دار بتانة للنشر والتوزيع، وعنوانه «الاقتصاد الصيني.. الإصلاحات والتحولات»، الملامح العامة للتجارب العلمية والإنجازات التي حققها أكثر من 100 عالم اقتصاد صيني مشهور خلال مئة عام في القرن العشرين، ذلك القرن الذي يمثل نقطة تحول الشعب الصيني من التخلف والفقر والمعاناة، ومن الظلم إلى النهوض والنضال والسعي نحو الثراء والعزة، كما كانت فترة تعامل صعبة واصل فيها علماء الاقتصاد البحث عن الحقيقة من أجل تقدم المجتمع ورخاء الشعب، وتركوا أشغالهم ليشاركوا بإيجابية في الثورة والممارسة العملية في بناء عملية الإصلاح، أظهروا فيها ذكاءهم وحكمتهم، ويمكن من خلال استعراض الإنجازات العلمية لمشاهير علماء الاقتصاد الصينيين في القرن العشرين أن تعكس أحد جوانب التغيير التاريخي العظيم الذي حدث للصين انتقالاً من المحاولات لإنقاذ الدولة والحفاظ على بقائها إلى دولة اقتصادية كبرى .يشير الكتاب إلى أن علم الاقتصاد يمثل أحد العلوم الأساسية ضمن العلوم الاجتماعية الحديثة، والتي تبحث في الأنشطة الأكثر أساساً للمجتمع البشري وآلية التغيير في تطور النشاط الاقتصادي، وبالحديث تفصيلاً فإن الاقتصاد هو العلم الذي يبحث في تطور القوة الإنتاجية للمجتمع وآلياتها، كما يبحث في التغيير الناتج عن علاقة التوزيع المتبادل بين المجتمع والإنتاج وآلياته، وقد ظهرت كلمة الاقتصاد في اللغة الصينية في الكتب بالعصور القديمة، وتشير في معناها إلى تقديم يد العون في الأزمات والمساعدة في أوقات الشدة.أما في الصينية الحديثة فتشير كلمة الاقتصاد بشكل عام، إلى نشاط الإنتاج المادي للمجتمع وإعادة الإنتاج ويعتبر علم الاقتصاد أحد فروع العلوم الذي ظهر على الساحة العلمية في الغرب مع نشوء علم الاقتصاد الكلاسيكي في القرن الثامن عشر، أما في الصين فلم يصبح علم الاقتصاد علماً اجتماعياً مستقلاً بذاته تدريجياً، إلا في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 بعد أن دخل علم الاقتصاد الماركسي وعلم اقتصاد الطبقة البرجوازية الغربي.يوضح الكتاب أنه بعد تأسيس الصين الحديثة حدثت تغيرات ضخمة في علاقات الاقتصاد الاجتماعي، حيث ظهرت خمسة أقسام للأوضاع الاقتصادية القائمة: الاقتصاد العام الاشتراكي، الاقتصاد الرأسمالي الخاص، الاقتصاد الفردي، اقتصاد تعاوني نصف اشتراكي واقتصاد رأس مالية الدولة، في ذلك الوقت استناداً إلى المبادئ الأساسية للماركسية، ومن منطلق الوضع الصيني تم طرح خريطة الطريق لتأسيس مجتمع الديمقراطية الحديثة والانتقال التدريجي إلى الاشتراكية وطرح الهدف العظيم القائم على تحديث الصناعة والزراعة والدفاع الوطني والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الاجتهاد في البحث عن سبل جديدة لتأسيس الاشتراكية، والتي ساعدت على الانتهاء الميسر من الخطة الخمسية الأولى والثانية.أما بعد الإصلاح والانفتاح في نهاية عام 1978 فقد اتخذت الصين بدءاً من الدوائر السياسية وحتى الدوائر العلمية، سلوك الانفتاح تجاه علم الاقتصاد الغربي بشكل تدريجي، وأقر كثير من علماء الاقتصاد بأن علم الاقتصاد الغربي قدم أبحاثاً مفيدة في مسار اقتصاد السوق وآلية التحول للتصنيع والتحضر والتحديث، وأن له العديد من النتائج المثمرة بما تشمله من آراء نظرية ومفهوم تصنيف وطرق بحث إلى آخره، ما يمكن اقتباسه واستخدامه في تطوير اقتصاد السوق الاشتراكي الصيني .

مشاركة :