توصل باحثون من جامعة نيويورك، من خلال دراسة نشرت بمجلة «الطبيعة للطب»، إلى أن الاستجابة التي يقوم بها الجسم تجاه بعض الفيروسات، يمكن أن تسبب مشاكل بالذاكرة وصعوبات بالتعلم.تشير نتائج الدراسة الحديثة إلى أنه بمجرد دخول الفيروسات إلى الدم، ينتج عن ذلك تشغيل بعض الخلايا المناعية كاستجابة أولى، وتقوم هذه الخلايا بإفراز إشارة بروتينية التهابية، تعرف اختصاراًً ألفا TNF، وتنتقل هذه الإشارة إلى الدماغ، حيث توقف معلومات وصلات الخلايا العصبية المهمة لتحويل المعلومات الحسية إلى ذكريات، وبالرغم من نشاط جهاز المناعة بواسطة الفيروسات ارتبط من قبل بمشاكل الإدراك، فإن الآلية لم تكن معروفة، أما في الدراسة الحالية فقد وجد الباحثون أن نشاط المناعة المرتبط بالفيروسات يسبب فقدان التواصل بين الخلايا العصبية بالدائرة الكهربية بقشرة الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن التعلم، وهو ما ظهر لدى الفئران التي أجريت عليها التجربة، حيث كان أداؤها سيئاً في اختبارات المقدرات التعلمية وهو ما يشاهده الأطباء بالعيادات عندما يأتي المريض وهو يعاني التهاباً مزمناً أو حاداً، حيث يكون أداؤه ضعيفاً بالمهارات الحركية والتذكر؛ وتشير النتائج إلى أن مضادات الالتهاب التي تستهدف البروتين ألفا TNF ربما تقي من ضعف الدماغ أثناء التهاب الجسم، ينوي الباحثون من خلال الخطوة التالية البحث عن علاجات تستهدف خلايا المناعة التي تستجيب أولاً لمعرفة ما إذا كانت سوف توقف وصول الإشارات غير المرغوب فيها للدماغ عقب العدوى الفيروسية.
مشاركة :